تأثرت بجائحة "كورونا" الموسم الماضي

عائلات تستدرك عاداتها الاحتفالية بعيد الاضحى

عائلات تستدرك عاداتها الاحتفالية بعيد الاضحى
  • القراءات: 774
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تستعد العائلات الجزائرية خلال هذه الأيام، لاحتفالية عيد الأضحى المبارك، حيث تبدو مظاهر "تحمس" العائلات، من خلال تحضيراتها المعتادة لهذه المناسبة العظيمة، لاسيما بعدما حرمت منها السنة المنصرمة، بسبب الظروف الصحية التي ضربت العالم، إثر انتشار وباء "كوفيدـ19"، والذي رغم انتشاره إلى حد الساعة، إلا أن المجتمعات أدركت نسبيا، سبل التعايش معه وحماية نفسها لمواصلة حياتها التي توقفت تقريبا سنة كاملة.

في جولة استطلاعية قادت "المساء" إلى بعض الأسواق بالعاصمة، التمست مدى "تشوق" العائلات الجزائرية لقدوم عيد الأضحى المبارك، إذ أكد لنا بعض مم تحدثنا إليهم، أنهم ينتظرون المناسبة بفارغ الصبر، لاسيما بعدما مرت عليهم احتفالية السنة المنصرمة، دون الاسمتاع بها، بسبب داء "كورونا"، بالنظر إلى منع مظاهر الاحتفال والتجمعات، كإجراءات احترازية ووقائية، وهو الأمر الذي جعل المواطن يشعر بمرارة تضييع الإحساس بتفاصيل المناسبة الغالية على القلوب، امتثالا لسنة نبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. يكتسي عيد الأضحى صبغة اجتماعية وثقافية مميزة، ويقترن ذكره، إلى جانب العبادات، بعادات وتقاليد تختلف من دولة مسلمة لأخرى، لكن في المجمل، تجمعها نقاط تشابه كبيرة، أهمها تحضير أشهى الأطباق التي تعتمد على لحم الأضحية. كما تحمل من التنوع ما تحمله الثقافات المختلفة، لاسيما في الجزائر التي تزخر بتنوع عادات مناطقها، من شمالها وجنوبها وغربها وشرقها.

حسب ما أكده من حدثناهم، فإن عيد الأضحى المبارك خلال السنة المنصرمةو جاء في ظروف استثنائية، منع فيها الناس من زيارة الأقارب والأصحاب، وكثرت تحذيرات المختصين والأطباء لتفادي قدر الإمكان الاحتكاك بالغير، الأمر الذي حصر أجواء الفرحة بين العائلة الصغيرة، الكثير منها امتنع تماما عن الاحتفال، بسبب تلك الظروف وتراجع اقتناء الأضاحي لنفس السبب، فالوضعية الصحية التي كانت بسبب انتشار فيروس مجهول، لا معلومات كافية حوله لمحاربته، ارتأت السلطات المختصة تشديد الاجراءات الوقائية لكبح انتشاره، الأمر الذي أسقط أركانا أساسية من مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى، أبرزها الزيارات العائلية والصلاة في المساجد، كما غيرت ما سبق هذا اليوم من أجواء الحج ويوم عرفة، بعدما أعلنت السلطات السعودية تقليص عدد المشاركين في المناسك، وعلى أن يكونوا من داخل المملكة فقط، وسط إجراءات صحية احترازية فُرضت بسبب الوباء.

كما أن منظمة الصحة العالمية في السنة المنصرمة، نشرت مجموعة من النصائح بمناسبة حلول عيد الأضحى، من أجل الحد من تفشي فيروس "كورونا" المستجد. في تقرير إرشادي بعنوان "الممارسات المأمونة أثناء عيد الأضحى في سياق جائحة "كوفيد-19". في هذا السياق، قال السيد محمد، رب عائلة، إنه انتظر هذه المناسبة بشوق، مشيرا إلى أن وضع السنة المنصرمة لم يسمح له باقتناء أضحية العيد، بعد أن أفقد الحظر والإغلاق العوائل دخلها، وأضعف قدرتها المادية. لم يبق من نسمة العيد خلال السنة المنصرمة، إلا بعض الأطباق التقليدية، كما تشير الحاجة خيرة، التي قالت إنه رغم مرارة الأجواء، غير أن الكثير من العائلات حاولت المحافظة على جزء من تقاليدها في تحضير الأطباق التقليدية، فإلى جانب اللحم المشوي على الفحم، تعد العائلات أطباقا تقليدية مميزة ليوم العيد، موضحة أن هذه السنة، ستكون مناسبة لتعويض ما فات العائلات خلال السنة المنصرمة، مضيفة أن تحضيرات العيد هذه السنة، سبقت أوانها، إذ أن العديد من المواطنين اقتنوا مستلزمات العيد قبل حلوله بأسابيع، تجنبا لكل مفاجأة في صرامة الإجراءات بين ليلة وضحاها.

هذا ما أجمع عليه غالبية من حدثناهم، وأكدوا أنه رغم ارتفاع سعر الأضاحي هذه السنة، إلا أن الغالبية على استعداد لاقتنائها، تعويضا لما فات السنة المنصرمة.