في محاولة لاستعادة مكانتها

فرنسا تقترح"خطة"لإخراج جميع المرتزقة من ليبيا!

فرنسا تقترح"خطة"لإخراج جميع المرتزقة من ليبيا!
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
  • القراءات: 516
د. د د. د

عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على نظيريه الأمريكي جو بايدن والتركي رجب طيب أردوغان خطة لسحب المرتزقة الأجانب من ليبيا، مستخدما ثقل الولايات المتحدة كوسيلة للضغط على تركيا وروسيا لسحب القوات التابعة لهما، وذلك في محاولة منه لاستعادة مكانة بلاده في المشهد الليبي.

وتأتي الخطة الفرنسية بعد فشل خطتين سابقتين، حيث تضمن وقف إطلاق النار في أكتوبر من العام الماضي بندًا يدعو جميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب إلى مغادرة ليبيا في غضون 90 يومًا، غير أن الموعد النهائي جاء وذهب دون أي تحرك من قبل هذه القوات، وفي وقت لاحق، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعو جميع الأطراف المعنية إلى سحب قواتها الأجنبية، لكن القرار تم تجاهله أيضا. وكانت فرنسا قد قدمت نفسها بصفها وسيطا في الصراع بين المعسكرين اللذين كانا يتنازعان السلطة في ليبيا: معسكر المشير خليفة حفتر ومعسكر حكومة رئيس الوزراء السابق فايز السراج، حتى إن باريس كانت قد نظمت عدة لقاءات بين خليفة حفتر وفايز السراج في يوليو 2017، ثم في ماي 2018، قبل اتهامها باللعب على الحبلين بسبب قربها في الكواليس من المشير حفتر الذي اعتبرت حليفا في مواجهة الإرهاب.

كل ذلك، رغم نفي باريس القاطع تقديمها أي دعم عسكري لهجوم المشير حفتر على طرابلس والذي شنه في أبريل 2019. ومنذ الهجوم الفاشل على العاصمة طرابلس، عاشت ليبيا صراعاً كان يهدد بتقسيمها بين الشرق والغرب، ورغم تراجع مخاطر تقسيم البلاد في ظل السلطة الموحدة الحالية، لا تزال مسألة توحيد المؤسسات السيادية بين الشرق والغرب تمثل محطة جوهرية على طريق الاستقرار الدائم. ويشكل ملف التواجد الأجنبي والمرتزقة مادة خلاف بين بعض الأطراف الليبية، على الرغم من أن الحكومة كانت قد أعلنت أكثر من مرة موافقها على خروجهم، بحسب ما تم التوصل إليه في عديد الحوارات التي جرت سابقا برعاية الأمم المتحدة. 

وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، قد تطرق لهذا التحدي الحاسم خلال جلسات منح الثقة للحكومة بمدينة سرت، وحينها دعا المرتزقة والمقاتلين الأجانب المتواجدين في ليبيا إلى المغادرة، قائلاً: "المرتزقة خنجر في ظهر ليبيا، ولا بد من العمل على إخراجهم ومغادرتهم، وهو أمر يتطلب الحكمة والاتفاق مع الدول التي أرسلتهم". إخراج المرتزقة من ليبيا مرتبط بملف توحيد المؤسسة العسكرية، فليبيا تعاني منذ 2011، صعوبات في إعادة بناء جيش نظامي،  بسبب انتشار السلاح، والميليشيات غير المنضبطة.

باريس تريد الاستفادة من ثقل واشنطن 

وبموجب الخطة الفرنسية، التي نشرها موقع "بوليتيكو" الأمريكي، والمؤلفة من ثلاثة مراحل وفق جدول زمني مدته ستة أشهر، ستسحب تركيا أولاً المرتزقة السوريين الذين أرسلتهم إلى ليبيا في عام 2020، عندما طلبت حكومة الوفاق المساعدة لصد هجوم قوات خليفة حفتر،  ويمكن أن تتم هذه الخطوة في أقرب وقت في 1 يوليو المقبل.

كما ستشهد المرحلة الثانية المقترحة لشهر سبتمبر، وفق "بوليتيكو"، سحب روسيا قوات "فاغنر" وسحب تركيا جنودها، وقد تكون الخطوة, أكثر صعوبة. فيما تقترح المرحلة الثالثة إعادة توحيد قوات الأمن الليبية المنقسمة حاليًا بين أولئك الذين دافعوا عن حكومة طرابلس، وأولئك الذين يقاتلون من أجل المشير خليفة حفتر.

وقد تم تداول الاقتراح لعدة أسابيع بين المسؤولين الدبلوماسيين في الدول المعنية، وفقًا لمسؤولين مُطّلعين على المحادثات. وقال المسؤولون إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح الفكرة مباشرة في الأيام الأخيرة على نظرائه في الولايات المتحدة وتركيا. كما ناقشها مع الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال اجتماع مجموعة الدول السبع في بريطانيا، قبل أن يطرحها مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل.