حميدة كتاب رئيسة جمعية ”الأمل” :

ملف تعويض الدعامات على طاولة وزير العمل

ملف تعويض الدعامات  على طاولة وزير العمل
  • القراءات: 755
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

أرجعت رئيسة جمعية الأمل لمكافحة مرضى السرطان، حميدة كتاب، في تصريحها لـ«المساء، حالة الخوف التي تصيب النساء من احتمال فقدانهن لعملهن بسبب المرض، خاصة النساء المتعاقدات، إلى عدم وجود نصوص قانونية واضحة تؤمن لهن إمكانية الحصول على مناصب عمل مكيفة، بعد ثبوت الإصابة بداء السرطان والشروع في مرحلة العلاج.

 

قالت كتاب بأن هناك عددا كبيرا من النساء العاملات، وأصبحت الإصابة بالداء تمس المرأة في سن مبكرة، أي حوالي 47 سنة، وهي المرحلة التي تمثل قمة العطاء، بالتالي إصابتها بالمرض لا يعني عدم قدرتها على العمل، لأنها لا تزال صغيرة، غير أن الإشكال الكبير يتمثّل في عدم وجود عمل يتماشى وحالتها بعد العلاج، حيث تصاب بالإرهاق والتعب، وتحديدا بالنسبة للواتي يخضعن لعملية استئصال الثدي، مما يجعل العمل المكيّف مطلبا أكثر من ملح، من خلال تحديده بدقة في القانون وجعله ممكنا لكل المريضات.

من جهة أخرى، أوضحت محدثتنا أن بعض النساء يستفدن من هذا الامتياز، غير أنه يظل محصورا في نطاق ضيق، وفق رغبة رب العمل، وإن كان هناك عمل تستطيع القيام به فيكون حسب لهجتنا مزية، مشيرة إلى أنها تلقت على مستوى الجمعية الكثير من طلبات المريضات للتواصل مع أرباب عملهن، حتى يقبلن تعويضه  بآخر مكيّف، الأمر الذي يشعر المريضة بألم نفسي يؤثر عليها، وهو ما يتطلّب التعجيل بتوضيحه في القانون، ليتحول إلى حق مشروع لكلّ العاملات، خاصة أن العمل يلعب دورا كبيرا في دعم المرأة المريضة ويجنّبها الدخول في دوامة الاكتئاب.

من جهة أخرى، أشارت رئيسة الجمعية إلى أنّها تحاول من خلال العمل التحسيسي الذي تقوم به الجمعية على مدار السنة، وخلال الاحتفال بـ«الشهر الوردي، التأكيد على جملة من النقاط الهامة بالنسبة للمرأة المصابة، حيث يجري الاتصال دائما بممثل عن طب العمل ليقدم لهن معلومات حول كيفية الاستفادة من كل الحقوق، بالمناسبة تؤكد أن دور طب العمل غاية في الأهمية، لأنه بطريقة أو بأخرى، يساهم في التوعية.

وعن رفض بعض النساء الالتحاق بمناصب عملهن بعد استئصال الثدي، لما يشكله من إحراج كبير وانتقاص لأنوثتها، خاصة مع غلاء تكلفة الدعامات، أشارت محدثتنا إلى أن العمل جار مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي للتكفل بهذه الأدوات التي لا يمكن أن تدخل في الجانب الجمالي، وإنّما لديها دور كبير في دعم المريضة نفسيا، سواء تعلّق الأمر بالشعر المستعار أو الدعامات لتكون معوّضة وفي متناولهن متى شئن.   

خلايا الإصغاء والجمعيات المختصة في السرطان ... نافذة لتوعية المصابات

اقتربت المساء لدى تواجدها في صالون الإعلام حول داء السرطان مؤخرا، من خلية الاستماع والإصغاء للاستفسار عن نوعية الأسئلة التي تتلقاها الخلية، وكيفية التعامل معها، حيث أشارت الدكتورة جهيدة بلعزوز لـ«المساء، إلى أن الخلية تتلقى بصورة دورية الكثير من الأسئلة، سواء من النساء العاملات أو غيرهن اللواتي ابتلين بالمرض وحتى من الأصحاء، للاستفسار عن كل ما يتعلق بكيفية التعامل مع الداء من الناحية الطبية، وتحديدا ما تعلق منه بكيفية الحصول على المواعيد، وأفضل العلاجات المتاحة، وإمكانية الشفاء منه. كما أشارت إلى أن الجانب المرتبط بالمهنة وكيفية تحصيل الحقوق وغيرها من التعويضات، عادة لا يطرح ربما لجهلهن بأنّ الطاقم المشرف على استقبال الاتصالات الهاتفية يملك معلومات في شتى المجالات المرتبطة بالداء، الطبية منها والمهنية والإجرائية القانونية.

أوضحت محدثتنا في السياق، أن أغلب الحالات التي تستفسر عن المرض، تكون من باب الخوف من احتمال عدم التعافي والوفاة، الأمر الذي يجعلهن يغفلن الجانب  المهني، بل ولا يأبهن به، بدليل أن عددا كبيرا من العاملات تركن مناصب عملهن وضاعت حقوقهن. بالمناسبة، تؤكد الدكتورة جهيدة أنها تحاول من خلال وسائل الإعلام التعريف بدور الخلية والكشف عما يمكنها تقديمه من استفسارات تتعلق بمصلحة الضمان الاجتماعي، إن تمحور الانشغال حول التعويضات، أو بطب العمل إذا تعلق الأمر ببعض المشاكل المرتبطة بالرجوع إلى منصب العمل، أو حتى إن تعلّق الأمر بالجانب المادي، حيث يتم توجيه المعنية إلى الجمعيات التي عادة ما تتكفّل بدعم هذه الفئة. مشيرة إلى أن الخلية قادرة أيضا على مرافقة المريضة إن استعصى عليها الأمر أو وجدت صعوبات في الوصول إلى الجهة المعنية.

عن دور الجمعيات في توعية العاملات بحقوقهن، حتى لا تضيع عند مباشرة العلاج والبحث عن فرصة للشفاء، تؤكد رئيس جمعية الحياة للكشف المبكر عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، السيدة فوزية زقالم، أن الجمعية وفي إطار برنامجها السنوي، تبادر إلى الإشراف على أيام إعلامية بمعية أخصائيين في طب العمل والضمان الاجتماعي، للإجابة على مختلف الانشغالات التي تعني المرأة العاملة، إلى جانب الانتقال بصورة دورية إلى المؤسسات المهنية الخاصة أو العامة لتوعية النساء بأهمية التشخيص المبكر من جهة، ولفت انتباههن إلى ضرورة البحث عن كيفية تحصيل الحقوق من خلال طرح الأسئلة، مشيرة إلى أن من أكثر الاستفسارات التي تتلقاها الجمعية من المريضات اللواتي شرعن في العلاج، كيفية الرجوع إلى منصب العمل خوفا من احتمال رفض أرباب العمل إرجاعهن إلى مناصبهن.

من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أن الجمعية وقفت على بعض الحالات لنساء رفضن العودة إلى مناصب عملهن وقررن التخلي عن حقوقهن، وهذه الفئة تكفّلت بها الجمعية من خلال إخضاعها للعلاج الجماعي، وتمكينها من الاحتكاك بالنماذج التي نجحت في التغلب على المرض وواصلت حياتها ولم تتخلى عن طموحاتها وأهدافها، موضحة في السياق، أن الجمعية تمكنت من إرجاع عدد من العاملات إلى مناصب عملهن بصورة إيجابية، بينما الفئات التي رفضت العودة إلى العمل تم توعيتها بكيفية تحصيل الحقوق.