قد نتمنى أن نصبح تايوان

العربي ونوغي العربي ونوغي

الجزائريون إذا أرادوا أن يقللوا من نوعية وجودة أي منتوج أو بضاعة يقولون:

"سلعة تايوان”!؟ ولا أحد فهم أو تساءل لماذا تايوان بالذات؟! إذا كان المعنى (وهو المقصود) رداءة النوعية فهذا ليس حصرا على منتوجات وسلعة هذا البلد دون غيره. كثير من إنتاجنا نحن الجزائريين أيضا رديئ بما في ذلك الإنتاج السياسي والفكري والإعلامي والثقافي... 

ما يجهله الذين مازالوا ينسبون كل سلعة رديئة إلى تايوان، أنهم مخطئون. يؤكد الباحثون والخبراء أن تايوان خرجت من دائرة “التخلف”، وسجلت نموا ملفتا للنظر ومثيرا للإعجاب، ويتوقعون أن تصبح القوة الاقتصادية الثانية أو الثالثة في الصناعة الإلكترونية مع حلول عام 2025، وأقصى تقدير في عام 2030، وتحديدا في نوعية الحواسيب والهواتف الذكية؛ إذ يتوقعون أن تنتج أجهزة إلكترونية أكثر تطورا في السنوات القادمة.

كنا أيضا نضرب أمثلة وتشبيهات سيئة عن الفقر والمجاعة بإثيوبيا، بل نشبّه، من باب المزاح، كل نحيل الجسم بإثيوبي؛ كناية على الجوع. لكن إثيوبيا اليوم أصبحت القوة الاقتصادية الإفريقية السادسة. وحقق هذا البلد الصديق نسبة نمو غير مسبوقة في بلدان إفريقية عديدة، بما في ذلك بلادنا. 

أردت أن أقول: إنني أخشى أن يأتي يوم نصبح نحن وإنتاجنا وسلعنا “نكتة”!؟ إنهم يتقدمون.. يتقدمون ويتطورون.. يتطورون. قد يأتي يوم  نتمنى أن نصبح فيه تايوان. علينا أن نفهم ذلك حتى لا ينطبق علينا المثل الشعبي: “رقد وفاق وجد نفسه في الزقاق”، والحديث قياس.