ظاهرة الفيضانات وانعكاساتها الاقتصادية

هذا سلوك المواطن.. فأين السلطات؟!

هذا سلوك المواطن.. فأين السلطات؟!
  • القراءات: 3001
 أ.ع / المراسلون أ.ع / المراسلون

أصبحت الفيضانات كابوسا دوريا يتخوف منه المواطنون كل موسم أمطار، خاصة الأمطار الخريفية الأولى وما تسببه من فيضانات بمختلف ولايات الوطن الشرقية منها والغربية، الشمالية والجنوبية، بما في ذلك الجزائر العاصمة.

ولا تقتصر الفيضانات على إلحاق الأضرار بالقاطنين على ضفاف الوديان، بل تمتد إلى الطرق الولائية منها والوطنية وبقلب المدن الكبيرة مثل الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة على سبيل المثال لا الحصر.

يحدث كل هذا والسلطات المحلية نائمة أو عاجرة عن أن تواجه هذا المشكل الموسمي ولا يجد المرء لهذا النوم ولهذا تفسيرا إلا التقصير في أداء الواجب من قبل المسؤولين المحليين وعلى رأسهم المنتخبين الذين توجه إليهم أصابع الاتهام، فيما يسجل من كوارث في مثل هذه الظروف لأنهم لم يعدوا العدة في الوقت المناسب لتفادي هذه الظواهر التي لم تعد تليق بجزائر الألفية الثالثة.

ويصاب الإنسان بالدوران عندما يجد السلطات المحلية تلقي باللائمة على المواطن ـ ولا نبرئه من ذلك ـ في التسبب في الفيضانات برمي النفايات في كل مكان بالشوارع فتسد البالوعات وفي مجاري المياه والأودية فتحول دون جريان مياه الأمطار فتحدث الفيضانات.

وإذا سلمنا أن للمواطن بعض المسؤولية في هذا، فإن كل المسؤولية ستوقع على عاتق السلطات، وفي مقدمتها السلطات المحلية التي لم تستعمل صلاحياتها القانونية في ردع هذه السلوكات السلبية رغم أنها مزودة بمنظومة قانونية صارمة في هذا المجال، وعلى أساسها نجد هيكلة كل بلدية شرطة عمران وشرطة بيئة، وغيرها من المصالح الرقابية على غرار المراقبة وقمع الغش في مجال التجارة.

فما ذنب المواطن إذا كانت مدينة وهران على سبيل المثال بحاجة إلى ٤٠ ألف بالوعة، وما ذنبه إذا أجرت مؤسسات بعض الأشغال على مستوى الطريق ولم تعدها إلى حالتها التي وجدتها عليها، رغم أن القانون يلزمها بذلك والرقابة هنا تعود لسللطات المحلية الغائبة عن مثل هذه القضايا.

وكيف يلام المواطن الذي يرخص له بالبناء على ضفاف الوادي ونحمله مسؤولية الكوارث ولا نلوم السلطات المحلية التي أعطته هذا الحق؟

هذه السلطات كان عليها أن تفكر في الوقاية من أي كارثة ناتجة عن الفيضانات فتوفر السلطات الأرواح والأموال والجهد والوقت لتضعها في خدمة التنمية المحلية التي أصبحت اليوم محرك الاقتصاد الوطني، وتحولت بالتالي الجماعات المحلية من خالق للثروة إلى مهدر لها، بهذه اللامبالاة وبغياب الإحساس بالمسؤولية.  وفي ملف هذا العدد، نجد عينات من الأسباب والتبريرات لحدوث هذه الفيضانات حيث تتبادل المجالس البلدية والولائية تحميل المسؤولية كل للأخرى، وتلقى المسؤولية في نهاية المطاف على المسؤولين المحليين المعينين بعدم توفير الإمكانيات المادية والمالية للتكفل بهذا المشكل المتكرر، الذي لا تؤخذ الإجراءات بشأنه إلا عندما يقع الفأس في الرأس كما يقول المثل الشعبي عندنا، وتصبح الخسارة خسارتين، خسارة يتسبب فيها الفيضان وخسارة تتسبب فيها معالجة مخلفات الفيضان.

