مساء الخير..

  • القراءات: 700
بلسان: جمال لعلامي بلسان: جمال لعلامي

إجراء رئيس الجمهورية لما يشبه "عملية جراحية" على الحكومة، يُنتظر أن يبعث ديناميكية متجدّدة، ودما جديدا في عروق الجهاز التنفيذي، المطالب بتنفيذ برنامج الرئيس، الذي صوّت عليه الجزائريون في رئاسيات 12 ديسمبر بالأغلبية.

الرئيس عبد المجيد تبون، كان قد أكد في آخر اجتماع لمجلس الوزراء، أن النوايا الصادقة لا تكفي للحفاظ على ثقة المواطن إذا لم تكن متبوعة بإنجازات ملموسة في الميدان.

ودعا الرئيس في نفس السياق، أعضاء الطاقم الحكومي، إلى المزيد من الاجتهاد والصرامة في التسيير، وكذا إلى التنسيق والتواصل المباشر مع المواطنين، مشدّدا على أن تلبية حاجيات المواطن في كل الميادين هو محور برنامج الحكومة.

الحكومة "الجديدة"، بوزرائها الأوّلين، والملتحقين، تواجه دون شكّ رهانات وتحديات وأولويات، قد يكون من أبرزها كسب "المعركة الاقتصادية" التي فرضتها تداعيات كورونا، عبر كلّ بلدان العالم، وما تبعها من انهيار في أسعار البترول.

إحراز النصر اقتصاديا، يفرض ربما برأي خبراء ونبهاء، تسييرا عقلانيا، وترشيدا للنفقات، ووقفا للتبذير، وتنسيقا وتعاونا، في مختلف القطاعات والتخصّصات، وهو ما أمر به الرئيس، خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء.

الاقتراب من المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم، والعمل على حلّ مشاكلهم، وزرع بذور الأمل عبر "مناطق الظل" وكلّ الربوات المنسية، هو كذلك البساط الأحمر لإحراز أيّ نجاح في عمل الوزراء، المطالبين كذلك، كلّ في قطاعه، بالمشاركة في "معركة التغيير" وبناء "الجزائر الجديدة"، المشروع الذي طالب ويحلم به الجميع، ويجب أن يبنيه الجميع.

لقد خصّص رئيس الجمهورية ضمن برنامجه وأولوياته وتعهداته، جزءا مهما للجبهة الاجتماعية وتسوية الاختلالات التي أعاقت التنمية والاقتصاد والاستثمار والصناعة والفلاحة والبناء والسكن والتجارة والسياحة والتكوين والاستيراد والتصدير، وغيرها، وكلها طبعا ذات صلة بالحياة المعيشية للمواطنين وقدرتهم الشرائية ومستوى حياتهم.

الحكومة مدعوة إلى إنجاز "الملموس" الذي شدّد عليه الرئيس، وهذا الملموس، يكون بالتطبيق الفعلي والسريع لبرنامج ثري وواعد ومتنوّع، صوّتت عليه الأغلبية المطلقة، وفيه من الإصلاحات والرؤية والاستشراف والتغييرات الجوهرية، التي بوسعها أن تكرّس مشروع الجزائر الجديدة..مشروع وحلم كلّ الجزائريين.

التعديل الحكومي، سيكون برأي متابعين، خطوة جديدة، نحو التغيير السلمي الذي طالب به حراك 22 فيفري، وهو كذلك تكييف لما هو كائن وموجود مع مقتضيات وضروريات ما يجب أن يكون ويوجد، ولن يتحقّق ذلك بكلّ تفاصيله، حتى وإن لم يكن مثاليا، ما لم تتعاون وتتضامن كلّ السواعد، وجميع الخيّرين والطيّبين، والوطنيين والمواطنين، وليس هذا بمعجزة أو تعجيز يكبّل براعة الجزائريين وكفاءتهم في تغيير الأمور بالتي هي أحسن، ونحو الأحسن.