نال عدة جوائز دولية

فيلم “أبو ليلى” لأمين سيدي بومدين برياض الفتح

فيلم “أبو ليلى” لأمين سيدي بومدين برياض الفتح
  • القراءات: 705
ق. ث ق. ث

قدم نهاية الأسبوع الماضي، العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل “أبو ليلى” للمخرج أمين سيدي بومدين، أمام الصحافة في قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة.

يعود المخرج أمين سيدي بومدين في هذا العمل الروائي الأول له، بعد الفيلمين القصيرين “الجزيرة” و"غدا الجزائر”، إلى فترة التسعينات، حيث كانت الجزائر تعيش في أجواء من العنف والإرهاب الدموي، جراء الأعمال الإجرامية التي زرعت الرعب، خاصة في شمال البلاد، التي ميزتها الاعتداءات وأعمال العنف.

وقد حط هذا المخرج الموهوب كاميراته في أحد أحياء المدن الكبرى، التي كانت ساحة للعنف ضد كل من يخالف الفكر الإرهابي، وكانت إشارة انطلاق الوقائع، اغتيال الإرهابي “أبو ليلى” لأحد سكان الحي أمام منزله.

وإن كان موضوع الإرهاب قد طرح كثيرا في السينما الجزائرية، إلا أن سيدي بومدين تناوله من منظور جديد، مركزا على التأثيرات والصدمات النفسانية التي سببتها هذه الأعمال الدموية.

من خلال شخصيتي “سين” شرطي المرور، وصديقه لطفي المنتمي لقوات مكافحة الإرهاب، يسافر الفيلم بالمشاهد من الشمال إلى الصحراء الكبرى، ومن الازدحام إلى المساحات الشاسعة والرمال الذهبية، ومن الضجيج إلى السكون.

وإن كانت هذه الرحلة تكشف جمال الجنوب، من خلال الصور، إلا أنها رحلة عذاب ومعاناة، بالنسبة للصديقين اللذين يبحثان عن المجرم المدعو “أبو لليلى”، سفاح هارب من العدالة.

تتطور الأحداث وتتشابك خلال رحلة العذاب، التي تعيد إلى الواجهة، تراكم الصدمات على بطل الفيلم سين (سليمان بن واري)، الذي يرتمي في أحضان الجنون هروبا من هول ما مر به.

وقد رافق لطفي صديقه في هذه الرحلة المتعبة -حتى بالنسبة للمشاهد الذي تاثر بالحالة النفسية لـ"سين” ـ رغم كل الأخطار، إيمانا منه أن تكون علاجا لصديقه.

لكن التطورات التي حدثت زادت من تفاقم حالته واختلطت عنده الحقائق بالخيال، أضافت إلى عودة ذكريات الطفولة التي تتشكل فيها شخصية الإنسان.

عمد المخرج لإبلاغ رسالته، إلى دمج عدة أنواع وأساليب سينمائية، مثل “الترلر” والخيال والإثارة، ومشاهد الرعب التي أضفت جوا من الدموية، وعلى المناظر السياحية الجميلة، لكن هذا الكوكتيل الغريب خدم المحتوى وجذب المشاهد، كما أبرز هذا العمل الجديد أيضا، الحرفية والجدية والبحث المعمق الذي ينتهجه في أعماله المخرج، وهو أيضا كاتب سيناريو “أبو ليلى”.

نجح فعلا سيدي بومدين في تقديم عمل محترم من الناحية التقنية، إلى جانب تحكمه الكبير في إدارة الممثلين، خاصة سليمان بن وارث الذي كان ممتازا، مع أنه يقف أمام ممثل كبير، مثل الياس سالم (لطفي).

وقد برمج العرض الأولي للفيلم في في الجزائر في أفريل 2020، إلا أنه تأجل ذلك بسبب الحالة الوبائية.

عرف الفيلم إقبالا كبيرا في الخارج، حيث شارك في عدة مهرجانات دولية، وتحصل على عدة جوائز، منها جائزة النقد بمهرجان “دا” السينمائي لبرشلونة بإسبانيا، كما شارك سنة 2019 في الدورة 72 لمهرجان “كان” السينمائي، حيث عرض في خانة “أسبوع النقد”، وعرض كذلك في مهرجانات بالبوسنة وتونس وإيطاليا ومصر، وفاز الممثل والمخرج الجزائري إلياس سالم بجائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم في الدورة الـ 30 من “أيام قرطاج السينمائية 2019”.

كما وزع الفيلم في القاعات بفرنسا في 2020 ونال جائزة “جيرار فرو كوتاز”، كونه أحسن فيلم خرج في قاعات السينما في 2020.

شارك في أداء الأدوار الرئيسية في هذا الفيلم، الذي ساهم في إنتاجه، المركز الجزائري لتطوير السينما وصندوق “فداتيك”، إلى جانب شركة “تالة” لياسين بوعزيز، كل من عزوز عبد القادر ومريم مجقان وحسين مختاري وفؤاد ميجيراغا.

كان التصوير المميز من توقيع الياباني كانامي أونوياما والديكور لحميد بوغارة. وكلف هذا الفيلم، حسب المنتج ياسين بوعزيز، سبع مائة ألف يورو.

سيوزع فيلم “أبو ليلى” في عدة ولايات، إلى جانب فيلم “في انتظار السنونوات” لكريم موساوي.