 أ.ع


واقع لا يعكس الجهود المبذولة بالبويرة

13 مدينة مهددة بفيضانات الوديان

تعيش معظم بلديات ولاية البويرة على وقع تهديد أمطار الخريف التي لم تجد لها منفذا نحو بالوعات صرف المياه، لتغزو الشوارع والمساكن والمحلات التجارية، وتهديدات متواصلة بفيضان الوديان التي تعبر 13 بلدية بالولاية، باتت مصبات لمياه الصرف، ومفارغ عشوائية يصعب تنقيتها لتكون سببا لفيضانها، يحدث هذا رغم حملات النظافة المتواصلة منذ قرابة 3 سنوات عبر العديد من البلديات خاصة بالمدن الكبرى التي غزتها النفايات، إلى جانب ضخ السلطات العمومية مبالغ ضخمة من أجل إنجاح مخطط تسيير النفايات بالولاية، والتكفل بما يفوق 400 طن من النفايات يوميا.حبست الأمطار الخريفية الطوفانية المتساقطة مؤخرا، أنفاس سكان العديد من بلديات الولاية، التي تعبرها الوديان من عدة اتجاهات، كما هي الحال بالنسبة لمدينة البويرة، الهاشمية، عين العلوي، عين الحجر، عين بسام، بئر غبالون برج أخريص، ديرة، الحجرة الزرقاء، سور الغزلان وعدة مناطق بشرق الولاية؛ كأحنيف وأغبالو، والتي عرفت مؤخرا ارتفاعا في منسوب مياه وديانها التي امتدت إلى المساكن والمحلات، بعد أن غمرت المياه الشوارع والأحياء، وهو ما يهدد بكارثة في ظل انسداد أغلب بالوعات صرف المياه وتراكم النفايات بالوديات التي باتت مفارغ عشوائية لمخلفات البناء والنفايات. يحدث هذا في الوقت الذي استفادت منذ سنوات قليلة 13 منطقة عمرانية بولاية البويرة ضمن برنامج مالي فاق 250 مليار سنتيم، من مشاريع إنجاز قنوات إسمنتية وشبكات تحتية لمياه الأمطار، إضافة إلى تشكيل أحواض لتجميع مياه الأمطار، وتهيئة حواف الوديان المهددة بالفيضان خاصة خلال موسم الخريف بسبب الأمطار الطوفانية، التي عادة ما تغمر مياهها هذه المدن. كما تم بناء حواف الوديان كوادي يسّر، وادي جمعة، وادي ساحل، وادي الحاكمية، وادي بلهماهيم ووادي الدهوس ووادي زيان، في انتظار انتهاء الأشغال الجارية عبر عدة وديان أخرى، منها الوادي الذي يمر بوسط مدينة عين الحجر والعابر لمدينة بئر غبالو، والوادي العابر لحوش وصفان بسور الغزلان ووادي الصوارية وبوخلخال وجنان بالهاشمية، ووديان عديدة تقطع العديد من البلديات وتثير التخوف من فيضانها، مع تطمينات متكررة من طرف الديوان الوطني للتطهير مع كل موسم خريف وشتاء على الرغم من تسجيل عدة خسائر بعد أن تغمر مياه الأمطار في كل مرة شوارع أغلب المدن خاصة عين بسام، البويرة وسور الغزلان، والتي ترتفع فيها نداءات سكانها؛ طلبا للتدخل في أقرب وقت ممكن خاصة مع اقتراب حلول فصل الشتاء.

ع. ف. الزهراء


تحسبا للحد من أخطار الفيضانات

استنفار المصالح المعنية بالشلف

شهدت ولاية الشلف مع بداية أمطار الخريف، عملية تنظيف كبيرة وحملات تطوعية، مست العديد من النقاط السوداء من الأحياء والشوارع وكذا الأزقة، بإشراف من السلطات الولائية، وبمشاركة مختلف القطاعات؛ حيث سُخر لهذه العملية ذات البعد الوطني، إمكانيات مادية وبشرية كبيرة.

