بعد إقصاء مولودية الجزائر من رابطة الأبطال

من يتحمل مسؤولية الإخفاقات المتتالية؟

من يتحمل مسؤولية الإخفاقات المتتالية؟
  • القراءات: 532
ع. اسماعيل ع. اسماعيل

تبددت أهداف مولودية الجزائر لهذا الموسم الواحدة تلو الأخرى، فبعد إقصائها من كأس الجمهورية على يد شباب بلوزداد، ها هي تخسر رهان الرابطة الإفريقية بعد إقصائها أول أمس من هذه المنافسة على يد الوداد البيضاوي المغربي، ما سيزيد من متاعب النادي وسيعكر الأجواء في صفوفها، لأنه من غير السهل هضم هذا الإقصاء في منافسة كان يراهن فيها الجميع للفوز بالتاج الافريقي،الذي غاب عن النادي لما يقارب عن الثلاثين سنة.

مكن القول أن العميد خسر التأهل في الجولة الأولى من هذه المواجهة، بعدما تعذر عليه هزم خصمة بملعب 5 جويلية، فأصبح الوداد البيضاوي أقرب إلى الحصول على تأشيرة التأهل، بسبب تسجيله لهدف في مرمى العميد، ولعبه لمباراة العودة بعقر داره، التأهل إلى الدور نصف النهائي، كان مجرد حسابات دقيقة بالنسبة للفريق المغربي، الذي سير جيدا لقاء العودة، إذ بعدما تعذر على لاعبيه فتح باب التسجيل في الشوط الأول، خاض المرحلة الثانية من اللعب بكثير من الهدوء والذكاء، وساعده في ذلك ضعف هجوم الممثل الجزائري، الذي كانت محاولاته للتهديف ضعيفة، ما عدا اثنتين منها ضيعها كل من فريوي وبن علجية. سير المباراة نحو التعادل الأبيض ساعد أكثر الوداد البيضاوي في الحفاظ على هدوئه وتنظيمه فوق أرضية الميدان، حتى أنه، تمكن من استغلال خطأ كبير في دفاع المولودية، ليسجل هدف الفوز في الوقت الضائع من المباراة، ويقضي كلية على حظوظ العميد في التأهل إلى الدور القادم من هذه المنافسة.

أخطاء لقاء الذهاب تتكرر بملعب محمد الخامس

ظهر بشكل واضح أن إقصاء مولودية الجزائر، يعود بالدرجة الأولى إلى الأخطاء العديدة، التي ارتكبها مدربه نبيل نغيز، وتأتي في مقدمتها تعنته في الحذر الشديد في اللعب، وعدم المغامرة في الهجوم بشكل خاص، وهي الخطة التي ساعدت كثيرا الفريق المغربي في اللقاء الأول، بل حتى في مباراة العودة، وينبغي التساؤل هنا عن الأسباب التي دفعت المدرب الجزائري إلى الاحتفاظ بهذه الخطة، التي لم تفد فريقه، بل حطمت قدرات تشكيلته من خلال تقويض دور المهاجمين وجعلهم يدافعون عن منطقتهم، عوض البقاء في الخط الأمامي لتشكيل خطورة دائمة على الدفاع المغربي، الذي لعب بارتياح كبير وتوصل إلى الحفاظ عن سلامة منطقته بدون عناء كبير.

وكان نغيز قد صرح قبل مباراة العودة، أن فريقه سيحاول استغلال صعود الفريق الخصم نحو الهجوم لمباغتته، لكن لم يحصل أي شيء من هذا القبيل، بعدما ظل فريق مولودية الجزائر متشبثا باللعب الحذر، خوفا من تلقيه هدف مباغت، بالرغم من أن هجومه يملك فرديات قادرة على تسجيل الأهداف، مثلما فعلت بنفس الملعب ضد الرجاء البيضاوي. وتبدو مسؤولية الإقصاء من الرابطة الافريقية واقعة بشكل خاص على المدرب نبيل نغيز، الذي لم تكن تصريحاته متطابقة مع الخطة التكتيكية، التي طبقها في لقاء العودة، وعوض أن يحرر عناصره ويمنحها متسع من الحرية في المناورة ومباغتة الخصم، فضل الحذر الشديد تقريبا في كل مراحل اللعب، باستثناء الربع ساعة الأخير من المباراة، الذي اضطر فيه إلى تدعيم خط الهجوم من خلال إقحام دحلال وعبد اللاوي في الهجوم.

الفوز بلقب البطولة لإنقاذ الموسم

لقد أصبح محبو النادي يتساءلون اليوم، عن مستقبل الفريق فيما تبقى من عمر الموسم الحالي، بعدما تبددت أحلامه في كأس الرابطة وفي رابطة أبطال إفريقيا، وهل سيحتفظ اللاعبون بقدراتهم المعنوية لمواصلة المنافسة بنفس الإرادة، التي كانوا يتحلون بها من قبل، لأنه من الصعب عليهم رفع التحدي من جديد في بطولة الرابطة المحترفة، التي تبقى أملهم الوحيد لإنقاذ الموسم وتفادي اخفاق كلي لا يتمناه أنصارهم، الذين تعبوا فعلا من الإخفاقات المتتالية، التي عرفها الفريق في المواسم الفارطة. وأكثر ما يخشاه الانصار في الوقت الراهن، هو حدوث أزمة جديدة الفريق في غنى عنها، بعدما نادت بعض الأطراف إلى ضرورة تحميل إدارة النادي مسؤولية الإخفاق.