المختص في الطب الداخلي الدكتور بن يوب لـ "المساء":

كلنا بحاجة في يوم ما لمن يمنحنا قطرة دم

كلنا بحاجة في يوم ما لمن يمنحنا قطرة دم
  • القراءات: 546
نور الهدى بوطيبة  نور الهدى بوطيبة

دعا الدكتور محمد بن يوب، مختص بمصلحة الطب الداخلي وأمراض الدم بمستشفى رويبة في العاصمة على هامش الاحتفالية العالمية للمتبرعين بالدم، إلى تحسيس أفراد المجتمع بالتبرع بالدم، لا سيما أن الكثيرين في حاجة ماسة إلى هذه المادة، مشيرا إلى المصابين بفقر الدم المنجلي، والذي يسمى أيضا "بدريبانوسيتوز"، وهو مرض وراثي يصيب خلايا الدم الحمراء، ويتميز بوجود خلل في الهيموجلوبين، وهو البروتين الرئيس لكرات الدم الحمراء؛ إذ يحتاج هؤلاء إلى حقن الدم مع كل استشارة، تكون بوتيرة دورية.

وقد سبق أن نبّه المختص إلى إعادة بعث نشاط مصالح التبرع بالدم، من خلال تعزيز الحملات التحسيسية عبر حافلات الحقن التي تجوب أكبر البلديات على هامش مشاركته في صالون الإعلام حول السرطان الذي نُظم بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان بأنواعه، في قصر المعارض الصنوبر البحري؛ إذ وضح أن مرضى سرطان الدم بحاجة ماسة إلى التبرع بالدم، خصوصا في مثل هذه الظروف، لا سيما بعدما عرفت عملية جمع الدم تراجعا كبيرا بسبب فيروس كورونا. وأضاف الطبيب أن مرضى فقر الدم المنجلي يحتاجون، تقريبا، إلى الحقن بالدم تقريبا كل ثلاثة أشهر، وهي، تقريبا، الفترة الفاصلة بين كل استشارة وأخرى، وهذه نسبة كبيرة، تتطلب توفر المادة في كل مرة نظرا لوجود خلل في تركيبة كرياتهم الدموية الحمراء؛ الأمر الذي يستدعي تجديدها بدم سليم، مشيرا إلى أن هذا المرض يُعتبر أحد أنواع السرطانات الذي يمكن أن يشفى المصاب به تماما إذا ما تم الكشف عنه مبكرا، وتم التكفل به أحسن ما يمكن.

وقال المختص في حديثه إلـى "المساء"، إن السلك الطبي لايزال يعمل جاهدا للتحسيس بأهمية التشخيص المبكر، والكشف عن المرض في مراحله الأولى؛ الأمر الذي يرفع من نسبة احتمالية شفائه وتعافيه التام حتى من أصعب السرطانات، موضحا أن اليوم هناك العديد من المعلومات التي لم يتم مطالعتها تماما حول بعض السرطانات، ومنها سرطان الدم. وقال إن هذا السرطان عبارة عن خلل في بنية الكريات الدموية؛ فهو نوع من سرطان خلايا الدم والأنسجة التي تنتج خلايا الدم، مثل نخاع العظم. وفي الوضع الصحي الطبيعي تنشأ خلايا الدم في نخاع العظم كخلايا جذعية، وتنضج، لاحقا، لتشكل أنواعا مختلفة من خلايا الدم، وهي خلايا دم حمراء أو خلايا دم بيضاء أو صفائح، وتنتقل إلى مجرى الدم. أما من يعاني من سرطان الدم فيبدأ نخاع العظم لديه بإنتاج خلايا الدم البيضاء غير الطبيعية التي تدخل إلى مجرى الدم، وتبدأ بمنافسة خلايا الدم الطبيعية السليمة، وتمنعها من القيام بوظائفها بالشكل الصحيح، وهذا ما ينتج عنه الإصابة بالسرطان، وفيه ثلاثة أنواع؛ منها الحادة وأخرى مزمنة. وأكثر ما يحتاجه هؤلاء هو الدم.

وفي هذا الصدد قال الطبيب: "هنا تكمن أهمية تحسيس المواطنين بأهمية التبرع بالدم، مضيفا أن هذه الحملات التحسيسية لا يجب أن تنحصر فقط خلال الأيام العالمية أو المناسبات أو الاحتفالات بالأيام الوطنية الطبية، بل لا بد أن يتم تخصيص رزنامة خاصة بتوعية المواطنين بضرورة تبني تلك الثقافة، لاسيما أن الكثيرين لا يعرفون، إلى حد اليوم، أهمية هذا السلوك رغم كونه ثقافة لدى البعض، إلا أن هناك من يتناسون خوفا أو فقط تهاونا بالرغم من أنه سلوكا إنساني قد ينقذ حياة شخص آخر. ولا يجب أن يكون مناسباتيا فقط، وإنما أن يصبح مسؤولية الجميع، أو بالأحرى على الشخص السليم أن يتذكر أن لا أحد محمي من احتمالية حاجته لهذه المادة في يوم من الأيام.