رسالة فوق الماء إلى إيرو

العربي ونوغي العربي ونوغي

سلال لم يحرج ضيفه الفرنسي كثيرا بملف الصحراء الغربية، لكنه أيضا لم يفته أن يذكره بأن شعار السلم العالمي يجب أن يشمل كل شعوب العالم وأن الاستقلال والتحرر يعني أيضا الصحراويين وأن موقف الجزائر مبني على أن الحرية وحقوق الإنسان كل لا يتجزأ، و لا معنى لحرية بالميزان والمفاضلة أو التحيز، تماما كالمبادئ والمواقف، فإما أن نساند ونتبنى حرية الشعوب وحرية التعبير والحق في التحرر كلية دون تجزئة وتطبيقها على جميع الناس والشعوب سواسية، أو لا نرفع شعارات نتغنى بها في الظاهر وفوق المنابر ثم نقصي بعض الشعوب والأطراف لأن مساندتهم قد تكلفنا خسارة مصالح ومشاريع وحسابات سياسية..

 فالس ومن خلاله فرنسا كانت في غاية الحرج حين أثار سلال قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وكذلك فعل وزير الخارجية لعمامرة حين كان أكثر مباشرة في مخاطبة ضيفه ونظيره الفرنسي إيرو لما طالبه بموقف واضح من ملف الصحراء الغربية الذي دخل 40 سنة من التداول والنضال ولم يكن كافيا لفرنسا لاتخاذ قرار واضح وموقف صريح !؟. 

خرج علينا أمس الأول وزير خارجية فرنسا من اليابان "ليعطينا دروسا" في حرية الصحافة والتعبير وما يجب فعله وما لا يجب فعله في منح الفيزا لوسائل إعلام فرنسية؟!. هل نقبل نصيحة دبلوماسي لم تحركه أو تهزه معاناة شعب بأسره وصرخته ضد الاحتلال والقمع والتعذيب وسلب الحريات طوال أكثر من 40 سنة وتحركه جريدة أساءت لنفسها ولحرية التعبير والصحافة وللاحترافية بتلفيق صورة في موضوع لا علاقة له بها ؟!. 

كان حري بإيرو أولا أن ينتقد ويدين تصرف الجريدة وليس البكاء على حرية الصحافة والتعبير. كان عليه أن يجرؤ في اتخاذ موقف سيخلده في التاريخ أن يعترف بحق الصحراويين في تقرير مصيرهم. نقول ذلك ونحن ندرك تمام الإدراك بأن قرارا كهذا لا يمكنه أن يصدره إيرو أو يتخذه فالس. القرار بيد الصحراويين أنفسهم وهم المدعمون من طرف دول وبرلمانات عالمية وشعوب تتزايد كل يوم. جميع هؤلاء يؤمنون أن الحرية كل لا يتجزأ ولا يباع بالميزان حسب المصالح والصفقات.