المياه الملوثة تهدد سكان عين الحجر بسطيف

فضلات عين أزال قضت على النبات والحيوان... ثم الإنسان

فضلات عين أزال قضت على النبات والحيوان... ثم الإنسان
  • القراءات: 837
منصور حليتيم منصور حليتيم

تتواصل معاناة سكان قرى ومداشر لختاتلة وأولاد سي خليفة  وأولاد قاسم التابعة لبلدية عين الحجر، الواقعة بالجهة الجنوبية الشرقية لولاية سطيف، مع مخلفات المصب النهائي للصرف الصحي، مما انعكس سلبا على يوميات السكان، بفعل الروائح الكريهة المنبعثة من المصب، وانتشار الحشرات، لاسيما مع حلول فصل الصيف، حيث تشهد المنطقة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.

يناشد سكان قرى لختالة وأولاد سي خليفة وأولاد قاسم بعين الحجر، القائمين على قطاع الري بولاية سطيف، التدخل لوضع حد لمعانتهم مع مصبات المياه الملوثة، التي باتت تشكل خطرا محدقا على صحتهم والأراضي الفلاحية، بفعل مستنقعات المياه القذرة القادمة من بلدية عين أزال، التي تشق طريقها عبر الحقول لتصب في سبخة المحميات المصنفة عالميا كمحمية ومنطقة رطبة، وضعية عجلت برحيل الطيور بسبب التلوث الحاصل الناجم عن المستنقعات، مخلفة بذلك خسائر في الأراضي الفلاحية والحيوانات، وأصبحت تهدد حياة البشر، بسبب انتشار الأمراض، منها الليشمنيوز والربو والحساسية والأمراض الجلدية، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها ليلا ونهارا، إلى جانب انتشار الحشرات الضارة، خاصة في فصل الصيف. حسب ممثلين عن سكان القرى المذكورة، فإن أكبر نسبة منهم يعتمدون على الفلاحة لكسب قوتهم، كخدمة الأرض وتربية المواشي، حيث تحصي المنطقة أزيد من 30 ألف رأس من الأغنام والأبقار، أضحت كلها مهددة بفعل تلوث الحقول والمناطق الرعوية وظهور الأعشاب الضارة.

لم يخف محدثونا امتعاضهم وغضبهم من المسؤولين المحليين، الذين، حسبهم، عوض إيجاد حلول كفيلة للقضاء على الظاهرة، فإنهم فضلوا إبقاء دار لقمان على حالها وانتهاج سياسة الطرشان، مقابل ذلك، لم يجد هؤلاء المسؤولين، في إشارة إلى المنتخبين المحليين، إلا التفنن في المتابعات القضائية ضد كل فلاح يقدم على السقي من الوديان، واتهامهم بسقي محاصيلهم الزراعية بالمياه الملوثة، وهو الأمر الذي يتنافى مع الواقع، على حد تأكيداتهم.

استنادا للمتحدثين، فإن شعرة معاوية بينهم وبين المسؤولين المحليين انقطعت، ولم تعد هناك ثقة في مسؤوليهم الذين سئموا من وعودهم الكاذبة، حيث توجهوا إلى رئيس دائرة عين أزال السابق، الذي وعدهم بإنجاز محطة لتصفية المياه الملوثة، وتم الشروع في دراسة المشروع الذي وصل إلى مرحلة الإنجاز، إلا أنهم تفاجأوا بتجميده لأسباب مجهولة، مما دفهم إلى مناشدة المسؤولين على أعلى مستوى، في مقدمتهم المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية، التدخل والإسراع في إزالة هذا المصب الخاص بالمياه الملوثة، بإنجاز محطة لتصفية هذه المياه وتحويلها إلى مياه صالحة للسقي.