شملت هذه العملية التي أُشرك فيها مختلف شرائج المجتمع، تنقية البالوعات، قنوات الصرف الصحي، المجاري والأودية مع رفع أكوام من النفايات المختلفة، التي من شأنها أن تساهم كثيرا في الحد من أخطار الفيضانات خلال تساقط الأمطار.

ومن جهتها انطلقت مصالح الديوان الوطني للتطهير بالشلف ككل سنة، في برنامج وقائي استعجالي انطلق منذ شهر أوت، حيث يعتمد البرنامج، حسب الساهرين عليه، على تنقية البالوعات وقنوات الصرف الصحي على مستوى البلديات التي يسيّرها الديوان الوطني للتطهير، والمقدر عددها بـ 27 بلدية من بين 35 بلدية بولاية الشلف، فيما يتوفر الديوان على 6 مراكز تابعة للوحدة؛ مركز الشلف، وادي الفضة، بوقادير، تنس وأولاد فارس، إذ يقوم كل مركز بتسخير الفرق المكلفة بالتدخلات اليومية، ويتمثل البرنامج في دورية لتنقية البالوعات ومجاري المياه المعبأة بالأوساخ والقاذورات والأتربة، خوفا من الانسدادات التي قد تعطل سريان مياه الأمطار؛ من خلال تجمعها وركودها في نقاط معيّنة، مشكلة خطرا في ارتفاع منسوب مياه الأمطار عبر الشوارع والوديان، وتنقية قنوات الصرف الصحي.

وتعمل مصالح الديوان على تجسيد هذا البرنامج عبر البلديات، ليتم بعد ذلك التدخل بعد إشعاره بطرق تقنية مع تسخير فرق المداومة الليلية، التي تقوم بدورها بتنقية البالوعات الموجودة عبر أحياء بلدية الشلف. أما فيما يتعلق بالنقاط السوداء فقد تم التدخل من أجل القضاء على البعض منها، بعد أن تم تخصيص مبالغ مالية للتكفل بالعملية عبر العديد من النقاط التي تشهد تجمعا لمياه الأمطار، على سبيل المثال موقع اتصالات الجزائر بعاصمة الولاية، حي الحرية وحي الشارة وفي بعض الأحياء الأخرى، حيث تعرف هذه النقاط تجمعا كبيرا لمياه الأمطار. وذكرت مصادر الديوان أن تدخلها مكّن من القضاء على البعض منها من خلال وضع بالوعات صرف إضافية، لمنع تجمع مياه الأمطار بهذه النقاط، فيما تبقى الأخرى قيد الدراسة.

وأوضحت نفس المصادر أن عملية التدخل تتم إما يدويا أو ميكانيكيا أو عن طريق استعمال المضخات لامتصاص المياه المتساقطة وتصريفها، ليبقى تدخّل مختلف الفرق في حالة حدوث أي طارئ عبر كل النقاط وخاصة السوداء منها.

وكحصيلة أولية، قام الديوان الوطني للتطهير بالشلف في الفترة الممتدة من شهر أوت الماضي إلى غاية نهاية شهر سبتمبر الجاري، بـ 920 تدخلا ما بين وقائي واستعجالي، تم من خلاله تنقية 1830 فتحة معاينة (مشعب)، بالإضافة إلى تنقية 1630 بالوعة و24 كلم من طول شبكة التطهير، مع استخراج 270 مترا مكعبا من الأوساخ والنفايات، والعملية متواصلة.

وإلى جانب هذه المصالح تقوم مصالح أخرى بنفس المهام من حيث التدخلات، مع تسخير كل الإمكانات ووضعها في حالة تأهب، من بينها مديرية الأشغال العمومية، البلديات والحماية المدنية، وكل من له علاقة فيما يتعلق بالتدخلات، فيما يبقى دور المواطن مهمّا في تقديم يد المساعدة؛ من خلال عدم الرمي العشوائي للنفايات مهما كان نوعها؛ تفاديا لمشكل انسداد البالوعات.

