عطلة نهاية الأسبوع: متى ننهي الشعبوية ؟!

العربي ونوغي العربي ونوغي

شيء مفرح أن يتزايد الاهتمام والحديث عن مرحلة ما بعد البترول. وأن الاعتماد على إمكانياتنا هو الحل. وأن رفع الإنتاج لتحقيق الاكتفاء الذاتي لا مفر منه. وأن البحث عن تنويع الاقتصاد والمداخيل أمر لا مفر منه أيضا. وجميل أن نسمع وزير التجارة أمس الأول يقول إنه رغم العراقيل البنكية والذهنيات التي لم تفهم بعد أننا مجبرين على تغيير ما بأنفسنا. فقد تمكنا من تصدير ما قيمته 240 مليون دولار من مواد غير مرتبطة بالمحروقات وهذا خلال الشهرين الأخيرين فقط. رغم أن هذا المبلغ على أهميته وعلى الخصوص في ظروفنا الحالية بالذات لا يكاد يذكر مقارنة مع ما تصدره دول عديدة ليست من أثرياء الشعوب من سلع ومنتوجات تدر عليها ملايير الدولارات وليس بضع الملايين فقط كما هو حالنا. لكن أن نبدأ خير من أن لا نبدأ. و240 مليون دولار خير من لا شيء كما يقول العارفون بظروف التصدير.

ومشجع أن يحدد المصدرون في لقائهم أمس الأول العراقيل التي يجب رفعها إذا رغبنا في رفع التصدير وإنجاح مرحلة ما بعد البترول، والتي حصروها في البنوك والنقل والموانئ والجمارك والضرائب على العموم.

لكن في اعتقادنا أن الشجاعة السياسية والاقتصادية توقفت في منتصف الطريق. ولم تذهب أكثر نحو طرح سبب آخر رئيسي هو أيضا بل جوهري. إني أقصد عطلة نهاية الأسبوع. نحن مجبرون عاجلا أم عاجلا أن نخضع للدورة الاقتصادية العالمية. ونسير وفق التعاملات والمعايير الدولية للتجارة والتصدير والتسويق. أي أن نكيف عطلة نهاية الأسبوع مع ما هو معمول به ومطبق في العالم الاقتصادي. علينا في هذا المجال تحديدا أن نتبع "ملتهم". لأننا نحن الذين بحاجة إليهم. ليس من المنطق أن نشحن باخرة يوم الخميس. ثم علينا انتظار الجمعة والسبت اللذان هما يومان يصادفان عطلة نهاية الأسبوع عندنا. ثم الأحد الذي هو عطلة نهاية الأسبوع عندهم. هذا دون اعتبار أن غالبية الجزائريين يسقطون يوم الخميس ويعتبرونه أيضا عطلة. لذلك لم يبق أمام المصدرين والمتعاملين الاقتصاديين سوى ثلاثة أيام للتجارة. بل للعمل. طبعا إذا لم يصادف ذلك عطلة دينية أو وطنية عندنا وهي كثيرة أيضا في بلادنا. 

أقول نحن بحاجة ومجبرين أن نختار بوضوح بين "الشعبوية" وما يترتب عنها من خسائر بالملايير. ومستلزمات الاقتصاد وضرورياته. لذلك إن اعتماد منتصف السبت ويوم الأحد على غرار شعوب العالم هو الحل وإن لم يعجب أو أغضب البعض. الذين يتذرعون بيوم الجمعة. مع أنه يكفي منح المصلين والمتعبدين ساعتين لأداء صلاة الجمعة التي تعني الأغلبية وليس أولئك الذين يتحججون لعدم العمل فقط  أليس العمل أيضا عبادة ؟.