درجات الحرارة العالية تخرج العائلات من منازلها

الغابات ملجأ المواطن والبحر لمن استطاع إليه سبيلا

الغابات ملجأ المواطن والبحر لمن استطاع إليه سبيلا
  • القراءات: 742
زبير. ز زبير. ز

شهدت ولاية قسنطينة خلال الأيام الفارطة، موجة حر تجاوزت عتبة الـ40 درجة مئوية، مع نسبة رطوبة عالية، مما أثر كثيرا على حركة تنقل المواطنين، وجعل عديد عائلات عاصمة الشرق يقررون الهروب من لفحات الشمس باتجاه الغابات والبحيرات، وحتى شواطئ البحر.

غابة جبل الوحش والمريج للترويح عن النفس

كانت وجهة العائلات القسنطينية، في الأيام الفارطة، نحو الغابات، بحثا عن الأجواء المنعشة وهروبا من لفحات الشمس، حيث وبسبب تعذر تنقل القسنطينيين إلى شواطئ البحر، في ظل إجراء الأبناء مختلف الامتحانات، من شهادة التعليم الابتدائي، فشهادة التعليم المتوسط، إلى شهادة البكالوريا، لم يجد أرباب العائلات من حل أمامهم سوى التوجه في الفترة المسائية نحو أماكن الراحة والاستجمام، حيث باتت الغابات المقصد الأول للعائلات، في ظل غياب فضاءات الراحة والاستجمام الأخرى، على غرار فضاءات التسلية ومراكز الاستجمام وحدائق الحيوانات، فكانت غابات جبل الوحش والمريج، وحتى غابة البعراوية وشطابة، مقصدا لعشرات العائلات، وهو الأمر الذي دفع مصالح الحماية المدنية إلى التنبيه والتحذير من خطر نشوب الحرائق، بسبب اللامبالاة واستعمال النار للطهي من طرف زوار الغابات.

"الصنوبر لاند" يستقطب عشرات العائلات

تشهد مدينة الخروب، خاصة في الفترة المسائية، إقبالا كبيرا لسكان مختلف مناطق الولاية، قاصدين مدينة الألعاب "الصنوبر لاند"، التي تعد أول فضاء يستقطب صغار السن، لما يجدون فيه من ألعاب تسليهم، ورغم أن الدخول حدد بـ100 دج للشخص، إلا أن الأولياء من أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط، يتجنبون هذه المدينة، خوفا من دفع مصاريف كثيرة عند إقبال أبنائهم على مختلف الألعاب، خاصة أن معدل سعر اللعبة الواحدة يتراوح بين 100 و200 دج، والمدينة تضم أكثر من 50 لعبة، ولا تغادر أغلب العائلات التي تقصد مدينة الألعاب بالخروب مدينة شيهاني بشير، إلا بعد تناول وجبة العشاء، والتلذذ بمختلف المشويات التي باتت تشتهر بها المنطقة، شأنها شأن المثلجات. 

حديقة الحيوانات بعين مليلة حل آخر...

مع مرور الوقت، باتت حديقة التسلية والحيوانات بمنطقة أولاد قاسم، في مدينة عين مليلة، على بعد أقل من 50 كلم من قسنطينة، مقصدا للعديد من العائلات القسنطينية، خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة، وفي ظل غلق حديقة الحيوانات والتسلية بمنطقة جبل الوحش منذ ثلاثة عقود، تحولت أنظار القسنطينيين، خاصة من العائلات التي تضم عددا من الأطفال نحو مدينة عين مليلة، من أجل رؤية الأسد ملك الغابة، النمور والضباع، وغيرها من الحيوانات التي لا يرونها في محيطهم اليومي، مع الاستمتاع بجلسة مريحة وسط البساط الأخضر، وإمكانية تناول قهوة العصر أو حتى العشاء داخل هذه الحديقة التي وضعت سعرا رمزيا للدخول، لا يتجاوز 100 دج لكل فرد، مع مجانية دخول الأطفال الصغار.

