نريد استنساخ "روراوة"

العربي ونوغي العربي ونوغي

أعلن السيد روراوة، لدى عرضه الحصيلة السنوية للفاف، عن فشل الاتحادية في إنجاح الاحتراف. اعتراف وشجاعة تحسب لهذه الكفاءة البارزة وطنيا ودوليا.

 الحاج روراوة، قدم الكثير لكرة القدم الجزائرية والإفريقية وحتى الدولية، لقد أعطى قوة وشهرة للمنتخب الوطني لم يشهدها منذ منتخب جبهة التحرير الوطني أيام حرب التحرير، وإن كان الظرف السياسي والأبعاد تختلف على ما هي عليه اليوم. 

لقد زرع روراوة حب المنتخب الوطني في قلوب كل الجزائريين حتى أولئك الذين لا علاقة لهم بكرة القدم. ووفر للفريق ميزانية من خارج الدعم المباشر للدولة.

 بل تخلى نهائيا عن الإعانة التي أصبحت ملازمة لغالبية المؤسسات عمومية أو خاصة. السؤال لماذا نجح في إعطاء كل هذا الوهج والشهرة للمنتخب الوطني وفشل في النهوض بكرة القدم ونواديها عموما؟!  

الحاج هو رئيس الفدرالية الجزائرية لكرة القدم، وليس مسؤولا عن المنتخب فقط. 

من الظلم في حق الرجل الذي يستحق منا جميعا الإشادة والتنويه والدعم أيضا، أن نقول بأن لا شيء تحقق خارج المنتخب الوطني، ونوادينا حصدت عديد التتويجات والبطولات والانتصارات. 

هذه الايجابيات وهي عديدة لا تحجب بالتأكيد نقائص كثيرة أخرى، لذلك أكاد أقول إننا بحاجة إلى عدة "روراوة" حتى لا أقول القيام باستنساخ لهذا الرجل بغرض تعميم النجاح. فنحن بحاجة ماسة إلى آلاف روراوة في عديد القطاعات. 

وهم موجودون، يكفي إعطاؤهم فرصة البروز وتولي المسؤولية. إذن الفشل في الاحتراف ناجم عن أنه ليس على رأس كل ناد في بطولتنا الوطنية لكرة القدم أواليد أو الطائرة أو السلة "روراوة"، إخراج النوادي من أزماتها و"تخلفها" وسوء تسييرها يبدأ بتحريرها من قبضة "الشكارة" والسماسرة.

كارثة أن يباع لاعبو كرة القدم كما تباع السلع في أسواق الجملة وأسواق الكباش والثيران أيام الأعياد.