همسة للآباء

هاتف ابنك هل تراقبه ؟ أصدقاؤه الافتراضيون هل تعرفهم؟

هاتف ابنك هل تراقبه ؟ أصدقاؤه الافتراضيون هل تعرفهم؟
  • القراءات: 963
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تُعد وسائل التواصل الاجتماعي من بين أكبر تتويجات التكنولوجيا والاتصال في العالم الحديث، استطاعت أن تقرب بين الناس، إلا أنها في نفس الوقت، أصبحت هاجسا يؤرق العائلات، لا سيما بعدما أصبحت تلهي الأطفال عن الدراسة والمراجعة، بعدما ارتبطوا بشكل يكاد يكون عضويا، بهذه الشبكات العنكبوتية. والسؤال المطروح على الآباء: هل هناك مراقبة لهواتف الأبناء؟ وهل تعرفون من هم أصدقاء أبنائكم الافتراضيون؟

أتثبت تحقيقات الشرطة أن الأطفال يتعرضون لضغوطات رهيبة من الأغراب، الذين يستدرجونهم على حين غرة في غفلة الأهل؛ لأن الطفل الذي يقبع في غرفة لوحده وراء الشاشة الزرقاء، هناك الكثير من الأيدي المتلهفة لاختطافه، أو احتضانه، أو استعماله. وهذه الأمور تحدثنا عنها في ملف سابق، نشرته المساء تحت عنوان 8 ملايين طفل في خطر. والآن العدد أصبح أكثر؛ فهناك من تم استغلاله لسرقة مجوهرات ومال والديه من قبل الصديق الافتراضي، الذي يطلب منه تصوير البيت، أو أين تضع الأم المجوهرات للمال، ليتعرض البيت للسرقة بعدها، أو أن يأخذ الطفل المجوهرات بيده. أما بعد أن يقنعه السارق بذلك أو من خلال عملية ابتزازه، لا سيما لمن يرسلون صورا عارية لهم؛ لجهلهم بما للأمر من عواقب.

وغالبا ما يحث الآباء الأبناء على الدراسة والنجاح، لكن بلوغ هذا الهدف يحتاج للمتابعة، والمراقبة؛ فالهاتف الذي بين يدي طفلك يجول به في عوالم مختلفة؛ منها النافع، ومنها غير ذلك، علاوة على الشعور بالغربة والاغتراب في البيت الواحد؛ فهناك من يعتقد أن ابنه سعيد في غرفته ومع هاتفه، وهو في الحقيقة يعيش أزمة المراهقة وحيدا...  مراقبة الأبناء ومعرفة ما يتابعونه من محتويات ضرورية جدا لبناء شخصيتهم، لا سيما خلال سنوات المراهقة؛ فالمتابعة والتوجيه يُعدان شقّين أساسيين في عملية التربية، التي هي أمانة عظيمة على عاتق الآباء.