كريمة شعبان عضو أوركسترا “الساورة”

موهبة نادرة في العزف على القانون

موهبة نادرة في العزف على القانون
كريمة شعبان عضو أوركسترا "الساورة"
  • القراءات: 858
ق. ث ق. ث

تعد العازفة العصامية كريمة شعبان، من الموسيقيات الجزائريات القليلات اللواتي يبدعن في العزف على آلة القانون، وهي أيضا عضو مؤسس لأوركسترا "الساورة" ببشار (حوالي عشرين موسيقي)، أبدعت العزف على هذه الآلة الموسيقية بفضل ولعها بها، وحبها للموسيقى الجزائرية والعربية.

تعلمت الموسيقية الحائزة على الماستر في اللغة الإسبانية، التي تدرسها بثانوية في بشار، العزف على آلة القانون، بمثابرتها وموهبتها الهائلة، مما دفعها إلى المساهمة في إنشاء أروكسترا "الساورة"، التي هي المرأة الوحيدة عضو فيها، بفضل عزفها "الممتاز"، كما وصفه العديد من الموسيقيين والفنانين وعشاق الموسيقى المحليين. قالت شعبان، إنها كانت شغوفة بالموسيقي، ولطالما حلمت بالعزف على آلة موسيقية، وكان أولاها الكمان، قبل أن تنتقل إلى العود، لكنها لم تستطع إتقان العزف عليهما، رغم كل الجهود المبذولة، إلى غاية اليوم الذي اقترح عليها الفنان عمار عمرون، الموسيقي وملحن الأفلام وقائد أوركسترا الساورة، التخصص في آلة القانون.

وكان هذا الموسيقي أول من نصحها وشجعها على العزف على القانون، وتوقع أن تبدع في العزف على هذه الآلة، وأن تتقنها، وساعدها شغفها ومعرفتها النظرية والتطبيقية للموسيقى الجزائرية بعد ذلك، في الإتقان والإبداع في العزف عليها"، وتقول أيضا؛ إن القانون بالنسبة لها، عبارة عن آلة لتنظيم العمل الأروكستري بأصواته الخاصة وخصوصياته ودوره المحوري، وسط العزف المنفرد للآلات الموسيقية"، مضيفة أن القانون من خلال أصواته الخاصة، وجد مكانته حتى في الدول غير العربية، مما يثبت جمال أصواته.

تعد الجزائر بالنسبة لهذه الموسيقية، أرضا خصبة للعديد من الأنواع الموسيقية، بفضل تنوعها الثقافي، وتشكل "مصدرا كبيرا للفنون الموسيقية"، التي نجح بعضها على الصعيد الدولي؛ كموسيقي "الراي"، وتؤكد شعبان أن هناك العديد من الأنواع الموسيقية الوطنية الأخرى، التي يمكن أن تحقق هذا النجاح العالمي، خصوصا "الأمزاد والشلالي والحول والديوان". بخصوص المرأة الجزائرية في المجال الفني والموسيقي، صرحت كريمة شعبان أن المرأة الجزائرية "حققت تقدما كبيرا في الإنتاج الثقافي والموسيقي والأدبي والسينمائي والمسرحي"، ومع ذلك، فإن وجودها في مجال الإبداع الموسيقي "لازال يتأرجح وراء حالتها الاجتماعية وعبء التقاليد، وهذا ما يفسر سبب بقاء الموسيقى حكرا على الرجال، باستثناء عدد قليل من الموسيقيات والفنانات الحاضرات داخل فرق الأوركسترا، وغيرها من الفرق الموسيقية عبر الوطن".

وفصلت المتحدثة، أن ذلك دفعها إلى اختراق هذا الفراغ والمساهمة في إنشاء أوركسترا "الساورة مع أصدقاء موسيقيين ببشار، للعزف بآلة القانون ضمنها، وأنها تطمح كمحبة للموسيقي الجزائرية والعربية، إلى "إنجاز عمل موسيقي ناجح وطنيا وعالميا، بالآلة التي طالما كانت آلة موسيقية للرجال، بهدف ترويج الثراء الموسيقي والثقافي للبلاد". إذا كانت كريمة شعبان معروفة حاليا كموسيقية موهوبة نادرة ومبدعة، من طرف المتخصصين بالموسيقى، فهي تقول؛ إن الطريق لا تزال طويلة أمامها على مستوى الساحة الفنية الوطنية، كي يتعرف عليها الجمهور الواسع بشكل جيد. تطمح الفنانة إلى مشاركة فرقتها الموسيقية في مهرجانات كبيرة وطنيا ودوليا، من أجل إبراز براعتها والترويج لفرقتها التي تستلهم إنتاجها من التراث الموسيقي، لجنوب غرب البلاد، ومناطق أخرى من البلاد.