عليهم تحمل تبعات ذلك لاحقا..

العربي ونوغي العربي ونوغي

الرئيس الأمريكي أكد من قبل أنه لن يرسل قوات عسكرية إلى سوريا أو ليبيا، لكن بعد 48 ساعة فقط من هذا التصريح، تراجع أوباما وأبدى استعداده لإرسال قوات عسكرية إلى سوريا وربما لاحقا إلى ليبيا إذا لم ينه الليبيون خلافاتهم المسلحة. سيتم التدخل باسم حماية الأمن والسلم العالميين.  

الرئيس التونسي أيضا كان أعلن معارضته لأي تدخل عسكري في ليبيا، لكنه عاد وتراجع أمس معلنا أن تدخلا عسكريا في ليبيا هو الحل لإنهاء جماعات وفلول الإرهاب المتدفق والتي تشكل خطرا على بلاده. وقد يتراجع أيضا ويسمح بإقامة قواعد عسكرية لحماية تونس من زحف الإرهاب ودواعش ليبيا. 

وهكذا فعلت دول الساحل التي اجتمعت وقررت إقامة  حلف عسكري ميداني لمكافحة الإرهاب في المنطقة وفي غياب الجزائر.

ليس كفرا تغيير المواقف السياسية، فهي مرتبطة أصلا بمصلحة وحسابات كل طرف. لقد كان تشرشل يقول "ليس لبريطانيا أصدقاء دائمين. بل لبريطانيا مصالح ثابتة". 

لكن تغيير المواقف لا يعني التعارض أوالقفز على المبادئ . لكن المؤسف أن الكثيرين لم يعودوا يلتزمون بهذا، بل أصبحت المبادئ آخر ما يفكر فيه البعض. قد نتفهم ظروف ومصالح كل طرف، لكننا أيضا يجب على كل طرف تحمل عواقب ما سيسفر عن ذلك لأن المؤكد أن المواقف التي تتخذ بطريقة غير محسوبة أو متسرعة تكون غير محمودة العواقب، حتى لا أقول كارثية.

لأوباما ولغير أوباما استنتاجات ودروس وحكم من اجتياح العراق ثم سوريا وتقسيم السودان ثم اليمن... إن ما تدفعه أوروبا اليوم من انتشار للإرهاب وتدفق للمهاجرين كان نتيجة حتمية لسياسات أخطأت التقدير وتسرعت في اتخاذ حلول غير مدروسة، لذلك إن الذين غيّروا مواقفهم مطالبون بتحمل تبعات ذلك لاحقا.