 م. عبد الكريم


سعيدة تهدّم البناء الفوضوي على ضفاف الأودية

عمليات استعجالية لتفادي الفيضانات

شرعت مصالح دائرة عين الحجر بولاية سعيدة بالتنسيق مع مصالح بلديات مولاي العربي، سيدي أحمد وعين الحجر وبإشراك المصالح التقنية، في حملة هدم البناءات والتوسعات الفوضوية الواقعة على حواف الوادي ببلدية مولاي العربي، الذي شكل، مؤخرا، حالة من الذعر والخوف وسط سكان البلدية بعد فيضانه وسط حي أول نوفمبر، حيث غمرت السيول العشرات من المنازل.

أكد رئيس دائرة عين الحجر عبد القادر بولنوار، أن هذه البنايات التي تم هدمها والمقدرة بـ 12 مسكنا، كانت السبب المباشر في انسداد الوادي وفيضانه، مؤكدا أن العملية تمت في ظروف سلمية بعد اتفاق مع أصحاب السكنات، الذين سيتم تعويضهم عن طريق الاستفادة من قطع أراض وإعانات في إطار صيغة السكن الريفي، مضيفا أن العملية مست أيضا إحدى السكنات بقرية بوراشد.

وأكد مصدر من مديرية الموارد المائية بالولاية، أن مشكل الفيضانات الذي يطال العديد من النقاط بمدينة سعيدة، يعود إلى انسداد منشآت استقبال مياه الأمطار الواقعة على مشارف وادي سعيدة بالأوحال والأتربة، وعدم القيام بتنظيفها وصيانتها دوريا، مضيفا أن هذا الوضع جعل المديرية تطالب بتخصيص فرق للقيام بالعملية بعد كل تساقط للأمطار للحيلولة دون انسدادها مجددا.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الوالي خصص خلال الاجتماع  الأخير، أحد محاوره  لدراسة وضعيات البناءات الفوضوية على مشارف حواف الأودية. ودعا، في هذا الشأن، إلى مباشرة هدم جميع البناءات والتوسعات العمرانية الواقعة على مشارف الأودية وضفافها عبر العديد من البلديات والتوسعات غير المرخص لها، واتخاذ جميع التدابير الردعية ضد المخالفين بالاستعانة بالقوة العمومية وتسخيرها، مع تكليف مصالح مديرية الموارد المائية والأشغال العمومية والحماية المدنية مجتمعة، بإحصاء النقاط السوداء عبر الوديان والطرقات بغرض إدراجها ضمن عمليات وبرامج استعجالية؛ تفاديا لأي إشكالات مستقبلية.

ورغم عمليات التحسيس والنظافة التي دعت إليها السلطات الولائية وعلى رأسها والي الولاية في كثير من الاجتماعات منذ أشهر والرامية إلى ضرورة القيام بعملية تنظيف الأودية وقنوات صرف مياه الأمطار على مستوى شوارع الولاية من الفضلات والحواجز التي قد تكون عائقا أمام المسار العادي للمياه الناتجة عن تساقط الأمطار، وصيانة البالوعات وجميع شبكات صرف المياه خاصة في هذه الفترة من السنة التي تُعد فترة للرعود والأمطار الفجائية التي قد تكون مصحوبة بسيول، وهو ما يزيد من خطر غرق الشوارع وعرقلة تنقلات المواطنين على غرار السنوات الفارطة، إلا أن الواقع يؤكد أن الجهات الموكل إليها هذه الأشغال، لا تلتزم بذلك تقاعسا منها، خاصة أن المواطن وساكنة الأحياء يعانون في كل فترة التساقطات جراء السيول وانسداد البالوعات المتكرر، ناهيك عن خطر الأودية، التي من المفروض أن تهيَّأ لها دراسة واسعة ومتقنة لإبعاد خطرها عن المواطن عوض أشغال الترقيع الاستعجالية التي قد لا تفيد في شيء.

