"المساء" ترصد الأجواء بمراكز الانتخاب بالعاصمة

الشباب والنساء في المقدّمة.. ورائحة التغيير تتصاعد

الشباب والنساء في المقدّمة.. ورائحة التغيير تتصاعد
  • القراءات: 333
استطلاع: زهية. ش استطلاع: زهية. ش

شهدت مراكز الاقتراع ببعض بلديات الجزائر العاصمة، أمس، إقبالا متباينا خلال الفترة الصباحية، خاصة وأن  الناخبين مثلما لاحظت "المساء"، في جولة ميدانية إرجاء  أداء واجبهم لاختيار ممثليهم في المجلس الشعبي الوطني إلى ما بعد الظهر، خاصة العنصر النسوي منهم.

كانت مراكز الاقتراع على موعد لاستقبال الناخبين، حيث تم توفير كل الظروف لإتمام العملية الانتخابية بما فيها وضع إجراءات البروتوكول الصحي ضد وباء كورونا، في حين، خرق بعض المترشحين القانون، وراحوا يروجون لصورهم أمام مراكز الاقتراع ودعوة الناخبين للتصويت عليهم.

وكانت بداية الجولة الميدانية لـ«المساء"، بمركز ملحقة الفلاح ببلدية المقرية الذي خصّص للعنصر النسوي للإدلاء بأصواتهن  والذي ضمّ 1140 مسجلة، تم توزيعهن على خمسة مكاتب للتصويت، وسط إجراءات وقائية خاصة بالبروتوكول الصحي، حيث استبقت مصالح البلدية الموعد الانتخابي، للقيام بعمليات تعقيم لمختلف مراكز التصويت  والحرص على توفير الماء والسائل المطهر، في هذا المركز الذي عرف تواجد عدد كبير من المؤطرين ورؤساء المكاتب، بينما غاب ممثلو بعض الأحزاب والقوائم الحرة، مثلما وقفنا عليه في الجولة الاستطلاعية عبر بعض المراكز.

وهو مشهد وقفنا عليه أيضا في مركز "فرحات دغموم" بنفس البلدية الذي خصّص للرجال، والذي عرف إقبالا متبانيا بين مكاتبه قبل منتصف النهار، من بينهم أحد الشباب الذي أدى، كما قال لـ«المساء"، واجبه الوطني، لاختيار من يراه مناسبا لتمثيله في البرلمان، وهي القناعة التي تقاسمها معه صديقه.

غياب ممثلي الأحزاب بمكاتب الاقتراع

وكانت الأجواء نفسها في مركز "حليمة السعدية" ببلدية سيدي أمحمد، الذي تم تخصيصه للنساء، تم توزيعهن على 29 مكتبا، غير أنّ الإقبال كان محدودا في حدود منتصف النهار من طرف  269 مسجلة، أرجعه مسؤولو  المركز، إلى تفرّغ النساء للأشغال الصباحية في بيوتهن وتخصيص وقت الظهيرة للإدلاء بأصواتهن.

والملاحظ في هذه التشريعيات هو السير الحسن للاقتراع بالمراكز التي زرناها، باستثناء غياب ممثلي الأحزاب والقوائم الحرة، حيث تواجد في بعض المكاتب مراقب واحد فقط، مقابل وجود 36 قائمة، والتي يتم ترتيبها من اليمين إلى اليسار، حسب اسم القائمة والرقم التعريفي لكل واحدة منها، حسب ما أوضحته رئيسة مكتب مركز "محمد بوراس" ببلدية جسر قسنطينة الذي ضمّ 2499 مسجل، مؤكّدة في تصريح لـ«المساء"، أنّ الأمور تسير بشكل منظّم، بعدما سخّرت كلّ الإجراءات المادية والبشرية لإنجاح هذا الموعد، غير أنّها أعابت على المترشحين من الأحزاب والقوائم الحرة، تعيين مراقب واحد لكلّ المكاتب، وهذا مثلما أكّدته، مخالف للقانون، حيث يمنع المراقب الذي يحمل شارة كتب عليها رقم المكتب المكلف بمراقبته من الدخول إلى المكاتب الأخرى. وأضافت أنّ بعض الناخبين يرفضون حمل الأوراق 36 التي وضعت لاختيار مرشحيهم، بحجة اختصار العملية واختيار من يرغبون في انتخابهم، وهو ما يتمّ منعه من قبل رؤساء المكاتب، المسؤولين عن العملية الانتخابية بمختلف المراكز.

شباب يروّجون  لبعض المترشحين أمام المراكز

وعرف مركز "الشهيد حجام شريف" المختلط بين الرجال والنساء، إقبالا متفاوتا للمسجّلين الذين بلغ عددهم 4524 مسجل، حيث لم يتجاوز عدد الناخبين 172 ناخب في منتصف النهار، بينما لاحظنا تراخيا في الالتزام بالتدابير الوقائية بهذا المركز، الذي كان يعج بالمؤطرين وبعض ممثلي الأحزاب والمترشحين الأحرار، الذين احتجوا بسبب حرمان بعضهم من وجبة الفطور التي يفترض أن تتكفل بها الأحزاب أو المترشح، مثلما أوضحه لنا مسؤول بهذا المركز، مشيرا إلى اتّخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنجاح هذا الموعد الهام، لاختيار الناخبين من يرونهم أهلا لتمثيلهم.

ولم يتوان أحد الناخبين في رده على "المساء"، التأكيد على أنّه "انتخب لاختيار كفاءة أثق فيها"، مضيفا أنّ الانتخاب واجب وطني، غير أنّ ما أثار الانتباه هو تدخّل هذا المنتخِب للتبليغ عن بعض الشباب، الذين يعترضون المواطنين بالقرب من مراكز الانتخاب، لمنحهم بطاقة تحمل صورة أحد المترشّحين ويدعونهم لانتخابه، وهي الظاهرة التي تكرّرت أمام عدد من مراكز الانتخاب، لاستمالة الناخبين، رغم أنّ الحملة الانتخابية المحدّدة قانونا انتهت الثلاثاء الماضي، وهو سلوك غير حضاري، يحاول بعض المترشحين القيام به، باستغلال بعض الشباب يوم الاقتراع.

من جهتها، عرفت مراكز الاقتراع ببلديتي القبة وحسين داي أيضا، إقبالا محتشما خلال الفترة الصباحية، وهو ما اعتبره مسؤولو هذه المراكز "أمرا معتادا"، حيث غالبا ما يكون الإقبال خلال الفترة المسائية، على مستوى مختلف المراكز بالعاصمة وباقي الوطن، باعتبار أنّ الناخبين لهم الوقت الكافي لأداء واجبهم الانتخابي واختيار ممثليهم بالبرلمان، الذين يتكفلون بانشغالاتهم، في حالة التزامهم بالوعود التي قدموها خلال الحملة الانتخابية.