حذّر الدكتور بن يوب، مختص في الطب الداخلي، من مرض فقر الدم الذي وصفه بالمرض المزمن في حال عدم علاجه، مشيرا إلى أن فقر الدم هو انخفاض مستوى الهيموغلوبين بنسبة 13 غراما في الديسيلتر عند الرجال، و12 غراما بالنسبة للنساء. وباعتبار أن تلك المادة هي المسؤولة عن نقل الأكسيجين في الدم، فإن نقصه قد يشكل خطورة على المصاب بها، لا سيما أن الكثير من المصابين بها في الجزائر، يهمشون هذا الأمر، ولا يتعاملون معه بجدية.

وقال الدكتور إن فقر الدم أو الأنيميا تتعدد أنواعه، وبالتالي الأسباب المؤدية إلى الإصابة به، لكن أكثر الأنواع شيوعا هي فقر الدم بسبب نقص مستوى الحديد في الدم، وهذا الأخير هو المسؤول عن إنتاج مادة الهيموغلوبين، المسؤولة، بدورها، عن نقل الأكسجين الذي يحتاجه كل عضو حتى يؤدي وظائفه على أكمل وجه. وقال إن السبب الرئيس وراء الإصابة بنقص الحديد في الدم، راجع، أساسا، إلى النظام الغذائي الفقير من حيث مادة الحديد، وهذا بسبب استهلاك الأغذية الجاهزة، وعدم مراعاة أهمية التنويع بين الخضر والفواكه التي تحمل مواد تنفع الجسم، إلى جانب أسباب أخرى يمكن القول إنها مؤقتة، وهي الخضوع لعملية جراحية؛ فقد يفقد المريض الكثير من الدم بالرغم من الحقن؛ ما يجعله يعاني الأنيميا لفترة مباشرة بعد العملية الجراحية. ونظام غذائي جيد وغني بالحديد قد يعيد المياه إلى مجاريها، على حد تعبيره. وأضاف بن يوب أن تنظيم حملة تحسيسية حول هذا الموضوع، أمر بالغ الأهمية لتوعية الجمهور بخطورة المرض عندما يتحول إلى مشكل مزمن ويطول بقاؤه، لا سيما أن اليوم، يتم تسجيل العديد من الحالات الجديدة لأطفال صغار يعانون هذا المشكل؛ ما يجعل ذلك يؤثر على نموهم بالدرجة الأولى.

وعلى صعيد ثان، ذكر المتحدث أن فقر الدم المنجلي يعد نوعا آخر من فقر الدم. وسببه وراثي، يتسبب فيه خلل في الهيموغلوبين، ويؤدي، في البداية، إلى الإصابة بفقر الدم أو تعفن أو نوبات عظمية، تجعل الشخص المصاب بالداء يشعر بآلام حادة خلال النوبة، ويصبح غير قادر على المشي. ومن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم المنجلي وأغلب الأمراض الوراثية النادرة، حسب بن يوب، زواج الأقارب. وعن المضاعفات قال المختص إن الخطورة تكمن في مضاعفات الأنيميا، وأخطرها زيادة فرص حدوث عدوى متكررة، إلى جانب مشكل في القلب؛ لأن القلب يبذل مجهودا أكبر لضخ الدم إلى خلايا الجسم لتعويض نقص الأكسجين في الدم. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تضخم القلب، أو فشله، أو عدم انتظام نبضاته.