لجان الرقابة تكثف دورياتها بوهران

ممارسات غير قانونية وتجاوزات تهدد صحة المواطن

ممارسات غير قانونية وتجاوزات تهدد صحة المواطن
  • 2429
رضوان. ق رضوان. ق

يساهم الإقبال الكبير من المواطنين على الأسواق والفضاءات التجارية خلال شهر رمضان، في تعبئة شاملة للتجار، لتلبية طلباتهم واحتياجاتهم، والعمل على تحقيق الربح السريع على حساب صحة المستهلك وسلامته؛ من خلال لجوء عدد معتبر منهم إلى أساليب غير سليمة وغير صحية في عرض المنتجات الغذائية، وخاصة سريعة التلف، والتي تقف لها مصالح التجارة ومكاتب النظافة بالبلديات، بالمرصاد يوميا، وطيلة شهر رمضان.

تسجل مديرية التجارة لولاية وهران، منذ حلول شهر رمضان، عدة تجاوزات وسط التجار ضمن الممارسات اليومية للتجارة، والتي ترتبط، أساسا، بغياب النظافة، وعدم احترام سلسلة الحفظ والتبريد، واستخدام مواد منتهية الصلاحية أو مجهولة المصدر، إلى جانب ظاهرة الذبح غير الشرعي، التي تُعد من أخطر الظواهر المنتشرة خلال شهر رمضان.

كشف كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة

وتمكنت مديرية التجارة، خلال شهر رمضان، في عملية مراقبة الأسواق، من حجز كمية كبيرة من اللحوم البيضاء الفاسدة المذبوحة بطريقة غير شرعية، والتي قارب وزنها 10 قناطير من لحوم الدجاج المعد للبيع والتوزيع على محلات الجزارة والمستهلك. ومسّت العملية عدة محلات، و7 مذابح تنشط ببلديات وهران؛ حيث تم إتلاف 131 كلغ من اللحوم البيضاء الفاسدة، ومصادرة 818 كلغ من اللحوم الأخرى وبدون وسم، في وقت كثفت مديرية التجارة من خرجاتها الميدانية طيلة رمضان؛ بتعبئة عشرات فرق الرقابة، وتخصيص فرق ليلية للوقوف على الممارسات التجارية ليلا.

ومن جانبها، حققت لجنة الصحة والبيئة وحماية المحيط لبلدية وهران، وضمن نشاط اللجنة المختلطة الولائية التي تضم مصالح الشرطة، والحماية المدنية، ومفتشية العمل، ومديرية الصحة، ومنظمة حماية المستهلك، نتائج هامة في مجال حماية المستهلك خلال رمضان؛ حيث تم الوقوف على تجاوزات بالجملة لدى بائعي الحلويات التقليدية والشرقية، التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل المواطنين خلال رمضان، والتي يعتمد بعض الباعة على مواد غير صحية في إعدادها، في غياب النظافة كليا!

تجاوزات خطيرة بمحلات بيع الحلويات

وكشفت عدة خرجات ميدانية للجنة، عن تجاوزات خطيرة داخل المحلات، منها محلات فاخرة؛ حيث يتم تخزين العجائن الخاصة بتحضير الحلويات، في علب ودلاء بلاستيكية غير نظيفة، وحولها مواد أخرى، على غرار مواد البناء، وألبسة وملابس داخلية، وأحذية، وغيرها من الأشياء المخالفة لنشاط بيع الحلويات؛ على اعتبارها مواد استهلاكية حساسة، وهو ما صدم أعضاء اللجنة والمواطنين بعد نشر صور للعمليات التي تقوم بها اللجنة.

كما وقفت هيئة الرقابة المذكورة على استخدام زيت غير صحي في إعداد الحلويات؛ حيث يتم تكرير استخدام الزيت لعدة مرات؛ ما يُفقده فعاليته، ويجعله غير صحي في غياب الوازع الأخلاقي والديني عن بعض التجار المفضلين الربح السريع على حساب صحة المستهلك، فضلا عن اكتشاف مواد منتهية الصلاحية مستخدمة في عمليات التحضير. وتمكنت اللجنة في خرجة ميدانية من حجز 1.6 قنطار من العجائن والمواد الغذائية إلى جانب اللحوم.

أسماك مجمّدة تباع على أنها طازجة وعصائر خطيرة

كشفت مختلف الخرجات الميدانية التي تقوم بها مصالح الرقابة المتنوعة، عن اكتشاف المزيد من التجاوزات الخطيرة، والتي يتقدمها استخدام لحوم فاسدة في تحضير بعض الأكلات، واستعمالها كلحوم مفرومة وبيعها. وهي لحوم غير صالحة للاستهلاك البشري وحتى الحيواني بعد تعرضها للتلف بالكامل؛ حيث وقفت اللجنة على وجود كميات كبيرة من لحوم البقر المخزنة في مبردات، وجاهزة للاستخدام والبيع. وهي تجاوزات يعاقب عليها القانون؛ حيث حجزت لجنة الصحة لبلدية وهران خلال رمضان الحالي، 159 كلغ من اللحوم الفاسدة بالكامل، كانت ستنقَل للبيع بمحلات الجزارة.

وإلى جانب المواد الأخرى، تأتي المشروبات التي يتم تحضيرها خصيصا لرمضان، في مقدمة المواد التي تهدد صحة المستهلك، والتي يتم تحضيرها بطرق غير صحية باستعمال مواد مجهولة المصدر، وتجهيزات تنعدم فيها النظافة. كما كشفت مصالح الرقابة عن تعمّد بعض التجار تخزين أسماك وتجميدها، ثم بيعها على أساس أنها طازجة بعد إعادة إذابة الجليد عنها، وهو ما يتنافى مع الممارسات الصحية السليمة، إلى جانب الغش.

وقامت المصالح المذكورة بحجز كميات من الأسماك الموجهة للاستهلاك؛ حيث تم خلال الأيام الأولى، حجز ما يعادل 1 قنطارا من الأسماك المجمدة غير الصالحة للاستهلاك، في وقت تواصل مصالح الرقابة مهامها اليومية، في ظل توسع الظواهر السلبية، وارتفاع عدد ممارسي التجارة خلال شهر رمضان، أمام محدودية عدد مفتشي الرقابة بمديرية التجارة.