"عمي موح مطالب بغلق باب دارو"

العربي ونوغي العربي ونوغي

استوقفني أمس تصريح لسيدة الأعمال حاج جيلالي التي عبرت عن موقف واضح. السيدة سميرة قالت: "نعم لسوق اقتصادية مفتوحة للجميع بمن في ذلك الأجانب. طبعا وفق ما تنص عليه القوانين والتشريعات، لكن على هؤلاء أن يقدموا إضافة أوقيمة مضافة وليس أن يغرفوا ثم ينصرفون. 

للأسف أن هذه "العقلية" استنبطها الأجانب من سلوكاتنا نحن الجزائريين أنفسنا. لقد تفشى منطق غريب في تصرفاتنا وتعاملاتنا وأعمالنا ومطالبنا. الجميع يطالب بما يعتبره حقا. لكن لا أحد يتحدث عن واجبه ؟!. بل لم تعد الواجبات تقترن أصلا بالحقوق. 

إن منطق الدولة المانحة للأرزاق تجذر في رؤوس وفي سلوكات الجميع. لا أحد يريد بذل جهد. أو أن يعمل من أجل خبز ورزق "نظيف" أو كما يقول المثل الشعبي "بعرق الجبين". الكثيرون (بمن في ذلك المستثمرون) يتعاملون مع الدولة ومؤسساتها بما يشبه "دار عمي موح ... " ؟!. 

صحيح أن الدولة رؤوفة بمواطنيها وصاحبة فضل عليهم من باب المسؤولية. لكن "اجتماعيتها" المفرطة عوّدت الناس جميعا على الكسل والخمول والاتكال وعقلية الانتظار ؟!. وهذا ما جعل حتى الأجانب «يطمعون" في الاستفادة مما تغدقه الدولة من خيرات وامتيازات مجانية. 

أن يغرفوا ويأكلون ثم ينصرفون. أحيانا كثيرة دون أدنى شكر. هذا ما دفع سيدة الأعمال حاج جيلالي من باب غيرة وطنية أن تطلق صرختها وتدعو إلى ضرورة تغليب منطق "خذ وهات" أي تبادل المنفعة بتوازن ما بين الواجبات والحقوق. "عمي موح مطالب بغلق باب دارو". الجزائر دخلت مرحلة ما بعد البترول. وهذه المرحلة تستدعي وجوبا تغيير الذهنيات والسلوكات وتغليب منطق الاعتماد على النفس.