خبراء ومختصون يؤكدون لـ"المساء":

تطوير السياحة الداخلية مرهون برفع العراقيل

تطوير السياحة الداخلية مرهون برفع العراقيل
  • القراءات: 624
زبير. ز زبير. ز

أجمع المشاركون في التظاهرة، المنظمة على مدار ثلاثة أيام بقسنطينة، على هامش إحياء اليوم الوطني للسياحة، على ضرورة إيلاء المزيد من الاهتمام للسياحة الداخلية، في خطوة لتحريك عجلة التنمية والدفع بالاقتصاد الجزائري، فيما أكد الخبراء والمختصون وجامعيون وجمعيات تنشط في الميدان، في اللقاء الذي انطلقت فعالياته أول أمس، بقصر الثقافة "محمد العدي آل خليفة"، أن هذا المجال واعد ويمكنه خلق مجال واسع للتبادل الاقتصادي والمالي، وخلق مناصب شغل، حيث وقف أغلب الذين تحدثت إليهم "المساء"، عن النقائص التي تؤثر على تطوير السياحة الداخلية، وعلى رأسها غياب النظافة في الأماكن السياحة، وحتى الأمن في بعضها، مع غياب الثقافة السياحية، سواء عند المسؤولين أو عامة الناس.

حسب الأستاذة بلخليفي نوال، باحثة في وحدة قسنطينة، التابعة لمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، الكائن بولاية وهران، فإن مشروع البحث الذي قامت به رفقة زميلتها الأستاذة حملاني سعاد، تحت عنوان "السياحة الداخلية بقسنطينة وبجاية"، خلص إلى رفع بعض العوائق التي تعرقل ترقية السياحة الداخلية بعاصمة الشرق، التي لها مقومات سياحية بامتياز، كونها عاصمة ثقافية وتاريخية. ترى الأستاذة بلخليفي نوال، التي قدمت مداخلة في هذا الصدد، أن غياب النظافة في مجمل المعالم السياحية، وكذا غياب الخدمات والمرافق الضرورية، وعلى رأسها دورات المياه، المقاهي ومحلات الأكل، يؤثر بشكل سلبي على ترقية السياحة الداخلية، مضيفة أن مدينة بحجم قسنطينة وما تملكه من زخم ثقافي وتاريخي، لا تملك دليلا سياحيا يسهل على الزائر التجول فيها بأريحية، وقالت إن نقص الحملات الإشهارية من طرف الوكالات السياحية، أو من طرف مديريات السياحة التي تروج للأماكن السياحية، في ظل غياب الوعي السياحي، ساهم في انخفاض الطلب على هذه الأماكن، يضاف له، حسب نفس المتدخلة، زيادة الضرائب على العاملين في القطاع، وما رافقه من زيادة في أسعار تقديم الخدمات والمنتج المعروضة للسياح، حيث باتت أسعار الخدمات السياحية مبالغ فيها.

من جهتها، تحدثت الأستاذة حماني سعاد، عن بعض الاقتراحات التي يمكنها أن تطبق على أرض الميدان، والتي من شأنها أن تعطي دفعا اقتصاديا للسياحة الداخلية، وعلى رأسها ربط علاقة قوية بين مراكز البحث التابعة للجامعة والشركاء والفاعلين الاجتماعيين، في شكل مديرية السياحة، مديرية التربية، المؤسسات الاقتصادية، وقالت بأنها خلال مراحل البحث، وقفت على نقص في الاحترافية عند أغلب الممتهنين في قطاع السياحة، مطالبة برقمنة الموروث المادي واللامادي بعاصمة الشرق، وتفعيل السياحة التاريخية، مع التركيز على تفعيل دور المتحف وربطه بشكل وثيق بالمؤسسات التربوية، مع اقتراح القيام ببحث وصبر أراء بين سكان المدينة، سواء المولودين بقسنطينة، أو الذين يعيشون بها يزاولون نشاطهم بها، وجمع اقتراحاتهم حول أهم النقاط التي يمكنها من ترقية السياحة الداخلية بعاصمة الشرق. من جهته، تحدث الأستاذ الجامعي والخبير الدولي في السياحة، مخلوف مولود، عن دور الأدباء في ترقية السياحة الداخلية بقسنطينة، ابتداء من القرن الثاني للميلاد في العهد الروماني، من خلال مؤلفات لاكتونس، برونتون وأرنولد، مرورا بمؤلفات ابن بطوطة وابن القنفذ، وصولا إلى كاتب ياسين، رشيد بوجدرة، أحلام مستغانمي، عبد الله حمادي ويوسف وغليسي.

بدورهم الناشطون في مجال السياحة، رفعوا بعض الانشغالات في حديثهم لـ"المساء"، حيث أكدت الآنسة عسكراتني خديجة، الأمينة العامة لنادي درب السياح، أن أهم عائق في وجه السياحة الداخلية، هو غياب النظافة في الأماكن السياحية، وأبدت أمنيتها في إنهاء مشروع ترميم درب السياح الذي يمكنه استقطاب عدد كبير من الزائريين، وهو نفس الأمر الذي ذهب إليه الشاب جوامع فؤاد، أحد أعضاء النادي، الذي تحدث أيضا عن ضرورة ترقية الوعي السياحي، كما أثار السيد تنيو بلال، رئيس جمعية نادي المغامرة والنشاطات الجبلية، مشكل البيروقراطية التي تؤثر على نشاطاتهم، وقال إن الأمور بدأت تتغير، بعدما كانوا عند بداية النشاط في 2016، لا يستطيعون القيام بالتخييم، وفي الوقت الحالي، أصبحوا يمارسون نشاطهم بأريحية أكبر، بالتنسيق مع مصالح الأمن، وقالت الآنسة معاوي أية، الأمينة الولائية للمنظمة الوطنية للعمل السياحي، إن الجزائر تضم عددا لا بأس به من المواقع السياحية التي تبقى بعيدا عن أعين المسؤولين، وعن الاهتمام بها، رغم أنه قطاع واعد يمكن أن تزاحم مداخيل البترول، معتبرة أن جل المعالم السياحية بقسنطينة، تعرف إهمالا كبيرا في غياب النظافة والأمن.   

للإشارة، شارك 45 عارضا من وكالات سياحية، فنادق مصنفة وجمعيات مهتمة ونشطة في مجال السياحة وحرفيين، في لقاء ولائي على مدار 3 أيام، انطلق أول أمس، بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، من طرف مديرة السياحة، على هامش الاحتفال باليوم العالمي للسياحة المصادف لـ25 جوان من كل سنة، والذي جاء هذه السنة تحت شعار "السياحة الداخلية، تحدي اليوم ورهان الغد".