تنتظر تكفّل السلطات بحالتها الصحية

نزيهة تتحدى الإعاقة وتفتح مشروعا لتسويق زيت الزيتون

نزيهة تتحدى الإعاقة وتفتح مشروعا لتسويق زيت الزيتون
  • القراءات: 811
نجية بلغيث نجية بلغيث

نزيهة شابة تنتمي لفئة ذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء مدينة تبسة، امرأة أصبحت مثالا يحتذى به في التحدي ومواجهة الصعاب، اختارت تحدي إعاقتها وظروفها فكانت الفتاة الشجاعة المثابرة، التي حوّلت الإعاقة إلى حافز لتثبت وجودها في المجتمع، قرّرت إعالة نفسها بفتح مشروع لتسويق مادة زيت الزيتون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت في ذلك. 

تحدّثت نزيهة لـ"المساء" مؤكّدة أنّ ابتلاءها بالمرض لم يكن ليقف أمام طموحها، بل أكملت دراستها وتحصّلت على شهادة  البكالوريا بتقدير جيّد، والتحقت بكلية الحقوق بجامعة تبسة، حيث درست سنة واحدة وتوقفت عن مواصلة دراستها نظرا لظروفها الصحية، ومضت الأيام والسنوات وهي تحاول العلاج للتخلّص من مرضها، لكن وضعها المادي كان دوما يقف حائلا أمامها، وبعد أن لمست القدرة في نفسها على التدريس، كانت تقوم بتدريس إخوتها وأبناء خالتها، حيث قرّرت تدريس الأطفال، وفعلا انطلقت في تقديم دروس خصوصية لأبناء الحي، إلى أن أصبح الجميع معجبا بطريقة تدريسها، وباتت تحسّ بفرح كبير يغمرها عندما ترى النتائج الممتازة لتلاميذها، وهو ما ينسيها حينها التعب كلّه.

رحلة نزيهة مع زيت الزيتون، كانت خلال الصيف الماضي، حيث تقول إنّه اتّصل بها أحد الأصدقاء، كانت قد اشترت من عنده زيت الزيتون وأعجبها مذاقه واقترح عليها فكرة العمل معه، إلاّ أنّها تردّدت في بادئ الأمر لكن عائلتها شجّعتها، بحكم أنّها تعرف قدراتها وإرادتها القوية، حتى أنّ شقيقتها قالت لها إنّه بإمكانك النجاح وستصبحين مشهورة بزيت الزيتون، وانطلقت مع رحلة بيع الزيت، وكانت جارتها أوّل الزبائن بعد أن أعجبها نوع الزيت وشجّعتها على المضي قدما، ولم تخل الانطلاقة في بادئ الأمر من الصعوبات، كونها لم تدرس التسويق وليس لديها أيّ فكرة عن التجارة، إلاّ أنّها كانت تستشير صاحب المشروع وعائلتها وأحيانا تتصفّح اليوتيوب لمعرفة المزيد. وتضيف نزيهة، أنّها كانت تقوم بالنشر عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بنشاطها، ليكون أوّل ظهور لها للعالم الخارجي بفضل غرفة الصناعات التقليدية بولاية تبسة، التي استضافتها لأوّل مرة في حياتها من خلال المشاركة في أحد المعرض وليست كزبونة، وكانت تجربة رائعة، تعلّمت خلالها كيفية البيع وإقناع المشتري بالمنتج على المباشر، وأصبحت بعدها الصفحات الكبرى تتحدّث عنها وتقف معها من خلال نشر منتوجها، لتتواصل بعدها معها مديرة السياحة والصناعات التقليدية، واستضافتها ورحّبت بمشروعها، وبمناسبة الاحتفال بيناير وجّهت لها دعوة المشاركة في معرض بدار الثقافة، والتقت بالوالي ورئيس المجلس البلدي، فكان ذلك بمثابة فتح أبواب جديدة بالنسبة لها، تقول نزيهة، وانتهزت الفرصة وطلبت الدعم من الوالي، لتمكينها من محلّ حتى تسهل عليها عملية بيع زيت الزيتون وتوسيع نشاطها، وإشراك فتيات في العمل معها، بعد أن أصبحت تتلقى اتصالات من مختلف ربوع الوطن طلبا لزيت الزيتون المحلي الذي يعتبر من أجود أنواع الزيوت بشهادة المختصين ويلقى إقبالا كبيرا محليا ووطنيا.