بعد موسم أبيض فرضته جائحة كورونا

واجهة "الصخرة السوداء" على موعد مع صيف 2021

واجهة "الصخرة السوداء" على موعد مع صيف 2021
  • القراءات: 1114
استطلاع: حنان سالمي استطلاع: حنان سالمي

أعطيت نهاية الاسبوع المنصرم، بشاطئ الواجهة البحرية لمدينة بومرداس، أو ما يعرف بـ"الصخرة السوداء"، إشارة الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف لسنة 2021، وإن لم ينتظر عدد كبير من المصطافين هذا الموعد للاستمتاع بنسائم البحر، حيث أن الانطلاقة الرسمية تركت انطباعا بعودة الحياة الى مجاريها بعد موسم أبيض العام الماضي فرضه تفشي فيروس كورونا "كوفيد 19".

مثلما جرت عليه العادة خلال مواسم صيفية خلت، فإن الفاعلين على اختلاف مشاربهم كانوا في الموعد مساء يوم الخميس الفارط، لحضور إشارة انطلاق موسم الاصطياف بولاية بومرداس بصفة رسمية، بعد أن أعدت السلطات المختصة قائمة من 45 شاطئا مسموحا للسباحة يرتقب أن تكون قبلة لأزيد من 13 مليون مصطاف. في حين خلف الاحتفال الرسمي بهذا الموعد انطباعا بعودة الحياة الى طبيعتها بعد سنة بيضاء أثرت سلبا على جميع المستويات وبشكل أخص على الجانب النفسي للأسر الجزائرية، ليأتي هذا الموسم ليعدل في بعض تلك الآثار بدليل عودة مظاهر الاصطياف والاستجمام والنشاطات الثقافية والترفيهية، فيما كان لفتح المطاعم والفضاءات العامة السبق في ترك الأثر الايجابي، لتكتمل الصورة بافتتاح الموسم الصيفي وترك الصورة السلبية التي خلّفها "كوفيد 19" وراء الظهر... ومع ذلك فإن الحذر مطلوب.

مصالح الأمن دائما في الموعد

تركت عودة مختلف المصالح الأمنية الفاعلة الى شواطئ بومرداس ارتياحا كبيرا لدى الاسر التي قررت الاستجمام على شواطئ "الصخرة السوداء في أريحية كبيرة، فالشاطئ مهما كان مقصدا ترفيهيا بالدرجة الأولى إلا أنه لا يخلو من مخاطر. ولضمان أريحية المصطافين خصصت مصالح الحماية المدنية 3200 عون لحراسة الشواطئ، إضافة الى 6 سيارات إسعاف و11 زورقا نصف صلب و80 زوارقا مطاطيا وعددا من أجهزة الاتصال وكذا عتاد خاص بالإسعافات الأولية تحسبا للتدخل والإنقاذ، حسب ما ذكر، الملازم أول حسين بوشاشية، رئيس خلية الاتصال بالمديرية الولائية للحماية المدنية، والذي أكد انه تم بالموازاة لذلك إطلاق حملات تحسيسية حول مخاطر السباحة في السدود والبرك والشواطئ غير المحروسة. علما أن مصالح الحماية قد سجلت مؤخرا وفاة 6 أشخاص غرقا في برك مائية وهي حصيلة ثقيلة في ظرف زمني قصير، ما جعل نفس المصالح تكثف خرجاتها التحسيسية لاسيما بالمدن الداخلية، تفاديا لتسجيل ضحايا المسطحات المائية. كما أطلقت كذلك حملة للوقاية من حرائق الغابات مع تفعيل الرتل المتنقل المتمركز ببني عمران على (ط.و/05) تحسبا لأي تدخل طارئ.

كما فعلت كل من مصالح الدرك والأمن مخطط دلفين والمخطط الأزرق لحماية وتأمين المصطافين وزوار الولاية خلال الموسم الصيفي، فبالنسبة لأمن الولاية فقد سخر 2020 شرطي لتأمين مختلف أماكن التجمعات، بما فيها الشواطئ الخمس بإقليم الاختصاص والحدائق والساحات العمومية، وكذا ضمان السيولة المرورية، ناهيك عن تسطير برنامج اتصالي خاص بهذا الموسم يقضي بتكثيف الحملات التحسيسية حول السلامة المرورية والتوعية حول الآفات الاجتماعية، حسب ما ذكر الملازم أول عمر قرباب من خلية الاتصال والعلاقات العامة بأمن الولاية، الذي أشار، في نفس السياق، إلى وجود مراكز مراقبة للشرطة على مستوى الشواطئ بإقليم الاختصاص من أجل التدخل الفوري واستقبال شكاوى وبلاغات المصطافين، بالإضافة إلى تكثيف الدوريات الراجلة والراكبة باستعمال الدراجات النارية لحراسة و تأمين الشواطئ. مضيفا أنه تم كذلك اتخاذ إجراءات أمنية مرورية من شأنها محاربة كل المخالفات المرورية المسجلة عبر الطرقات للسهر على تسهيل الحركة المرورية، إلى جانب التصدي لكل أشكال الجريمة، كما تم تدعيم مختلف الفرق العملياتية الشرطية بالوسائل اللوجيستيكية والتقنية مع تأمين كافة الأماكن العمومية التي تشهد توافدا كبيرا من طرف زوار الولاية، دون إغفال السهر على احترام البيئة ونظافة المحيط.

