عام جديد لجزائر جديدة

بقلم: جمال لعلامي بقلم: جمال لعلامي

لا يُمكن للجزائريين إلاّ أن يستفيدوا من "الوجع" الذي حمله القضاء والقدر في 2020، ليس لهم فقط، ولكن لكلّ العالم، ولسان حالهم يردّد بلا تردّد: اللهم لا نسألك ردّ القضاء وإنما نسألك اللطف فيه.

لقد قالها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون: "الحمد لله على العافية بعد الإبتلاء".. وها هو الرئيس يعود سالما غانما معافى إلى شعبه ووطنه، من أجل استكمال مهمة بناء جزائر جديدة حلم بها الشهداء الأبرار بالأمس، ويحلم بها اليوم كلّ الجزائريين الأخيار والأحرار.

وداعا لعام 2020.. عام كان للتحدّي والتصدّي.. عام ميلاد أساسات الجزائر الجديدة، وعودة اللحمة والثقة المفقودتين بين الشعب والدولة، وقد أعاد الرئيس "الفخامة" لصاحب السيادة في اختيار ممثليه بكلّ حريّة ونزاهة وبلا وساطة أو أبوية مثلما كان سائدا في العهد البائد، وكانت البداية بأول رئاسيات تحقق الإجماع حول شفافيتها.

وداعا لعام سمّاه العالم بـ"عام كورونا".. عام أعلنت فيه الجزائر الحرب على فيروس أعمى لم يفرّق بين صغير وكبير، ولا بين غفير ووزير، لكن الجزائريين التحموا وتضامنوا في هبّة ليست بغريبة عن أمّة تصبح أكثر قوّة وصلابة في عزّ المحن والأزمات.

مثلما كانت 2020 للمّ شملهم ووحدتهم من أجل الخروج من الإبتلاء وهزيمة الوباء وتجاوز البلاء، يستبشر الجزائريون خيرا بالعام الجديد 2021، الذي يرونه بادرة وبوّابة لتحقيق حلمهم الجميل في بناء جزائر جديدة تؤسّس لعقليات جديدة، وتنهي عهد الذهنيات البائدة وتضع حدّا لأمراض "أفسدة" الأفكار، وتكرّس العدل والمساواة وفق منهج التغيير الجذري والشامل.

أهلا وسهلا بعام 2021، الذي سيكون للإصلاحات الهادفة التي بدأها الرئيس تبون، منذ سنة كاملة.. إصلاحات ستعيد الحقوق والاعتبار للمواطنين الذين سعدوا بالعودة الميمونة لرئيسهم بعد رحلة علاج، وقد تبدّد القلق وزاغت الإشاعات المغرضة، وخرس صنّاع البلبلة والدعايات والأراجيف من وراء البحار والمحيطات.

بناء الدولة سيكتمل في 2021، بإذن الله، ومثلما يترجاه جميع الجزائريين الشرفاء وفق ثوابت بيان أول نوفمبر، وحسب مضمون الدستور الجديد الذي تضمّن أركانات التغيير الذي سيتواصل بتجديد الهياكل والمؤسسات المنتخبة في القمّة والقاعدة بما يرضاه الشعب، ويجسّد الإرادة الشعبية التي أصبحت محمية ومحترمة بقوّة القانون.

سيكون 2021، أحسن بكثير، إن شاء الله، ولن يتحقّق ذلك إلاّ بتكاتف الجهود ووضع اليد في اليد، والإرادة المشتركة والنوايا الحسنة والاخلاص والوفاء، والولاء لوطن ظل شامخا وسيظلّ إلى أبد الآبدين.

2021 مثله مثل 2020، سيكون كذلك عاما لتسجيل البطولات والحفاظ على الثوابت والمقدّسات.."مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"..مع قضايا التحرّر.. مع تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.. مع حلّ النزاعات بالطرق السلمية.. مع وقف الحروب والاقتتال في ليبيا ومالي وسوريا واليمن وغيرها من البلدان التي كانت آمنة سالمة.

وداعا 2020.. ومرحبا بعام 2021 الذي سيكون جزائريا بامتياز.. عام للتآزر والتكاتف والتضامن والدفاع عن أرض مسقية بدماء مليون ونصف المليون شهيد، تحرسها عيون لا تنام لجيش وطني شعبي لا ييأس ولا يخنع ولا يتعب، في الذود عن الوطن وحماية الحدود، ومكافحة الإرهاب وعصابات التهريب والمخدرات والإجرام.

كلّ عام ونحن وأنتم والجزائر بمليون مليار خير.