تعاني من نقص في مراكز الصحة العمومية.. براهيم مراد:

أزيد من 13 ألف منطقة ظل في الجزائر

أزيد من 13 ألف منطقة ظل في الجزائر
  • القراءات: 864
ي. س ي. س

❊ تنمية مناطق الظل تتطلب إنجاز 43198 مشروع بـ590 مليار دينار

بلغ العدد الإجمالي لمناطق الظل في الجزائر إلى غاية نهاية جوان الماضي، أزيد من 13 ألف منطقة موزعة على 1375 بلدية، حسبما كشف عنه وسيط الجمهورية ابراهيم مراد، الذي لفت إلى أن هذه المناطق تعاني من عجز في مراكز الصحة العمومية، مشيرا في هذا السياق، إلى أن 1126 مركز بحاجة إلى إعادة التهيئة، فيما تحتاج بعض المناطق إلى إنجاز هياكل جديدة.

وأبرز وسيط الجمهورية، ابراهيم مراد، في حصيلة قدمتها نيابة عنه السيدة مراح، مكلفة بالدراسات والتلخيص بوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، بمناسبة ملتقى حول "الطب عن بعد والجوانب الاقتصادية والاجتماعية لمناطق الظل"، حاجة مناطق الظل في الجزائر إلى 43198 مشروع بتكلفة مالية تتجاوز 590 مليار دينار" لتحسين وضعيتها والرفع من مستوى التنمية المحلية بها. وقدرت الحصيلة عدد المشاريع الممولة لحد اليوم 24115 مشروع بغلاف مالي يزيد عن 323 مليار دينار، في حين بلغ عدد المشاريع المنجزة أزيد من 11 ألف مشروع مسلم أي ما يمثل 46 % من المشاريع الممولة"، كما خصصت لهذه المشاريع المجسدة ميدانيا أكثر من 123 مليار دينار، استفاد منها ما يربو عن 4 ملايين ساكن موزعين على 6118 منطقة وذلك من إجمالي 7 ملايين ساكن محصى عبر مناطق الظل".

في المقابل يوجد 4880 مشروع في طور الإنجاز و7253 مشروع قيد الدراسة و مرحلة إتمام الإجراءات الإدارية حيث سيتم إطلاقها قريبا. من جهة أخرى يشتكي سكان مناطق الظل من مشاكل صحية متكررة، أبرزها وفيات الأمومة نتيجة مضاعفات ما بعد الولادة، نقص التلقيحات بالنسبة للأطفال، التسمم العقربي في ولايات الجنوب والهضاب العليا في ظل  نقص مراكز الصحة العمومية. وأكدت السيدة مراح، في هذا الصدد على التكفّل لحد الآن بـ613 مركز صحي، بهدف توفير ضروريات العلاج للمواطنين، مع الحرص على ترسيخ نظام عمل منتظم عن طريق توفير ممرض دائم في كل مركز وضمان مرور طبيب عام مرة أو مرتين في الأسبوع.

ودعت المتحدثة نيابة عن وسيط الجمهورية إلى "ضرورة فك العزلة عن المناطق النائية وتدعيم شبكة الطرقات لتسهيل وصول سيارات الإسعاف وقوافل الدعم و تنقل المواطنين"، مشيرة الى أن الوضع الحالي يستلزم "ضمان العيادات الطبية المتنقلة كخطوة عملية لتدعيم هذه المناطق". واستعرض المدير العام لوكالة الفضاء الجزائرية عز الدين أوصديق، من جهته الإمكانات التي يتيحها القمر الصناعي "ألكوم سات 1" في مجال الطب عن بعد، مؤكدا على قدرته على توفير شبكة اتصال واسعة وفاعلة عبر مناطق النائية التي لا تصلها الألياف البصرية. ويرى أوصديق، أن ذلك سيسمح بربط المراكز الصحية العمومية بأكبر المستشفيات وتقديم ومراقبة مباشرة ودائمة لمختلف التدخلات الطبية، إضافة إلى تمكين السلك الطبي وشبه الطبي من التكوين عن بعد في نفس الوقت مع زملائهم في المدن الكبرى وكذا إجراء فحوصات طبية عن بعد وإرسال مختلف الوثائق والأشعة من أجل استشارات دقيقة.

أما الدكتور بن عبد السلام، نائب مدير عمليات الإنقاذ الطبية بالمديرية العامة للحماية المدنية، فتطرق هو الآخر إلى المشاكل الميدانية التي تعترض مهام وحدات الحماية في المناطق المعزولة، على رأسها بعد المسافات بين منطقة وأخرى و تشتت الساكنة، بالإضافة إلى نقص وسائل النقل خاصة في السنتين الأخيرتين مع انتشار فيروس كورونا، حيث سجل في تلك الفترة "ارتفاع في المكالمات الهاتفية لطلب المساعدة و التدخل في العلاج المستعجل، مع تسجيل 286 حالة ولادة أشرف عليها أطباء وأعوان الحماية المدنية". كما أكد المتحدث أن الساكنة المحلية في مناطق الظل تعاني مشاكل صحية محددة دون غيرها، على غرار التشوهات الخلقية والأمراض التنفسية وجفاف الجسم وتقرح الجروح أو التلقيح غير المكتمل للأطفال. أما النساء فتشتكي غالبا من داء السكري وضغط الدم وفقر الدم، بينما يعاني الرجال من أورام سرطانية مختلفة وأمراض القلب، ناهيك عن التسمم العقربي واضطرابات نفسية وعقلية ملفتة للانتباه.

في سياق متصل، ارتكزت مداخلة الدكتور تيجاني، على توضيح حالات العمى المسجلة عبر مناطق الظل، خاصة تلك المتواجدة في جنوب البلاد، مؤكدا أن الجزائر اهتمت منذ سنوات بهذه الظاهرة وتحاول عن طريق الجمعيات المتخصصة التقرب من الساكنة المحلية والتكفل بها صحيا والتعرّف على العوامل المؤثرة في ذلك. يذكر أن اللقاء يندرج ضمن مساعي تطبيق برنامج رئيس الجمهورية، في مجال التنمية البشرية والسياسة الاجتماعية وتوفير إطار معيشي نوعي للمواطن الجزائري.