زيارة واتارا: يجب أن تنجح

العربي ونوغي العربي ونوغي

زيارة رئيس كوت ديفوار السيد واتارا إلى الجزائر ليست عادية بكل المقاييس الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية. هي منطلق تحول دبلوماسي كبير في علاقات البلدين . كوت ديفوار قبل واتارا كانت تبني مواقفها في اتجاه آخر. ومع أطراف أخرى. عملت كل ما في وسعها على أن لا يحدث أي تقارب بين الجزائر وكوت ديفوار. يقال إنه حتى بالنسبة لهذه الزيارة التي بدأت أمس، إلى بلادنا لم تخل من محاولات تشويش . لذلك قلنا بأنها زيارة غير عادية لأنها خرجت من "التطويق". أولا يجب أن نعلم أن كوت ديفوار هي "قوة" دبلوماسية واقتصادية في إفريقيا الغربية. وهي تقود ما لا يقل عن سبع دول في حلف غير معلن في تنظيم سياسي صريح. لكن كل تلك الدول "تسير" في فلك كوت ديفوار. وتعتبر امتدادالهذه الدولة الكبيرة بزعيمها الراحل هوفوات بوانيي. والثرية بثرواتها المنجمية والطبيعية وبشعبها المثقّف. فهو يحتل مكانة متقدمة بين الشعوب المدمنة على القراءة والمطالعة. 

إقدام الجزائر على دعوة واستضافة الرئيس الإيفواري (الزيارة الأولى من نوعها) يجب أن تحظى بعناية خاصة واهتمام أبرز. لأن الجزائر ببساطة ظلّت شبه "مغيّبة " في إفريقيا الغربية على أهمية هذه المنطقة الإستراتيجية. فتور هذه العلاقات كان أيضا سببا في تباعد مواقف البلدين بشأن عديد القضايا الإقليمية والدولية حتى لا أقول التقاطع التام. وهو ما فوّت فرصا كثيرة على البلدين في جميع المجالات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية... السوق الجزائرية تتوفر على فضاءات واسعة لصادرات كوت ديفوارية. والجزائر فوتت على نفسها فرصا كثيرة لتصدير منتوجاته . لذلك يجب أن تكون زيارة واتارا منطلقا لشراكة تقوم على طي صفحة الماضي والتوق إلى إقامة شراكة تستدرك ما فات. مع الملاحظة أنّني لم أتحدث عن الصحراء الغربية (.....) والحديث قياس.