الطرب الأصيل يعود للشاشة الجزائرية

قامات فنية ترجع بالمشاهدين إلى الزمن الجميل

قامات فنية ترجع بالمشاهدين إلى الزمن الجميل
  • القراءات: 622
مريم. ن مريم. ن

تراهن القنوات التليفزيونية، وعلى رأسها التلفزيون العمومي، على السهرات الفنية والأسماء الفنية الثقيلة، منها التي غابت لسنوات طويلة عن الساحة، واشتاق إليها الجمهور، وقد حققت هذه السهرات الإقبال من طرف العائلات الجزائرية. بالنسبة للتلفزيون العمومي، فقد اجتهد في تقديم الفن الأصيل تماما كليالي زمان، بالتالي غابت الأغنية التجارية والهابطة عن الجمهور، وهو أمر استحسنته العائلات التي ملت من الفن الذي يفرقها أكثر مما يجمع شملها أما الشاشة.

من بين الحصص والسهرات الفنية التي بثت خلال الشهر الفضيل، وتواصل مشوارها، بعده نجد مثلا حصة "سفر" وهي خاصة بأغاني الأرشيف التي تعلق بها الجمهور، ولم يعد يسمعها ولا يشاهدها على شاشته، وظهرت فيها العديد من الأسماء الكبيرة، منها مثلا الفنان الغازي الذي بثت له أغنية مصورة تعود لفترة السبعينات، وكذلك الحال مع نجوم آخرين غابوا أو غيبوا من المشهد في السنوات الماضية، نجد منهم رابح درياسة وخليفي أحمد والسيدة نورة وغيرهم الكثير، وأيضا مقتطفات من حفلات ساهرة كان يبثها التلفزيون الجزائري في الستينات، وقبلها ليعرض أغاني "محمد ماروكان" وفضيلة الدزيرية وحتى الفنان الكبير مصطفى العنقة، علما أن الكثير من جمهورنا يجهل أنه كان يؤدي الأغنية الشعبية، وكان في قمة وسامته. كما تبث أحيانا مقتطفات من حوارات مع فنانين عمالقة أجريت منذ عقود، منها مثلا لقاءات مع الحاج العنقيس.

من الحصص التي ثمنت الفن الأصيل أيضا، نجد حصة "جاركة" التي أعادت للجمهور الولع بالطرب الأندلسي، وبالقصيد ذو المعنى الرصين والتاريخ الحافل، وجهود الشيوخ الذين كونوا أجيالا من الفنانين، كذلك الحال مع حصة "قهوة واللاتاي" للفنان سيد علي ادريس، الذي يروج فيها فني الحوزي والشعبي، وكذا الشعر الملحون، من خلال مشاركة ياسين أوعابد. هناك أيضا حصة "حنة يديك" التي تستضيف النجوم، منهم الفنانة نادية بن يوسف ومحمد محجوب وزملاؤهما من زمن الفن الجميل.

يعود أيضا الفن الصحراوي الأصيل الذي غاب كثيرا باستضافة نجومه، منهم محمد لعراف الذي أدى "الياي ياي" ببراعة، وحضور فن جنوبنا الكبير، خاصة في "خيمة رمضان" الحصة التي أحيت أغاني التراث الجميل. هكذا يعود الفن الأصيل والأغنية النظيفة للشاشة، بعدما غيبت لسنوات وحلت محلها الأغنية التجارية الهابطة، التي فرضت على المشاهد الجزائري فرضا، وساهمت في ترسيخ الرداءة، كما كان الأمر عينه بالنسبة للكثير من القنوات الخاصة، التي شهدت تغييرا محسوسا هذه السنة، حيث أجمع أغلبها على استضافت النجوم من أصحاب الطرب الأصيل، ومنها حصص المنوعات "قعدتنا جزائرية"، وكذا حصة "رانا سهرانين".