رئيس .. جنرالان .. ووزير؟!

العربي ونوغي العربي ونوغي

ذكر الجنرال نزار في حوار نشر أمس، أن جنرالين ووزير سابق هم من كتبوا رسالة استقالة الرئيس الشاذلي. (دون تكذيب الجنرال، فإن ما أعرفه عن هذا الوزير أنه كان  مثقفا وديموقراطيا حتى النخاع، وأعرف بحكم معاشرته وكونه كان صديقي أنه كان مع رئاسيات مسبقة يومئذ ولم يكن مع إبعاد الشاذلي بتلك الطريقة المهينة، فكيف يشارك في كتابة رسالة الإستقالة أصلا؟!). لكن نزار يذكر أن هؤلاء الثلاثة هم من كتبوا استقالة الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد؟. وقدموها له مكتوبة ليقرأها للشعب مباشرة على التلفزيون ولست أفهم من تصريح بهذا الشكل سوى أن المغفور له نفذ أمرا عسكريا وليس مهما بعد ذلك معرفة إن كان رغبة منه أم مكرها أخاك لا بطل الذي أعرفه أن الشاذلي منتخب من طرف الشعب، ومن ثمة يفترض أن الشعب وحده هو الذي بيده أمر ومصير من إنتخبهم، ثم لماذا كان من طيب الله ثراه يتحدث باسم الشعب، إذا كان لا يستطيع حتى كتابة استقالته بنفسه؟. الآن أدركت ما كان يعنيه الرئيس بوتفليقة حين استنجدوا به عام 1999 لإخراج البلإد من أزمتها، حين قال .."لا أريد أن أكون ثلاثة أرباع الرئيس، أريد أن أكون رئيسا كامل الصلاحيات، ثم جدد له الشعب أربع عهدات ليضعه في رتبة "رئيس ونص" كما يقول المثل الشعبي.

تصريح الجنرال نزار يؤرخ في حقيقة الأمر لمرحلة صنع الرؤساء، أو الحكم من وراء ستار. الرئيس فيه ليس أكثر من صورة ومظاهر و"أبهة". هكذا كان يتم اختيار الوزراء والولاة والمسؤولين في مختلف درجات المسؤولية! طبعا نحن واعون ونفصل بين الاختيار كاختيار وبين التحقيقات البعدية (أي بعد التعيين ) للمصالح المختصة، أي على ضوء ترشيح أو اختيار اسم أو مسؤول ما لمنصب ما من طرف هيئة مدنية أو حتى من طرف الشعب نفسه، هذا أمر معمول به في كل بقاع الدنيا. أنا أتحدث عن فرض مسؤول ما في مسؤولية ما، كم من وزراء فرضوا؟ وكم من مسؤولين فرضوا؟ وكم من أميار ومنتخبين فرضوا، ألم يقل مير سابق في عين مليلة بأن "الكلاش" هي التي وضعتني ولا علاقة لي بالشعب حتى يحاسبني؟!. أريد أن أتوقف هنا ولا أريد أن أتيه في خلفيات وأسباب ومبررات ذلكم  الاختيار لأن نتيجة هذا التلاعب والتداخل مرتسمة أمام الجميع  وكوارثها يدفع ثمنها الجميع، وإن كانت المسؤولية في الأصل،  المفروض أن يتحملها الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الجميع دون إذن أو ترخيص أو بتوكيل من الشعب.

لذلك يجب أن ندرك ما كان يعنيه بوتفليقة حين التزم شعبيا وعلانية عام 1999 أنه لن يقبل بأن يكون ثلاثة أرباع الرئيس. الذين أخطأوا حساباتهم، وإن كانوا في الحقيقة قد عودونا على أخطائهم المتكررة سياسيا طبعا، ينطبق عليهم المثل الشعبي "طاحو في مول الفول"، لذلك يكفيهم كتابة مذكراتهم حتى تكون فرصة لتفادي كل أخطاء الماضي مستقبلا، الجزائر تغيرت، فعليهم أن يتجدّدوا أو يتبدّدوا.