في السادسة تهتم لوحدها برعاية والدها المشلول

- 531
يتوقع الكثير من الصغار أنه في سنهم هذا سيحصلون على الرعاية والاهتمام الكامل من والديهم، قبل أن تنقلب الأدوار عندما يكبرون ويكبر أهاليهم فيصبحون المعيل والمساعد، لكن في بعض الأحيان لا يكون هذا الحال دائما، حيث أن الحياة تسير بالبعض في اتجاه غير متوقع وتضطرهم إلى تقديم تضحيات كبيرة.
هذا ما حدث مع الطفلة الصينية جيا جيا التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، والتي أظهرت أنها أقوى وأذكى مما يتوقعه أي شخص في سنها، عندما أخذت على عاتقها رعاية والدها تيان هايتشنغ، 40 عاما، الذي أصيب بالشلل من جهة الصدر إلى القدم بسبب حادث سيارة قبل عامين، ولم يكن هذا الحادث الأليم الأول الذي يفجع الطفلة الصغيرة، فقد عاشت قبله بشهرين ونصف الشهر حادثا أقسى ألما برحيل والدتها وهجرها لبيت الزوجية مع ابنها الأكبر، تاركة الطفلة الصغيرة تحل محلها في رعاية البيت.
الطفلة جيا تحملت كامل المسؤولية لرعاية البيت، وزادت مسؤولياتها بعد الحادث الأليم الذي تعرض لها والدها، والذي جعلها طفلة قوية وذكية، إذ تساعده على التحرك بين زوايا المنزل باستخدام رافعة متحركة محلية الصنع، وتهتم بإطعامه وعلاجه من الندبات والجروح التي يتعرض لها بسبب قلة الحركة.
تبدأ الطفلة يومها مبكرا في السادسة صباحا، فتعمل على دلك عضلات أبيها لمدة ثلاثين دقيقة، ثم تساعده في تنظيف أسنانه وغسل وجهه، قبل أن تشق طريقها إلى المدرسة. وفي فترة غيابها، يعتني جديها المزارعين بوالدها، وعند عودتها تعد له العشاء وتساعده على التجول في المنزل من خلال الرافعة، تحدثت جيا إلى وسائل الإعلام المحلية عن مهامها اليومي، وقالت بأنها تقوم به بكل حب ولا تشعر بالتعب على الإطلاق، بل إنها تساعده أيضا في حلاقة شعره ولحيته.
أنشأ الأب تيان حسابا على تطبيق لبث صور ابنته الصغيرة مباشرة وهي تهتم به وترعاه بشكل يومي، وجذب الحساب 480 ألف متابع.
في حديثه لوسائل الإعلام المحلية، أوضح تيان أن زوجته تخلت عنه بعد زواج دام سبع سنوات، وبعد تعرضه لحادث السيارة، صنع والده رافعة لتسهيل تنقله داخل المنزل ونقله من الفراش إلى الكرسي المتحرك.