مساء الخير..

  • القراءات: 859
بلسان: جمال لعلامي بلسان: جمال لعلامي

أردت أن أبدأ كتاباتي في "بيتي الجديد"، بهذه الكلمات المتناثرة، بعمود بعنوان "مساء الخير".. فبالخير تبنى الأوطان، ويُكرم الإنسان، وتتبدّد الأوهان، وأعتقد جازما، بأن الخير هو حاضنة النوايا الحسنة والصادقة وسقف الوفاء والإخلاص وطريق النجاح والفلاح.

"مساء الخير"، لكلّ القرّاء، الذين كانوا ومازالوا وسيبقون رأس مال "المساء"..هذه القلعة العريقة التي مرّ بها عمالقة ومخضرمون من الجيل الذهبي، ومهنيون ومحترفون ومبدعون من "جيل جديد"، هم في الأصل أشبال من هؤلاء الأسود.

"مساء الخير"، لجميع المؤسّسين والسابقين.."مساء الخير"، لكلّ اللاحقين من المثابرين والمجتهدين والصدّيقين.. دون أن ننسى الترحّم على أرواح الراحلين إلى الحياة الباقية، رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته، وطبعا هناك من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

"مساء الخير".. لكلّ شركاء الجريدة وأصدقائها والمتعاملين معها ومختلف الهيئات والإدارات والمؤسسات.."مساء الخير" لجميع زملاء مهنة المتاعب، ولكلّ المهنّئين والمشجعين والداعمين ولو بكلمة طيبة تفتح الشهية لاختراع الأفضل والأنسب والأصلح بما يحقّق الاعتزاز والافتخار، وطبعا ما خاب من استشار، وما ندم من استخار.

"المساء"، هي في البداية والنهاية، "إرث"، و"وقف" لا يُباع ولا يُشترى، و"أمانة" و"مصدر رزق حلال".. هي البيت الآمن الذي يجمع كلّ أبنائه، الأوّلين والآخرين، باختلاف مناصبهم ومراتبهم وأسمائهم، بما يحتّم عليهم تأمينه والذود عنه، بالتفاني في العمل والالتزام، والإرادة الفلاذية في التغيير نحو الأحسن، وبالاحترام والثقة والصبر والعقل والحكمة والحوار والسماع للآخر.

"الجزائر الجديدة" قد تقتضي أيضا عقليات جديدة، وأفكارا متجدّدة.. تتطلب مبادرات ومقترحات ومفاتيح أصلية ورؤية هادفة، وفي ذلك، فليتنافس المتنافسون، وطبعا، لن تـُفسد الاستعانة بالخبراء والحكماء والعقلاء للودّ قضية.

قد نكون، بحاجة إلى "مساء جديد"، يربط بين أمجاد الماضي وتضحيات الحاضر وطموحات المستقبل.."مساء جديد" لا يتنكّر لأبنائه البررة، من هؤلاء وأولئك.."مساء جديد" يطوّره ويحافظ عليه كلّ فرد من أفراده، في مختلف المواقع والمهام المسندة لصناعة جريدة محترمة، فهم بلا شكّ، كأسنان المشط، وكالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.

"المساء" مساؤنا جميعا، سنحاول إن شاء الله، كلّ في ما يُسّر له، أن ندفعه إلى الأمام، بالمهنية والاحترافية والمصداقية والنزاهة والأخبار الحقيقية، وبالتكيّف مع مستجدات ومتغيّرات الإعلام في العالم، وكذلك، وهذا الأهمّ، التقرّب أكثر من المواطن، خاصة عبر مناطق الظلّ، والربوات المنسية، بعيدا عن منطق الإثارة العشوائية والتهويل والإشاعة والبلبلة والترويع وصبّ البنزين على النار.

"المساء" هي جزء لا يتجزأ من إعلام وطني نزيه، سجّل التاريخ تضحياته وروائعه ومسيرته الخالدة بأحرف من ذهب، وكذا وقوفه إلى جانب بلده في السراء والضراء..وإن كان لا ينتظر جزاء ولا شكورا، لأن هذه المهمة هي واجب مقدّس وليس "مزيّة"، خاصة عندما يتعلق الأمر بسيادة الجزائر واستقلالها، بأمنها واستقرارها، بكبريائها وحرية قرارها وكرامة مواطنيها، وبقدسية ثورتها وحماية مؤسساتها ورموزها.

"مساء الخير".. اليوم وغدا، ودمتم على خير.