شهدت ولاية وهران خلال شهر رمضان المنقضي، تطورا ملحوظا في مجال التضامن، الذي شارك فيه المواطنون والجمعيات ومديرية النشاط الاجتماعي والمحسنون، في تلاحم أكد استمرار أواصر الأخوة بين الجزائريين، محققين أرقاما هامة في مجال التضامن وإدخال فرحة العيد على مئات العائلات المعوزة والأيتام.

بلغة الأرقام، تمكنت الجمعيات الناشطة بولاية وهران، بالتنسيق مع مصالح مديرية النشاط الاجتماعي لولاية وهران، من توزيع قرابة نصف مليون وجبة عبر مطاعم الرحمة، التي تم فتحها عبر كامل البلديات من طرف الجمعيات، والبالغ عددها 95 مطعما للرحمة، إلى جانب تحقيق رقم هام في مجال الوجبات المحمولة لصالح العائلات وطواقم الجيش الأبيض في المستشفيات، ولصالح المرضى وعابري السبيل، من خلال توزيع 350 ألف وجبة، وهي المبادرة التي استحسنها المواطنون الذين أقبل عدد كبير منهم على التطوع والمساعدات في تحضير الوجبات، فيما تبرع أصحاب المحلات بمحلاتهم لاستقبال المستفيدين من الإطار خلال كامل شهر رمضان.

نوهت الجمعيات المشاركة في توزيع الإفطار وفتح مطاعم الرحمة، بالمساهمة الكبيرة للمواطنين والشباب المتطوع خلال شهر رمضان، إلى جانب مساهمة المحسنين الذين لم يبخلوا عن الجمعيات بالدعم المالي، وتموين المطاعم بمختلف المواد الغذائية والخضر الضرورية لتحضير الوجبات، وهو الموقف الذي أشادت به السلطات المحلية لولاية وهران، التي قامت بدورها في تسهيل عمليات منح التراخيص ونقل الوجبات للمستفيدين عبر قطر ولاية وهران.

كما تمكنت الجمعيات الناشطة في الولاية، من توزيع كميات كبيرة من ملابس العيد لصالح العائلات المعوزة والأطفال اليتامى، والتي تجاوزت بدورها سقف 100 ألف بذلة، كحصيلة أولية لمساهمة الجمعيات والفاعلين والمحسنين، وقد أبان شهر رمضان اندماج عدد كبير من ملاك المساحات التجارية الكبرى المتخصصة في بيع ملابس الأطفال في المبادرات الخيرية، من خلال منح مئات البدلات لصالح المحتاجين، ومنح تخفيضات هامة لصالح الجمعيات والمحسنين ممن أقدموا على التبرع بالبدلات، وشهد شهر رمضان المنقضي تنظيم عدة عمليات تبرع وجمع الدم لصالح المستشفيات المنتشرة في الولاية، التي تبقى بحاجة ماسة للدم، وهي العمليات التي مكنت من جمع نحو 500 كيس دم، إلى جانب عمليات توزيع الأدوية لصالح المرضى، مع دواعم وتجهيزات صيدلانية وشبه طبية.

في المقابل، كانت مديرية النشاط الاجتماعي لولاية وهران قد شاركت في عمليات التضامن، من خلال توزيع قفة رمضان على العائلات المعوزة، مع إدراج قوائم جديدة لسكان مناطق الظل، في الوقت الذي استفادت نحو 76 ألف عائلة من المنحة التضامنية المقدرة بـ10 آلاف دج، ضمن قرار رئيس الجمهورية في سبيل مساعدة العائلات المحتاجة، فيما تواصل المديرية عملها التضامني خلال كامل السنة لصالح العائلات المسجلة، إلى جانب مديرية الشؤون الدينية والأوقاف التي تمكنت من توفير آلاف القفف وتوزيع آلاف بدلات العيد، عن طريق مجلس "سبل الخيرات" الذي فتح بدوره عدة مطاعم للرحمة.