أما مصالح الدرك الوطني فقد سطرت من جهتها مخططا أمنيا خاصا بتأمين المصطافين، وكذا عبر شبكة الطرقات الواقعة ضمن إقليم اختصاصها، مع اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها وضع صحة وسلامة المصطافين في الشواطئ على رأس قائمة الأولويات، وهذا عن طريق وضع تشكيلات أمنية في الزمان والمكان بهدف حماية المصطافين وممتلكاتهم، وكذا حماية مواقع الراحة والاستجمام ناهيك عن تأمين المحيط ومختلف شبكات الطرق خاصة تلك المؤدية إلى الشواطئ والمواقع السياحية، دون إغفال التذكير بأهمية التقيد الصارم بكل التدابير الوقائية من تفشي فيروس كورونا، حسب ما يشير إليه بيان عن المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، مشيرا أيضا الى إقحام جميع الوسائل المادية والبشرية الضرورية من خلال وضع تشكيلات أمنية ثابتة ومتحركة بجميع الشواطئ وأماكن الراحة والاستجمام طيلة ساعات اليوم وأيام الأسبوع، مع القيام بدوريات مترجلة وعلى المركبات مدعمة بالثنائيات السينوتقني بهدف حماية المصطافين وممتلكاتهم.

تكثيف حملة التلقيح ضد "كوفيد 19"

أكدت مصالح الصحة لبومرداس، تكثيف حملات التلقيح ضد جائحة كورونا بكل العيادات الصحية وقاعات العلاج، ناهيك عن تبني مخطط خاص يقضي بتقريب عملية التلقيح من المواطنين في الساحات العمومية. حيث قالت الدكتورة حكيمة عبد اللاوي، عضو خلية اليقظة لـ"كوفيد19" وطبيب مفتش بمديرية الصحة والسكان، في معرض حديثها الى "المساء" أن الوضعية الوبائية مستقرة ولكن الحذر مطلوب، خاصة وأن الحالات الاستشفائية المسجلة حاليا يعاني أصحابها من مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا، داعية عموم المواطنين الى عدم التخلي عن إجراءات الوقاية من تفشي الفيروس التاجي الذي ما يزال نشطا. كما دعتهم كذلك الى التقرب من مختلف المؤسسات العمومية للصحة الجوارية وقاعات العلاج لتلقي جرعة اللقاح، الذي قالت أنه متوفر. معتبرة بأن تقريب عملية التلقيح من المواطنين من خلال الساحات العمومية، سهل عملية تقرب المواطن لتلقي اللقاح. مشيرة إلى أن تعميم حملة التلقيح مؤخرا، أبانت عن وعي حقيقي لدى المواطنين للحماية من الفيروس المستجد، في حين  قالت أن الاستجابة الواسعة للمواطنين للتلقيح خلفت ارتياحا كبيرا لدى المختصين. كما لفتت الى أن اللقاح المتوفر يناسب كل الفئات العمرية.

إطلاق "ماديبلاج" ودعم الشبكة الكهربائية

من جهتها كشفت مصالح سونلغاز عن دخول 43 محولا كهربائيا حيز الخدمة في الفترة الأخيرة، إضافة الى 98 كلم من الشبكة الكهربائية ضمن المخطط الاستثماري الكهربائي الخاص بسنة 2021، ما يعني ضمان التموين بالطاقة الكهربائية بأريحية خلال فصل الصيف الجاري دون تسجيل انقطاع خاصة مع ارتفاع نسبة استهلاك الكهرباء بسبب كثافة استعمال المكيفات الكهربائية. بينما شهد الموسم الصيفي الحالي إطلاق وحدة "ماديبلاج" لنظافة الشواطئ التابعة لمؤسسة "مايدنات"، بتخصيص فرقة في كل من شواطئ دلس، زموري، جنات، الكرمة، بومرداس وقورصو بكل فرقة 8 أعوان يسهرون على رفع النفايات بالتوازي مع إطلاق حملة تحسيسية حول رمي النفايات في الأماكن المخصصة لها مع الفرز الانتقائي، خاصة وانه تم تخصيص حاويات لأنواع النفايات، يقول من جهته سيد علي عمران رئيس خلية الاتصال بمؤسسة "مادينات"، مضيفا أنه يرتقب رفع ما يزيد عن 20 طنا من مختلف النفايات يوميا.

استعراض فرقة "الشل" يخطف الأنظار

تميز الافتتاح الرسمي للموسم الصيفي بكورنيش الواجهة البحرية لمدينة بومرداس، باستعراض لفرقة التدخل رقم 40 "الشل" التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني، حيث أبان الاستعراض عن جاهزية كبيرة في صفوف الفرقة تحسبا للتدخل لتطويق أي أعمال شغب أو محاصرة المجرمين سهرا على أمن المواطنين. واستعرضت الفرقة مختلف الوضعيات سواء القتالية أو الوقائية التي تفاعل معها الجمهور الحاضر تفاعلا خاصا بدليل التصفيقات الحارة والزغاريد التي تعالت، كلما أدى الأسود تدخلا خاصا.

نشير أخيرا إلى أن نشاطات أخرى كانت في الموعد اشرفت عليها مديريات الرياضة والشباب، السياحة والصناعة التقليدية، البريد والمواصلات، النقل، الثقافة، محافظة الغابات وغيرها، كل في مجال تخصصه لتنشيط الموسم الصيفي وإنجاحه.