عشية اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام إبان الثورة.. سنوسي:

شجاعة الثوار التي أذهلت قضاة المحاكم الاستعمارية

شجاعة الثوار التي أذهلت قضاة المحاكم الاستعمارية
  • القراءات: 471
و. أ و. أ

أكد الأمين العام للجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام خلال الفترة الممتدة ما بين 1954 و1962 المجاهد سنونسي بن ميصرة، أن الشجاعة التي أظهرها المجاهدون والثوار لحظة نطق الحكم بالإعدام في حقهم أذهلت أعضاء المحكمة الذين كانوا يتوقعون انهيارهم.

ففي الوقت الذي كان يتوقع القضاة رفقة مساعديهم بالمحاكم العسكرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي، انهيار الثوار لحظة سماعهم قرار المحكمة القاضي بإعدامهم وتوسلهم لهم لتخفيف الحكم تفاجؤوا بابتسامات وضحكات ارتسمت على وجوههم وكأنهم يقولون إن حياتهم فداء لوطنهم، حسب ما جاء في حديث المجاهد بن ميصرة عشية اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام المصادف ليوم 19جوان من كل سنة. وأوضح ذات المتحدث الذي حكم عليه بالإعدام سنة 1958 قبل أن يتمكن من الفرار من سجن البليدة بعد سنتين من سجنه، أن المستعمر الفرنسي الذي كان يحاول إضعاف معنويات الثوار وزرع الخوف والرعب في قلوبهم من خلال إصدار أحكام بالإعدام، لم يكن يعلم أن هؤلاء لا يعرفون الخوف وتعطشين للشهادة وأنهم بانخراطهم في صفوف جيش التحرير الوطني قدموا حياتهم فداء للوطن.

واستذكر المجاهد بن ميصرة البالغ من العمر 81 سنة والذي التحق بصفوف جيش التحرير الوطني وسنه لم يتجاوز 16 سنة، لحظة نطق القاضي بحكم الإعدام في حقه وحق مجاهد آخر بتهمة المساس بأمن الدولة الفرنسية، وكانت مجريات محاكمته قد تمت بالمحكمة العسكرية بالمدية ليتم نقلهما بعد ذلك إلى سجن البليدة ليلتقيا هناك بـ32 محكوما عليهم بالإعدام. وكان هذا المجاهد المعروف بعمي محمد لا يتقن اللغة الفرنسية آنذاك واضطر أعضاء المحكة للإستعانة بمترجم من جنسية تونسية أعلمه بالحكم، الذي تقبله هو ورفيقه بكل هدوء بالرغم من أن سنه لم يتجاوز 18 سنة وهو رد فعل فاجأ أعضاء المحكمة الذين طلبوا منهم إبداء رأيهم في الحكم والتعبير عن طلباتهم.

حتى يقتدي الأبناء بسيرة الأسلاف

وأضاف بن ميصرة أن ردهم الوحيد على قاضي المحكمة الذي كان عقيد فرنسي هو أن الحياة والموت بيد الله ولربما يحين أجله قبلهم وهو التنبؤ الذي صدق إذ تم اغتياله بعدها بأسبوع من قبل المجاهدين.

وواصل المجاهد الفذ سرد وقائع فراره من سجن البليدة رفقة زميله بمساعدة حارسي السجن أحدهما فرنسي كان متعاطفا مع القضية الجزائرية التي كان يصفها بالعادلة ولطالما سهل لهم التواصل مع قيادات الثورة من خلال نقل المعلومات، وحارس آخر جزائري فضل الهروب معهم والالتحاق بمعاقل الثورة بالولاية التاريخية الرابعة التي واصلوا الكفاح بها إلى غاية الاستقلال. وحسب المجاهد بن ميصرة، فمن بين 1200 مجاهد محكوم عليه بالإعدام منخرط بهذه الجمعية التي أسست سنة 1992 نحو 260 منهم فقط لا يزالون على قيد الحياة ثلاثة منهم بولاية البليدة وهما بالإضافة إلى المتحدث المجاهد معمر مدان البالغ من العمر نحو 82 سنة والمجاهد شرقي.

ورغبة منهم في مواصلة مسيرة الشهداء وتعريف الأجيال الصاعدة بتضحيات أسلافهم في سبيل أن ينعموا اليوم بالاستقلال، تحرص الجمعية على تنظيم محاضرات بمعدل مرتين في الشهر لفائدة طلبة الجامعات و كذا متربصي مراكز التكوين المهني الذين يبدون فضول ورغبة كبيرة في التعرف على تفاصيل الثورة التحريرية التي يفتخرون بها. ولم يفوت المجاهد سنوسي الفرصة لدعوة شباب اليوم لمواصلة مسيرة أجدادهم في بناء الجزائر والحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكدا أن الجزائر حررها شبابها ويبنيها شبابها.

وتحيي الجزائر اليوم السبت ذكرى اليوم الوطني للمحكوم عليهم بالإعدام المصادف لـ19 جوان 1956، وهي الذكرى 65 لاستشهاد البطل الرمز أحمد زهانة المدعو زبانة والذي يعد أول شهيد جزائري يتم تنفيذ حكم الإعدام فيه من طرف السلطات الاستعمارية الفرنسية.