بعد يوم ساخن من الاحتجاجات المناهضة للحكومة الكوبية

هافانا تتهم واشنطن بإثارة الاضطرابات

هافانا تتهم واشنطن بإثارة الاضطرابات
  • القراءات: 792
ق. د ق. د

خيّم أمس، هدوء حذر على شوارع العاصمة الكوبية هافانا، وعدد من كبريات مدن جزيرة الحرية بعد يوم ساخن خرج خلاله آلاف الكوبين الغاضبين على تدهور الوضع الاقتصادي في هذا البلد الكرييبي، في احتجاجات عفوية وغير مسبوقة مطالبين بمزيد من الحرية وتحسين وضعيتهم المعيشية.

وندد المحتجون في شوارع هافانا وعشرات المدن الأخرى بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بكوبا والتي اضطرت الحكومة الى قطع التيار الكهربائي لعدة ساعات يوميا، اضافة الى النقص الحاد الذي يعاني منه الكوبيون في المواد الغذائية والأدوية.

وساهمت الانترنت التي سمح باستعمالها في كوبا منذ عام 2018، بنقل هذه الاحتجاجات التي اتسعت رقعتها إلى عدة مدن في الجزيرة، مما دفع بسلطات آخر الأنظمة الاشتراكية في العالم إلى قطعها منذ مساء أول أمس.

وحتى وإن اعترف الرئيس الكوبي، ميغال ديازـ كانيل، بما وصفه بـ "عدم الرضا" الذي يشعر به بعض الكوبيين، إلا أنه دعا أنصاره للدفاع عن "الثورة" وذلك بعد أن اتهم الحكومة الأمريكية بانتهاج "سياسة الخنق الاقتصادي لإثارة الاضطرابات الاجتماعية" في الجزيرة التي عاشت أول أمس، على وقع احتجاجات عنيفة وصفت بـ "التاريخية"

وقال الرئيس الكوبي، في خطاب للأمة نقله التلفزيون الرسمي، أن حكومته تحاول "مواجهة الصعوبات التي خلفتها العقوبات الأمريكية التي تم تشديدها خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وتساءل بلهجة حادة "ماذا يبحثون؟ اثارة الاضطرابات الاجتماعية والخلافات بين الكوبيين ولكن أيضا تغيير النظام"، مضيفا أن الذين يقفون وراء هذه الاحتجاجات "نالوا الرد الذي يستحقونه وسيستمرون في الحصول عليه كما هو الحال في فنزويلا".

وحمل الرئيس الكوبي، الولايات المتحدة مسؤولية ما آل اليه الوضع الاقتصادي في بلاده، حيث قال إنه "إذا كنتم تريدون أن يكون الشعب في أفضل حال، فارفعوا الحصار"، المفروض على كوبا منذ عام 1962، مشيرا الى وجود ما وصفها بـ "مافيا كوبية ـ أمريكية تنشط جيدا على مواقع التواصل الاجتماعي... استخدمت الوضع في كوبا ذريعة ودعت إلى التظاهر في جميع مناطق البلاد".

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعا في بيان له النظام الكوبي للاستماع لصوت شعبه والاستجابة لانشغالاته، مضيفا أن الولايات المتحدة "تقف الى جانب الشعب الكوبي وندائه النابض بالحرية".

وجاء بيان الرئيس الامريكي، غداة إدانة الادارة الأمريكية بشدة على لسان مستشار الأمن الوطني، جاكي سوليفان، الذي حذّر في تغريدة له "كل فعل عنيف يستهدف المحتجين السلميين الذين يمارسون حقوقهم المشروعة". ورد عليه رئيس الدبلوماسية الكوبي، برونو رودريغيز، في تغريدة أكد من خلالها أن "مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض ليس لديه أي سلطة لا سياسية ولا معنوية ليتحدث باسم الشعب الكوبي".

غير أن روسيا التي تعد من بين أهم حلفاء كوبا، حذّرت أمس، من أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية الكوبية، في إشارة واضحة الى الولايات المتحدة. وأكدت أنها تعتبر كل تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، وأي عمل مدمر آخر من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في الجزيرة، أمرا غير مقبول".

كما عبّرت موسكو عن قناعتها بـ«اتخاذ السلطات الكوبية لكل الاجراءات الضرورية لعودة النظام العام بما يصب في مصلحة مواطني البلاد"، مشيرة الى أنها "تتابع عن كثب تطورات الوضعية في كوبا.