شواطئ سكيكدة للهروب من حرارة الصيف

يقصد أغلب الفلسطينيين شواطئ مدينة سكيكدة، سواء داخل الولاية رقم 21، أو عبر بلدياتها ودوائرها، مثل مدينة القل وقرباز، ويأتي اختيار المواطن القسنطيني الذي يهرب من ارتفاع درجات الحرارة إلى الأجواء المنعشة بالشواطئ؛ ولاية سكيكدة، بسبب قرب المسافة التي لا تتجاوز في أبعد الحالات 100 كلم، حيث ومع وجود الطريق السيار شرق-غرب، لا تتجاوز الرحلة نحو شواطئ روسيكادا مدة ساعة على متن السيارة، وهو الأمر الذي جعل العديد من الشباب وحتى العائلات، يبرمجون رحلات نحو شواطئ سكيكدة يوميا، بعد تناول وجبة الغذاء بمنازلهم، حيث يتوجهون لقضاء أمسية صيفية بعيدا عن حرارة قسنطينة، وعن ضوضاء المدينة، والاستمتاع بزرقة ونسيم البحر، كما تقصد شريحة أخرى من القسنطينيين شواطئ مدينة عنابة، على بعد حوالي 150 كلم عبر الطريق السيار شرق-غرب، أو شواطئ مدينة جيجل، على بعد حوالي 120 كلم عبر طريق ضيق وصعب، خاصة أنه لم يحض بمشاريع ازدواجية، رغم أهميته، وحركة المرور الكثيفة التي يعرفها سنويا.

المناطق الأثرية والمعالم التاريخية ليست في المتناول

رغم ما تزخر به عاصمة الشرق من معالم أثرية وتاريخية وسياحية، إلا أن السلطات المحلية، على غرار البلديات أو مديرية السياحة، لم تول أي أهمية لهذه الفضاءات السياحية، التي كان من المفروض أن تستقطب عددا كبيرا من السائحين، سواء من داخل المدينة أو خارجها، حيث تشهد معظم هذه المعالم، على غرار نصب الأموات، ضريح "ماسينيسا"، حديقة سوسة، المدينة الأثرية "تيديس"، بحيرات جبل الوحش، درب السواح، حمامات قيصر، نوعا من الإهمال، في ظل غياب النظافة والتأهيل، وباتت فضاءات شبه مهجورة يقصدها عدد من الشباب، وتتجنبها العائلات بسبب وجود بعض المنحرفين، وكان من المفروض على السلطات الولائية أن توليها أهمية أكبر حتى تكون فضاء للاستجمام والراحة، خاصة في الفترات المسائية والليلة، حين لا يجد المواطن القسنطيني ملجأ، في ظل غلق مسرح الهواء الطلق الذي كان في وقت من الأوقات، يستقطب عشرات العائلات والشباب، من خلال برامج ترفيهية وفنية.

ترميم مسبح سيدي مسيد... إلى متى؟

استبشر القسنطينيون خيرا، عندما أعلنت السلطات الولائية في وقت سابق، بمناسبة احتضان قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية مطلع سنة 2015، عن إعادة ترميم مسبح سيدي مسيد، وإعادة البريق إلى هذه الجوهرة التي أخرجت أبطالا عالميين في السباحة وكرة الماء (الواتر بولو)، لكن آمالهم تلاشت وهم يرون نهاية تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، دون تقدم في أشغال ترميم المسبح، خاصة المسبح الأولمبي، والنزل المجاور له، وعرف المشروع العديد من العراقيل والمشاكل التي حالت دون تسليم الشروع إلى غاية صيف 2021، مما حرم العديد العائلات القسنطينية من التمتع بهذه المنشأة الرياضية والسياحية، والتي كانت في وقت ما تستقطب الشباب والعائلات في سهرات صيفية، تمتد إلى غاية الساعات الأولى من اليوم الموالي، ورغم وعود العديد من المسؤولين بإتمام المشروع في وقته المحدد، إلا أن ذلك لم يتم، مما جعل القسنطينين يصرفون النظر عن هذا المشروع، ويفقدون الشهية في رؤيته يعود إلى حيز الخدمة، ويلجأون إلى مسابح أخرى تعد على أصبع اليد الواحدة، وعلى رأسها مسبح الصنوبر بمفترق الطرق الأربعة.