ح. بوبكر


تيزي وزو

المديريات تؤكد جاهزيتها تحسبا للموسم الشتوي

أكدت المديريات الولائية على غرار «الجزائرية للمياه»، مؤسسة توزيع الكهرباء والغاز، الموارد المائية، الأشغال العمومية، الحماية المدنية، ديوان التطهير وغيرها، جاهزيتها للتدخل في حال واجهت الولاية أي مشكلة خلال الموسم الشتوي، من خلال القيام بعملية التنقية والتطهير والوقاية من الفيضانات على أكمل وجه. كما أضافت أن الولاية خطت خطوة كبيرة في مجال النظافة، مرجعة ذلك، بالدرجة الأولى، إلى وعي المواطن واتسامه باليقظة من جهة، وكذا مبادرات وجهود السلطات التي دعمت هذه المجهودات عبر المشاركة في حملات التنظيف.

وقد تكفّل ديوان التطهير، في هذا الصدد، بتنقية المجاري والبالوعات وغيرها، في إطار العمليات المبرمجة؛ بغية اجتياز موسم الشتاء بدون مشاكل، حيث يعمل الديوان ككل سنة مع نهاية موسم الاصطياف، على التحضير للموسم الشتوي في إطار تجنب الفيضانات التي تنجر عن سقوط أولى قطرات المطر، بسبب انسداد البالوعات ومجاري الصرف، في حين قامت «الجزائرية للمياه» بإصلاح وتفقّد عتادها على مستوى مختلف الشبكات؛ لضمان استمرار التموين بهذا المورد. كما شرعت المديرية منذ أشهر في حملة تنظيف خزانات المياه، لضمان تزويد السكان بالماء، في حال تعرض الشبكة لتصدعات جراء الفيضانات.

وتم تسخير جميع الوسائل البشرية والمادية من طرف مختلف الهيئات سالفة الذكر، في إطار عمليات تنظيف الأودية وشبكات التطهير والطرق بالولاية، بغية التخلص من النفايات التي تزيد من تفاقم الوضع في حال حدوث فيضانات.

واعتبرت المديريات الولائية أن مشكل النظافة وانسداد البالوعات والمجاري يُعد العامل الأساس المتسبب في ارتفاع منسوب المياه، وتضرر العديد من الطرقات والممتلكات الخاصة والعامة رغم الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها أغلب بلديات الولاية، سواء البشرية أو المادية، مؤكدين على أن حملات التنظيف التي تقوم بها القرى والبلديات، ساهمت، بشكل كبير، في صرف مياه الأمطار وتفادي حدوث فيضانات.

البلديات تدعّم جهود المواطنين في عمليات التنظيف

شرعت جل بلديات ولاية تيزي وزو في العمل استعدادا للموسم الشتوي القادم، حيث سطرت كل بلدية برنامج عمل لضمان اجتياز الموسم بدون مشاكل مع الفيضانات، وباشرت أغلب البلديات عملية إحصاء النقاط السوداء التي تُعرف بتجمع مياه الأمطار، وأوليت عناية كبيرة مع تركيز كل الجهود عليها؛ من أجل التدخل السريع في حال سجلت هذه المناطق تساقطا كبيرا لماء المطر.

وقال رئيس بلدية بودجيمة إسماعيل بوخروب، إن حملات التنظيف أصبحت عادة يتم القيام بها بقرى ووسط بلدية بودجيمة، حيث لا ينتظر السكان حدوث فيضان أو مشكلة حتى يتم التدخل، فقد تعودوا، حسب تأكيده، على مباشرة وتنظيم حملات التنظيف قبل حلول الصائفة لتفادي الحرائق وبعد نهاية موسم الاصطياف استعدادا لموسم الشتاء عبر 18 قرية، مشيرا إلى أنه لم تسجل البلدية أي فيضان يُذكر، في حين أكد شاعو احسن «مير» تادميت، أن البلدية برمجت أشغال ترميم وصيانة المنشآت القديمة كالجسور مثلا، حتى يتم تسهيل مرور مياه الأمطار، مضيفا أنه تم تخصيص ميزانية معتبرة للتكفل بأشغال إنجاز هذه العملية، متأسفا لتسجيل تأخر في تجسيدها بسبب المراقب المالي الذي يعطل التموين.

