إحياء رأس السنة الأمازيغية ببجاية

مناسبة لإبراز العادات والحفاظ على التقاليد

مناسبة لإبراز العادات والحفاظ على التقاليد
  • القراءات: 438
الحسن حامة الحسن حامة

تعتبر مناسبة "يناير"، التي ترمز إلى رأس السنة الأمازيغية، من بين العادات التي حافظ عليها سكان منطقة القبائل على مر القرون، من خلال استعادة تقاليد كل منطقة وتنظيم نشاطات مختلفة من طرف الجمعيات الناشطة في الميدان، حيث أن "يناير" غالبا ما يكون فرصة للتلاحم بين أفراد المجتمع بالعديد من المناطق، إذ يتم تنظيم عادة "لوزيعة"، وتوزيع الإعانات على السكان، فيما تختلف طرق إحياء هذه المناسبة من منطقة لأخرى.

تتميز الاحتفالات بولاية بجاية باستعادة التقاليد، من خلال إحياء المناسبة ليلة الفاتح من "يناير"، الذي يتزامن مع 12 جانفي من كل سنة، ومواظبة العائلات البجاوية على إحياء العادة وإعداد أطباق تقليدية مختلفة تبرز الأهمية التي يوليها السكان لهذه المناسبة، والتي عرفت ترسيمها يوميا وطنيا من طرف السلطات العليا للبلاد منذ عدة سنوات.

وعلى غرار مختلف مناطق الوطن التي اعتادت على إحياء هذه المناسبة، فإن العائلات البجاوية غالبا ما تشرع في التحضير لإحياء "يناير" كل سنة، منذ الأيام الأولى من دخول السنة الميلادية، والاستعداد لها، حيث يتم اقتناء كل اللوازم، خاصة ما تعلق منها بالمواد الغذائية ومختلف أنواع الخضر وغيرها، من أجل إعداد الطبق الذي يميز هذه المناسبة، وتطلق عليه تسمية "امينسي نيانر" أو "عشاء يناير"، حيث تلجأ الكثير من النساء إلى اقتناء سبع لوازم مختلفة من البقوليات، على غرار العدس، الحمص، الفاصولياء، الفول وغيرها، وهو ما يطلق عليه اسم "طبق سبعة بقول"، الذي يتم إعداده من طرف أغلب العائلات وتجتمع من أجل تناوله مع كل أفراد العائلة.

"الكسكسي" الطبق المفضل لدى أغلب العائلات

إذا كانت الكثير من العائلات تفضل التنوع في إعداد الأطباق الخاصة بإحياء "يناير"، وفق اختلاف المناطق والقرى، فإن الطبق المفضل لدى أغلب السكان، هو الكسكسي، والتفنن في كيفية إعداده حتى يستجيب لهذه المناسبة التي يفضل الكثير الحفاظ على تقاليدها والأطباق التقليدية، حيث يتم جمع الكثير من المكونات، على غرار الخضر، البقوليات، التوابل و غيرها، حتى يتم منح ذوق أحسن لهذه الأطباق التقليدية التي تعرف بها الكثير من مناطق ولاية بجاية، إذ أن الكسكسي بالدجاج غالبا ما يطغى في هذه المناسبة، فيما تلجأ العائلات الأخرى إلى أطباق أخرى معروفة منها "البركوكس"، "تيكربابين" وغيرها، لإحياء مناسبة يناير، ويتم تناول الطبق عشية الفاتح من رأس السنة، الذي يتزامن مع ليلة 12 جانفي، بالإضافة إلى الاستعانة باللوازم الأخرى، كالحلويات التقليدية والخضر والفواكه والمشروبات من مختلف الأنواع، حيث تجتمع العائلات البجاوية حول الموائد ويتم إحياؤها في أجواء عائلية وحميمية كل سنة.

معارض، نشاطات وتنظيم عادة "لوزيعة"

لا تقتصر إحياء مناسبة يناير على إعداد مختلف الأطباق التقليدية وإحيائها خلال مناسبة يناير، حيث تعتزم الكثير من الجمعيات الناشطة في الميدان، على إعداد برامج ثرية مختلفة، من خلال تنظيم معارض حول مختلف العادات التي تميز إحياء مناسبة "يناير"، باختلاف المناطق وتنوع العادات والتقاليد، كما يتم الاستعانة بندوات والأساتذة الجامعيين من أجل ابراز معالم "يناير"، التي تمتد إلى عدة قرون، وإبرازها أمام تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية والمواطنين، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات حول تحضير مختلف الأطباق التقليدية الخاصة بـ "يناير"، وهو ما يعطي صورة أخرى لهذه العادة التي رسخت لدى العائلات البجاوية على مر القرون، والحفاظ عليها من طرف الأجيال الجديدة. تلجأ العديد من القرى والسكان بمختلف مناطق ولاية بجاية، إلى تنظيم عادة "لوزيعة" تزامنا مع إحياء مناسبة "يناير".