أنهت جمعية وهران موسما سلبيا على طول الخط، وخيبت مرة أخرى أمال أنصارها وكل محبيها، بعدما ضيعت قطار المحترف الأول في الأمتار الأخيرة، وهي التي كانت قادرة على ركوبه بكل سهولة في بطولة وصفت بالغريبة، غرابة الموسم الكروي المنقضي، المليء بالخيبات والتناقضات على كل جبهة وصعيد.

ستصوب الأنظار بعد إسدال الستار على التنافس الرسمي، باتجاه الإدارة، والعدة التي ستعدها تحسبا للموسم القادم، حتى يكون أحسن من سابقه، ولعل أول خطوة في ذلك، إجراء تقييم دقيق وموضوعي لمشاركة الفريق في ثاني موسم تحت رحمة جائحة "كورونا"، وسيكون البحث في مستقبل العارضة الفنية، والحديث عن الإبقاء على المدرب الشاب مرين الحاج أمرا منطقيا، بل وضروريا حسب المختصين، حتى يواصل العمل الذي قام به، وهو لا يلام إن لم ينجز المهمة التي كلف بها، كونه جيء به مع أواخر الموسم الماضي، وفي غياب عديد المعطيات، وأولها نقص التحفيزات بنوعيها المعنوي والمالي في الفترات الصعبة والهامة من البطولة الوطنية، وهو خطأ مؤثر، ينبغي على المسيرين تفاديه إن أرادوا رفع سقف طموحهم.

وتبقى التحضيرات للموسم القادم مهمة، والتي يجب أن يتأهب لها بعد الكشف عن جديد بطولة القسم الثاني، في ظل كثرة القيل والقال عن تغيير جديد في نمط المنافسة الموسم القادم، ويجب أن تكون هذه التحضيرات مواتية ونوعية، وبحجم طموح الصعود إلى المحترف الأول، إن قررت إدارة جمعية وهران التنافس على هذا الهدف مجددا، إضافة إلى ذلك ضرورة تدعيم الفريق بعدد من اللاعبين أصحاب تجربة، بإمكانهم تقديم الإضافة اللازمة، وكان رئيس النادي الهاوي باغور، قد كشف مؤخرا عن نيّته استقدام لاعبين محنكين، يأمل أن يتحصل منهم على الموافقة المبدئية للعب في الجمعية الوهرانية.

الاحتفاظ بالركائز أولوية

زيادة على ذلك، الاحتفاظ بأغلبية لاعبي الفريق، وخاصة الركائز ذات الوزن الثقيل في التشكيلة كعواد مثلا، الذي كان أحسن مؤطر لشباب الفريق، والتفريط فيه سيكون خطأ كبيرا، بحسب متتبعي خطوات الفريق الجمعوي، والتعجيل بتسوية مستحقاته المالية بما يثنيه عن اللجوء إلى لجنة فض المنازعات التابعة للرابطة الوطنية الاحترافية، وتطييب خاطر باقي اللاعبين، خاصة الذين تألقوا بشكل لافت، رغم كل تلك المصاعب الفنية والمالية.

بن حوى على رادار "العقيبة"

يعد بن حوى اللاعب متعدد المناصب، أكثر العناصر الوهرانية تألقا الموسم الماضي، ومطمع عديد الأندية، وفي مقدمتها شباب بلوزداد، الذي يرغب في خدماته بشدّة، وكلف لاعبه السابق مزوار إبراهيم عرفات باستمالته، وقبول عرض فريق "العقيبة" بعدما أثنى على، غير أن إدارة بلوزداد مجبرة على الجلوس مع المسيرين الوهرانيين على طاولة واحدة، لحسم هذه الصفقة، ذلك أن بن حوى خريج مدرسة مديوني وهران، مرتبط بعقد مع إدارة جمعية وهران يمتد لخمس سنوات.

بلاحة أفضل المدافعين

يجمع متتبعو بطولة القسم الثاني، ومنهم أنصار جمعية وهران، أن المدافع المحوري بلاحة عبد الرحمان، كان أفضل عنصر في الفريق الموسم الفائت، حيث أظهر خريج مولودية وهران قدرات مسلم بها، جعلت منه أحد أفضل المدافعين في بطولة القسم الثاني، وما أظهره بلاحة من تألق وتطور في مستواه الفني، يجعل الإبقاء عليه داخل أسوار فريق "المدينة الجديدة".