وذكر يوسف جاعود «مير» إفرحونان أن مشكلة الفيضانات غير مطروحة بها، في حين أن المشكل متعلق بالثلوج وكونها مناطق جبلية، حيث تجد مياه الأمطار طريقها بسهولة بفضل الأشغال التي تم القيام بها في أوقات سابقة، مضيفا أن حملات التنظيف بقرى البلدية تُعتبر من ضروريات الحياة بالنسبة لسكان البلدية، بينما قال رئيس بلدية أزفون حسن وعلي، إن النظافة بقرى البلدية لا تقف على موسم دون آخر وإنما هي مستمرة على مدار أيام السنة، مؤكدا أنه تم تنظيف الطريق الوطني رقم 24، وذلك في إطار عدة حملات مست حواف الطرق والوديان وتنقية البالوعات وكذا حواف المؤسسات التربوية مع تكفل ديوان التطهير بنزع الأوحال عن الوديان والبالوعات، لتمكين مياه الأمطار في حال تساقطها بكميات غزيزة، من المرور، مضيفا أن أزفون لم تسجل أي فيضانات، والفضل يعود إلى حملات التنظيف المستمرة التي تقوم بها البلدية والقرى، فيما يُنتظر برمجة حملة تنظيف أخرى تمتد من الطريق الوطني رقم 24 إلى غاية المدينة الجديدة تفرست.

س. زميحي



مديرية الأشغال العمومية بعنابة

احتواء النقاط السوداء تفاديا لغرق الأحياء

طمأنت مديرية الأشغال العمومية بعنابة بتدخلها في مواجهة الفيضانات منذ ثلاث أشهر الماضية؛ حيث تم رفع الأتربة وجهر 11 واديا، منها وادي بوجمعة الذي يشكل خطرا على مدينة عنابة، وتكون بذلك تحكمت في أغلب النقاط السوداء، منها امتصاص المياه الراكدة، خاصة بمدخل عنابة التي عاشت مؤخرا 24 ساعة الأخيرة، تساقطا كبيرا للأمطار. وذكرت المديرية أنها سخّرت كل الإمكانيات المادية والبشرية لامتصاص المياه بطريق مطار رابح بيطاط الدولي، وصرف المياه من الشبكات التي تربط عين الباردة برحال والحجار والعلمة والشرفة وغيرها.

في سياق متصل، أكدت مديرية الأشغال العمومية بعنابة، أنها قامت بجهر 11 كلم وصيانة الأودية التي تمتد على طول مسافة 20 كلم في إطار حماية عنابة من الفيضانات، إلا أن إشكالية احترام المعايير الزمنية تبقى مطروحة، ولا توجد، حسب نفس المصدر، حلول نهائية رغم خرسنة الوديان وجهرها. كما تقوم مصالح الأشغال العمومية بعنابة بعملية دورية لتهيئة ورفع الأتربة والأغصان التي تقف حاجزا أمام سيلان مياه الأمطار. وقد تم وضع حزام واق في السهل الغربي الذي يصب في وادي بوجمعة.

وعلى صعيد آخر، تم إسناد ملف حماية عنابة من الفيضانات لعدة مكاتب وطنية، كانت اشتغلت عليه لسنوات، لكن ذلك حال دون احتواء هذا الوضع المتردي خلال فصل الشتاء؛ باعتبار أن المنطقة مهددة بالفيضانات؛ لأن طابعها الجغرافي صعب، وأراضيها منخفضة، وهي تحتاج إلى مخطط استراتيجي فعال لبعث مشاريع تخص تهيئة وتجديد شبكات الصرف الصحي والماء الصالح للشرب.

من جهة أخرى، استفادت أغلب أحياء مدينة عنابة من تجديد شبكة الصرف الصحي، خاصة المتواجدة على مستوى الأحياء القديمة، على غرار عنابة مركز ولاكلون وغيرهما. لكن تبقى هذه المناطق مهددة بالفيضانات، وهو ما يزيد من تخوف سكان البناءات المنخفضة، حيث تتسرب إليها كميات معتبرة من الماء.

