ثلاث سنوات عن رحيل امرأة لم تكن ككل النساء

العربي ونوغي العربي ونوغي

في 4 ماي 1979، ولأول مرة ينتخب مجلس العموم البريطاني المحافظة (السيدة تاتشر) لتولي الوزارة الأولى وقيادة الحكومة. رغم أن مجلس العموم يعود تأسيسه إلى ما قبل أكثر من 700 سنة. وكانت المرأة الأولى والأخيرة التي تولت المنصب في بلد الحريات والديمقراطية والانفتاح السياسي والاقتصادي، بل بقيت أطول فترة على رأس الحكومة (استمرت من 4 ماي 1979 إلى 28 نوفمبر 1990). لم يبق أطول منها سوى روبار جانكسون الذي استمر على رأس الحكومة 15 سنة (من 1812 إلى 1827). حين نستثني الدول الاسكندينافية أو ألمانيا وبعض الدول المجاورة الأخرى ... التي أصبحت قيادة النساء لحكوماتها وتولي المسؤوليات الكبرى والرئيسية فيها أمرا عاديا ومألوفا. فإن دولا ومجتمعات أخرى مصنفة في خانة مجتمعات متقدمة ومتحضرة ومتحررة ترفع شعار المساواة والحريات وحقوق النساء... لم "تسمح" لنسائها ببلوغ مسؤوليات قيادية في الحكم. في الولايات المتحدة الأمريكية، لم تبلغ بعد امرأة منصب الرئاسة (مع تمنياتنا أن تحقق كلينتون ذلك). في فرنسا لم تتول امرأة رئاسة الوزراء أوالرئاسة وكذلك في روسيا وإسبانيا واليابان ... 

أن تصل امرأة إلى أعلى درجات الحكم والسلطة لم يعد كفرا في غالبية شعوب العالم بما في ذلك إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لكن ما يجب إدراكه وإبرازه ليس أن تصل سيدة إلى قيادة بلاد أو حكومة أو حزب أو مؤسسة، فهذا من المفترض أن يصبح أمرا عاديا في تطور الشعوب وتحرر النساء في العالم، لكن التركيز يجب أن ينصب ماذا قدمت تلك السيدات لبلادهن؟. في بريطانيا يكاد يحصل إجماع في الرأي العام على أن جزءا كبيرا من تاريخ بريطانيا تتقاسمه أربعة أسماء وشخصيات تجذرت في أذهان البريطانيين جميعا وهي: شكسبيروجانكسون وتشرشل وتاتشر، هؤلاء الأربعة خدموا بلادهم بطريقة مميزة وتركوا بصماتهم من خلال إنجازاتهم المميزة والمختلفة كل في مجاله. ويضيف آخرون من باب الإعجاب، الملكة والأميرة ديانا وساحة "ترافلقا سكوار" وساعة "بيڤ بن" التي اشتق منها البريطانيون حكمتهم الشهيرة: الوقت من ذهب أو مال.