رصيد لا ينضب

❊ المساء ❊ المساء

المحنة التي تمر بها الجزائر على غرار باقي دول العالم وبدرجات متفاوتة أثارت قيم التضامن عند أبناء هذا الشعب الذي أثبت دائما حاسته الاجتماعية القوية عندما يتعلق الأمر بالتصدي للأزمات وعلى رأسها الكوارث الطبيعية والوبائية كما نعيشه اليوم.

وبغض النظر عن الأقلية الشاذة والتي لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات التي تتخذ من مبدأ "مصائب قوم عند قوم فوائد" شعارا لحياتها ووسيلة للكسب السريع على حساب صحة الناس وجيوبهم، هو الشعب الجزائري في سواده الأعظم يهب إلى التضامن والمساعدة والإيثار كل بما استطاع سواء بالمال أو بالجهد أو بإبداء التعاطف والتعبير عن المواساة وذلك أضعف الإيمان.

فهاهي حملات التطوع لجمع التبرعات من أموال ومواد غذائية وأدوات وقاية من فيروس كورونا تعم ربوع الوطن والتي انطلقت قوية فعالة مباشرة بعد فرض الحجر الصحي الشامل على سكان ولاية البليدة، لتمتد إلى باقي المناطق والولايات التي مستها إجراءات الحجر الصحي الجزئي.

وأوجه التضامن في مثل هذه الحالة بالذات كثيرة ومتفاوتة تبدأ شخصية بفرض المرء على نفسه عزلا إراديا حتى لا يؤذي غيره، وعائليا عندما يكرس الوالدان نفسيهما لحماية الأبناء من هذا الوباء الفتاك، ثم جماعية بالالتزام بالإجراءات الصحية والتزام البيوت، وتنتهي بالتصدي للوباء بالتحسيس والتوعية، حيث تشارك مختلف الجمعيات والهيئات في المجهود الذي تبذله الدولة على مختلف المستويات، ويكمل العمل الجبار الذي تقوم به الأطقم الطبية، والحماية المدنية وجميع أسلاك الأمن المجندة للعبور بالبلاد إلى بر السلامة من هذا الوباء وتجاوز انعكاساته.

إن هذه الروح التضامنة الراسخة في وجدان الشعب الجزائري كفيلة بتحقيق المعجزات من أجل رفاه الشعب وانعاش الاقتصاد وكسر كل ما من شأنه أن يحول دون تحقيق تطلعات الأجيال إلى جزائر مزدهرة وهي تتميز بهذا الحس السامي من الإيثار والتكافل الاجتماعي الذي يعطيها مناعة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية...