مساء الخير..

  • القراءات: 860
بلسان: جمال لعلامي بلسان: جمال لعلامي

الرئيس الأسبق اليامين زروال قالها بالفمّ المليان: لمست لدى الرئيس عبد المجيد تبون إرادة صادقة وصلبة لبناء الجزائر الجديدة التي حلم بها الشهداء الأبرار وكلّ الجزائريين.

لا يمكن لهؤلاء أو أولئك، أن يشكّكوا أو يخدشوا في "شهادة" المجاهد اليامين زروال.. هذا الرجل الذي يحترمه الجميع، وتكنّ له كلّ الأطراف وافر التقدير والاعتراف.. فقد ترأس البلاد في عزّ أزمة أمنية واقتصادية ومالية، كانت عاصفة، وكادت والعياذ بالله أن تعصف بأركانها واستقرارها، خلال التسعينيات، لولا رحمة الله وإرادة الخيّرين وأدعية الصالحين.

لقد انقطع الرئيس زروال و"قاطع" رئاسة الجمهورية، ومختلف "المآدب" واللقاءات الرئاسية "الفخمة" طوال عشرين سنة كاملة، حيث رحل من مكتبه العام 1999 متوجها مباشرة إلى بيته بباتنة، وهناك التزم عقل وحكمة وتحفّظ رجال الدولة النزهاء، ولم يكن يظهر إلا عندما يزوره مواطنون، فيستقبلهم بكلّ تواضع لتهدئتهم وطمأنتهم بغد أفضل.

لقاء الرئيس عبد المجيد تبون، بالرئيس الأسبق اليامين زروال، وزيارة هذا الأخير إلى مقرّ رئاسة الجمهورية، كانت "سابقة" لا يجب المرور عليها مرور الكرام، أو محاولة إدراجها في خانة الأحداث اليومية، فاللقاء كان تاريخيا، وهو في نظر العقلاء والحكماء، عربونا آخر لمعالم وأسس الجزائر الجديدة.

سبق لرئيس الجمهورية، أن أكد في أول مقابلة إعلامية مع مسؤولي وسائل الإعلام، خلال جانفي الماضي، أنه إذا اقتضى الأمر سينتقل إلى بيت صديقه زروال، في حال لم تسمح الظروف لهذا الأخير بالسفر إلى العاصمة، وها هي الظروف تسمح للرئيس الأسبق بزياره أخيه، في مشاهد كانت استثنائية وبادرة خير.

سلسلة اللقاءات والمشاورات التي باشرها الرئيس تبون منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في استحقاق 12 ديسمبر 2019، وكذا زيارته الخاصة إلى وزير الخارجية الأسبق، الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، في بيته، تعكس الإرادة الصادقة في إنجاح التغيير الذي طالب به حراك 22 فيفري، وتعكس كذلك الخروج من دائرة "قرار الرجل الواحد"، مثلما وعد به رئيس الدولة، وذلك بإشراك واستشارة الشخصيات الوطنية والثورية وقيادات الأحزاب والمنظمات والمجتمع المدني، بما يسهم في تكريس مشروع الجزائر الجديدة.

كلمات الرئيس زروال، كانت مؤثرة ومباشرة، وبلا لفّ ولا دوران.. فيها تطمين واعتراف وتشجيع واستشراف، وبالمقابل، فيها أيضا "ردّ اعتبار" من طرف الرئيس تبون للرئيس الأسبق الذي احترم نفسه فاحترمه الجزائريون بعدما وقف صامدا مثابرا مقاوما في مأساة وطنية لم تغيّره، فظل خالدا في قلوب الجميع.

"شهادة" مثل هذا الرجل "القحّ"، مثلما قالها عنه الرئيس تبون، تقتضي من المشكّكين والمرجّفين والمروّعين و"الخلاطين"، أن يصمتوا، أو ينخرطوا في مسعى البناء الوطني، فالأبواب مفتوحة للجميع دون استثناء، إلاّ لمن أبى واستكبر، أو أراد أن يضع العصا في العجلة، التي ستستمرّ في الدوران، طالما أنها تسير نحو التغيير والتطوير.