في حفل افتتاح المهرجان الأوروبي بالجزائر

لطفي عطار يحيي أزنافور بـ”البوهيمية”

لطفي عطار يحيي أزنافور بـ”البوهيمية”
  • القراءات: 585
دليلة مالك دليلة مالك

بين لوني “الروك” و”الراي” مسافة لا يحسن الوصول إليها، إلا فرقة “راينا راي” التاريخية (تأسست في 1980 في باريس)، التي وفقت في هذا التنويع طيلة مسار فني طويل، وما زالت تفعل، وفعلته سهرة أول أمس، بالمسرح الوطني الجزائري، إذ أنها ألهبت القاعة بأدائها اللافت، فكانت خير خيار لتفتتح المهرجان الأوروبي الـ21 بالجزائر.

في مستهل الحفل، قال جون أورورك، سفير الاتحاد الأوربي في الجزائر، إن المهرجان الأوروبي يعود بشكل جديد، في تاريخ ومكان جديدين، داعيا لاكتشاف وإعادة اكتشاف ثروة وتنوع المواهب الجزائرية التي تقترح عليكم السفر خلال البلدان وما وراء البحر المتوسط.

تابع يقول: “تعتبر كل ذكرى مناسبة للتفكير حول السنة المنصرمة، وبما أن هذا المهرجان هو آخر مهرجان أوروبي، أتشرف بإطلاقه كسفير، فهو أيضا مناسبة لاستعراض موجز لما يقرب من خمس سنوات من عهدتي في هذا البلد الرائع والعجيب”.

قبل أن تصعد فرقة “راينا راي” المنصة، اعتلاها الفنان فيصل بلعطار ليقدم وصلا من فن الكلام، أو فن الحكي، وهو يعزف على آلة الكورا (شرقي إفريقيا) وترافقه على آلة القانون لودميلا سلايم.

وإذ يرى هذا الفنان أن الأدب الشفهي فن من شأنه أن يكون له مكانة وسط باقي الفنون، وهو واحد من المدافعين عنه، ودخل هذا المجال منذ 2009. 

خلال حفل فني، أنجزت فرقة “راينا راي” القادمة من مدينة بلعباس مهمة إبهاج الجمهور الحاضر بنجاح كبير، باعتمادها على الرصيد الغنائي الكبير كبر مسارها، والذي تفاعل الجمهور معه تفاعلا جميلا، لاسيما عند أدائهم أغاني “الزينة” التي طالب الجمهور الحاضر بإعادتها، كما استمتعوا بأغاني شهيرة للفرقة، على غرار “كانت كاتبة”، “هكدا”، “واد الشولي”، “الطيل الطايلة”، وغيرها.

ولأن الحدث هو مهرجان أوروبي بالجزائر، قام لطفي عطار، رئيس الفرقة بتحية الفنان الراحل شارل أزنافور بمراجعة أغنيته الشهيرة “البوهيمية” على طريقة “راينا راي”، بعزف بديع من عطار على آلة الغيثار الكهربائي، وقد أدهش الحضور بتمكنه الجيد، كيف لا وهو واحد من أحسن العازفين على هذه الآلة في العالم.    

في ندوة صحفية بعد نهاية الحفل، أكد لطفي عطار أن من يريد إنجاز كتاب عن تاريخ الراي، من الضروري أن يكتب عن فرقة “راينا راي”، فالراي ولد مع “راينا راي”.

من جهتها، كشفت حميدة عطار، زوجة ومناجير الفرقة، أن الراي جزائري والفرقة “راينا راي” جزائرية، غير أن ظروف البث في ذلك الوقت (بداية الثمانينات) كانت تمنع تقديم مثل هذه الأغاني في الإذاعة أو التلفزيون، لذلك كان أول بث لأغنية “الزينة” في إذاعة مغربية.