إلى ليبيا عمر المختار ..

العربي ونوغي العربي ونوغي

أشاد مسؤول ليبي أمس الأول دون "مداهنة أو ماكياج" بأن الدعم الجزائري والجهود الدبلوماسية المبذولة لإيجاد حل بين الليبيين هو مسعى صاف وصادق، منبثق عن إحساس أخوي مجرد من كل حسابات. 

وكرر ذات المسؤول خصيصا أن الموقف الجزائري لا يحمل أية حسابات غير الرغبة في إيجاد حل يرضي كل الأطراف الليبية والعمل على إعادة  الاستقرار والأمن إلى ليبيا لأن الجزائر تدرك أكثر من غيرها طبيعة وخطورة ما يحدث في هذا البلد المغاربي، لأنها اكتوت بنار الفتنة التي أشعل فتائلها الذين يأكلون مع الذيب ويبكون مع الراعي. وللأسف هم كثيرون في جامعتنا العربية، لأن تواطؤ الآخرين من الغربيين أو من أصحاب المصالح شيء مألوف حتى لا أقول منتظرا. 

ربما تطلب الأمر بالنسبة لليبيين وقتا طويلا واستلزم رصدا وتحليلا استغرق بالتأكيد جمع كل المواقف الجزائرية منذ بداية الأزمة، بل قبل انطلاقها. وتبين لهم، أي لأشقائنا في ليبيا أننا لم نكن نريد جزاء أو شكورا لأن مواقفنا في مثل هذه القضايا تستند إلى المبادئ، والمبدأ لا يتلون كالحرباء أو يخضع لمنطق البيع والشراء كما يفعل كثيرون في أيامنا هذه على الصعيد الدبلوماسي. مؤسفة الخطابات المزدوجة!؟.

الليبيون أدركوا أخيرا لما انجلى الغبار والضجيج بأن كثيرين كانوا في واقع الأمر يصبون الزيت وأعواد الكبريت حتى يحرق الليبيون بلادهم بأنفسهم. وتستوطن الفتنة الكبرى تماما كما فعلوا في العراق وسوريا واليمن ومن قبل في لبنان ... فكل ذلك التدمير والتخريب هو مشاريع مستقبلية وصفقات بناء وإعادة بناء لاحقا. المستفيدون بالتأكيد لن يكونوا ليبيين. بل من الذين يتباكون اليوم على حقوق الإنسان والديمقراطية. هؤلاء هم الذين ينتظرون نهاية الفتنة والوقود لاقتسام "الكعكة"، تماما كما تفعل الكواسر والوحوش المفترسة حين تسقط الفريسة. المؤكد أن الليبيين أدركوا أخيرا أنهم جميعا كانوا ضحايا مخططات حيكت بعيدا عنهم وضدهم، لكن للأسف نفذت بأيديهم ومن طرفهم.

على أشقائنا أيضا أن يدركوا بأننا لم نكن ندافع عن القذافي فذلك أمر يهم الليبيين وحدهم. ولكن كنا نحذر ونخشى نجاح مخطط الجحيم الذي طبخ خارج حدود ليبيا من أجل نفطها وثرواتها ... تقرير أممي نشر أمس ذكر أن حوالي 40 في المائة من الليبيين بحاجة إلى دعم ومساعدة إنسانية عاجلة!؟. هل كنا قبل الفتنة نصدق خبرا كهذا أن الليبيين بحاجة إلى مساعدة؟!. هم الذين كانوا يصنفون من أغنى شعوب العالم. يغدقون أموالهم وخيراتهم على كل الشعوب الفقيرة. هذا تحديدا ما كانت الجزائر تحذر منه. لكن وسط الضجيج والمغالطات لا أحد كان يسمع النداء. بل بعض أشقائنا تحاملوا وساروا وفق ما كان يخطط له الذين أدخلوا ليبيا في شرنقة الجحيم، وأكثر ما حزّ في أنفسنا نحن الجزائريين هو: كيف تمكن هؤلاء من شعب عمر المختار ولم يسمعوا نداء الصدق الجزائري؟!.