مثل هذه المشاكل سيتم معالجتها قريبا بعد تعيين خبراء في النسيج الجغرافي لمتابعة الأسباب الحقيقية وراء هشاشة البنية التحتية، والتي يتم كل سنة إعداد دراسة خاصة بها.

للإشارة، فقد تمت برمجة 15 عملية جديدة خاصة بجهر الأودية ورفع الأتربة عن المناطق المنخفضة، وهي لاكولون، بني محافر وجبانة اليهود، فيما تم تحديد 10 أحياء كنقاط سوداء حددتها مديرية البيئة، على غرار أحياء رفاس زهوان، إليزا والخروبة ووادي فرشة، وهي النقاط الأكثر خطورة في ولاية عنابة، وذلك يدخل في إطار مخطط مكافحة الفيضانات.

سميرة عوام


الاضطرابات الجوية التي مست تبسة نهاية الأسبوع

إنقاذ 12 تلميذا ونفوق عدد كبير من رؤوس الماشية

عرفت البلديات الجنوبية لولاية تبسة اضطرابات جوية كبيرة على غرار، العقلة، بئر العاتر وصفصاف الوسرى، حيث غمرت سيول الأمطار المتهاطلة المنازل والمؤسسات التربوية والعديد من الأراضي الفلاحية، مما تسبب في إتلافها وحدوث خسائر مادية معتبرة.

ففي بلدية العقلة، قام السكان بغلق الطريق قرب مؤسسة سوناطراك تحديدا عند نقطة ربط العقلة بباقي مناطق الولاية، حيث أمضوا ليلتهم في رعب كبير جراء المياه التي اقتحمت بيوتهم وخلفت خسائر كبيرة، ناهيك عن نفوق عدد هام من رؤوس الماشية، كما عبر فلاحو منطقتي عقلة أحمد والمزارة وصفصف الوسرى عن استيائهم من حجم الخسائر التي أحدثتها الأمطار المتساقطة التي كانت مصحوبة بحبات البرد، مما سبب أضرارا فادحة لمزارع الزيتون المتواجدة بكثرة بهاتين المنطقتين خاصة ونحن في موسم جني محصول الزيتون.

وكانت نسبة الأضرار عالية جدا مست محاصيل هؤلاء الفلاحين في مصدر رزقهم الوحيد، ناهيك عن معاناتهم من تراكم فواتير الكهرباء والمصاريف المختلفة على مزارعهم، وقد اختاروا صفحات "المساء" المنبر الإعلامي الذي يمكنه أن يبلغ أصواتهم لدى المسؤولين والجهات المعنية بالقطاع الفلاحي للتكفل بهم وجبر نسبة من الأضرار الفادحة التي ألمت بهم في محاصيلهم خاصة وأنهم يمرون بهذه الكارثة للموسم الثاني على التوالي.. فقد سبق في العام الماضي أن مروا بنفس الوضع الكارثي.

وعرفت بلدية بئر العاتر وحدها تسجيل حوالي 70 منزلا غمرتها مياه الأمطار بعدة أحياء متفرقة، بالإضافة إلى حوالي 10 مؤسسات تعليمية ومؤسسات عمومية ومحطة وقود ومحلات تجارية وتضرر عدة طرق رئيسية واهترائها بالكامل، وإنقاذ 12 تلميذ من الهلاك بعدما عالقوا بحافلة للنقل المدرسي ببلدية الحويجبات، كما تمكنت فرقة الحماية المدنية من إنقاذ العديد من المواطنين من الموت المحقق كانوا يتواجدون بمحاداة  العديد من الأودية والطرق المعزولة، ونجحت فرق التدخل بالعقلة، مدعمة بفرقة الغطاسين من تحرير مجموعة من السكان كانوا محاصرين بسيول الأمطار بدوار أولاد عطية بالماء الأبيض، بالإضافة إلى تسجيل نفوق عدد كبير من رؤوس الماشية بالعديد من بلديات الولاية.

نجية بلغيث