مناطق الظل بتيارت

دواوير وقرى في انتظار الكهرباء والغاز والماء

دواوير وقرى في انتظار الكهرباء والغاز والماء
  • القراءات: 939
 نور الدين خيالي نور الدين خيالي

ناشد سكان دواوير سيدي الصحراوي والعناصر وحاسي الكرمة والمركونة، ببلدية سي عبد الغني، ولاية تيارت، والتي صنفت "مناطق ظل بامتياز"، السلطات المحلية والولائية، التدخل لوضع حد للغبن الذي يلازمهم منذ مدة طويلة، في ظل انعدام ضروريات الحياة بمساكنهم، على غرار الكهرباء والغاز والمياه، مما جعلهم يعيشون في ظلام دامس، ويعتمدون على وسائل بدائية في توفير هذه الضروريات.

تنتظر الدواوير الخمسة التي تقطنها 200 عائلة، انتشالها من الظلام والحرمان، حيث عبروا لـ"المساء"، مؤخرا، عن معاناتهم وغبنهم الكبير الذي يميز يومياتهم، وطال أمده، في انتظار حلم إيصال الكهرباء إلى مساكنهم، للعيش في ظروف ملائمة، حيث تساءل أحد القاطنين عن سبب عدم استفادة المنطقة من الربط بالكهرباء، رغم قرب الأعمدة من المنازل، مؤكدا أنه رجع رفقة الكثيرين إلى مناطقهم الريفية التي هجروها خلال العشرية السوداء، على أمل الاستقرار وخدمة الأرض، لكن لم يساعدهم غياب الضروريات على ذلك، مطالبين السلطات بإيلاء اهتمام كبير لهذا الجانب، والعمل على توفير الكهرباء كشرط أساسي لاستقرارهم.

13 منطقة ظل دون كهرباء بسيدي عبد الغني

أكد مدير الطاقة لولاية تيارت، في رده على انشغالات سكان مناطق الظل ببلدية سي عبد الغني، أن مصالحه أحصت 13 منطقة ظل دون كهرباء ريفية أو فلاحية، وهي تضم 200 عائلة موزعة على خمسة دواوير، مشيرا في هذا الشأن، إلى انطلاق الدراسة المتعلقة بإيصال الكهرباء إلى الدواوير، وسيتم الشروع في عملية ايصال هذه الطاقة إلى البيوت فور الانتهاء من الدراسة.

انعدام شبكة لجلب المياه الصالحة للشرب

مشكل آخر لا يقل أهمية، يعاني منه سكان دواوير سي عبد الغني، يتعلق بانعدام شبكة لجلب المياه الصالحة للشرب لدواويرهم، وما زاد من حدة المشكل، تواجد الدواوير في مواقع مصنفة في المناطق الحمراء، ولا يمكن حفر الآبار بها لجلب المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي جعل السكان يعتمدون على جلبها عن طريق الصهاريج، لكنها مكلفة كثيرا، ناهيك عن التعب الكبير في قطع مسافات للبحث عن صهريج وجرار لجلب هذه المادة الحيوية.

المسالك والطرقات غير مهيأة

معاناة أخرى تعكر صفو حياة قاطني الدواوير التابعة لبلدية سي عبد الغني، تتمثل في اهتراء أجزاء كبيرة من المسالك والطرقات التي تربط الدواوير بالطريق الرئيسي للبلدية، الشيء الذي زاد من عزلتهم بشكل كبير، خاصة في فترة تساقط الأمطار، حيث يستحيل السير أو الالتحاق بالطريق الرئيسي للذهاب إلى مقر البلدية الأم، من أجل قضاء بعض الخدمات.

سكان عين قاسمة يعبرون عن استيائهم

في حين عبر سكان منطقة عين قاسمة التاريخية التابعة إداريا لبلدية ملاكو، والقريبة من مقر الولاية تيارت بنحو 6 كلم، عن تذمرهم واستيائهم الكبرين من غياب التهيئة داخل قريتهم، واهتراء الطرقات والمسالك بها، حيث لم يفوتوا أية فرصة لطرح انشغالهم منذ مدة، لكن لا حياة لمن تنادي، حسب العديد منهم، الذين أكدوا أنهم يتلقون الوعود في كل مرة، لكن يبقى التجسيد معلقا إلى أجل غير مسمى، إضافة إلى غياب الغاز الطبيعي، رغم مرور الشبكة الرئيسية بأمتار على قريتهم، والمطالبة بشبكة الصرف الصحي. علما أن الكثيرين يعتمدون على الحفر الأرضية. كما طرح شباب القرية مشكل غياب الملاعب الجوارية، مطالبين مدير الشباب والرياضة التدخل لزيارة القرية والوقوف على الملعب الجواري، واتخاذ القرار المناسب بشأنه.

قاطنو عين السرب بحاجة ماسة لمتوسطة

يطرح السكان الجانب المتعلق بالمنشآت والهياكل التربوية بإلحاح، على مستوى عدة مناطق الولاية، خاصة المعزولة والمصنفة في خانة مناطق الظل، على شاكلة منطقة عين السرب التابعة لبلدية تاقدمت، حيث يعاني تلاميذ الطور المتوسط، من غياب متوسطة بقريتهم أو ملحقة، مما جعلهم مرغمين على التوجه وقطع مسافات طويلة ذهابا وإيابا إلى مقر البلدية تاقدمت للدراسة، وهذا في حد ذاته مشكل كبير يعاني منه التلاميذ طيلة الموسم الدراسي، مما يتطلب تدخل المصالح المعنية للتفكير في إنجاز متوسطة بالمنطقة، لتخليص التلاميذ من معاناة الذهاب والإياب إلى تاقدمت.

سكان توسنينة لم يستفدوا من التجزئات العقارية منذ 27 سنة

طالب العشرات من سكان بلدية توسنينة، بدائرة السوقر، ولاية تيارت، السلطات المحلية والولائية، بالعمل على تخصيص حصص سكنية من مختلف الصيغ، وقطع من أراضي البناء، لأن بلدية توسنينة، حسب مجموعة من سكانها، لم تستفد من قطع الأراضي المخصصة للبناء منذ 27 سنة، فيما لم يعرف السكن الريفي بالمنطقة أي جديد منذ 2010  والتساهمي منذ 2013، الأمر الذي جعل السكان يقومون في مناسبات عديدة، باحتجاجات للمطالبة بحصص سكنية إضافية وقطع من الأراضي الصالحة للبناء.

600 مليار سنتيم لتحسين واقع مناطق الظل

أكد والي تيارت، محمد أمين درمشي، تخصيص 600 ميار سنتيم للتكفل بانشغالات مناطق الظل بالولاية، إذ تبلغ 615 منطقة ظل، تتوزع على كل البلديات الـ42 للولاية، حيث تم الشروع في عملية إنجاز وتسليم العديد من المشاريع المتعلقة بتحسين الإطار المعيشي لقاطني تلك المناطق، وبلغت إلى حد الآن نسبة 70 بالمائة، على أن يتم إنهاء الجزء المتبقي في السداسي الثاني من السنة الجارية. وتشمل مشاريع الغاز الطبيعي، والمياه الصالحة للشرب، والكهرباء، وتهيئة الطرقات، والنقل، والإطعام المدرسي، وقد أكد رئيس الجهاز التنفيذي الولائي، على ضرورة تحديد الأولويات في إنجاز وتسليم المشاريع الخاصة بمناطق الظل بالولاية.