تزايد الإقبال على الشواطئ الــصخريـة بتلمسان

مغامرة ثمنها ليس هيّنا

مغامرة ثمنها ليس هيّنا
  • القراءات: 1053
ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

تــشهد الشواطئ الصخرية الممنوعة للسباحة بولاية تلمسان، مع حلول كل موسم اصطياف، إقبالا كبيرا للمصطافين من الشباب والأطفال والعائلات، التي تقصد تلك الشواطئ للسباحة رغم خطورتها، ويختار قاصدوها هذه المناطق دون غيرها بحثا عن المغامرة عبر صخور مترامية الأطراف وسط طبيعة ساحرة، غير مكترثين بالأخطار التي تحدق بهم، ضاربين عرض الحائط كلّ تحذيرات المصالح المختصة.

يحدث هذا رغم وضع لافتات مكتوب عليها "ممنوع السباحة"، فالعائلات، خاصة الشباب، لا يولون أيّ أهمية للسباحة في هذه الشواطئ الخطرة، وهو ما وقفت عليه "الــمساء" خلال إجرائها لهذا التحقيق، حيث بـرّرت تلك العائلات تغاضيها عن إقبال أبنائها على هذه الشواطئ الصخرية بكونها تقطن بالقرب منها، والحرارة المرتفعة التي عرفتها مختلف مناطق ولاية تلمسان الأسبوع الماضي، وتعدت 46 درجة مئوية في الظل، أجبرتهم على التوجّه إلى أقرب شاطئ لأنّ إمكانياتها المادية لا تسمح لها بالتنقل إلى تلك المحروسة أضف إلى ذلك إلحاح الأولاد على الذهاب إلى الشاطئ، وكلّ هذه العوامل تجبرهم على الاستسلام وإرضاء أولادهم دون مراعاة عواقب ما سيترتب عن خطر تلك الشواطئ الصخرية.

تبريرات غير مقنعة 

غــير بـعــيد عن شاطئ مرسى بن مهيدي يوجد شاطئ الزرقة الذي يستهوي العديد من زوّار المديـنة، من داخل وخارج البلاد، لما يزخر به من طبيعة وصخور خلابة، فضلا عن شاطئ "بربجاني" أو ما يعرف بـ"الشاطئ المعزول" المذهل الذي يقـع بين عدّة تشكيلات صخرية ضخمة، وشاطئ "البخاتة" بالسواحلية، كما تزخر بلدية الغزوات هي الأخرى بعدة شواطئ صخرية غير محروسة يقصدها المواطنون من المنطقة ومن مختلف المناطق المجاورة على غرار مغنية، ندرومة، جبالة...وغيرها، دون الحديث عن المغتربين الذين يقصدونها بشكل ملفت للانتباه، ومنها شاطئ "الدخلة" الواقع بحي الدراوش، حيث تتوفّر ولاية تلمسان على العديد من الشواطئ غير المحروسة، ومعظمها صخري، غير أنّ إقبال العائلات عليها يبقى في تزايد، رغم ما تشكّله من خطر حيث يمكن أن تسبّب حوادث أليمة للمصطافين، غير أنّ إصرار العائلات على التوجّه إليها يتكرّر كلّ صائــفة.

من جهتها، أكّدت مصالح الحماية المدنية في تصريح لــ«المساء على لسان المكلفة بالإعلام لدى خلية الاتصال بالمديرية الولائية، أنّ العـوم في أماكن غير محروسة يشكّل خطرا كبيرا على الأرواح، موضّحة أنّه رغم الحملات التحسيسية المنظمة فإنّ بعض المصطافين يضربون تلك النصائح والتوجيهات عرض الحائط، فتراهم يقبلون على الشواطئ الصخرية غير المحروسة، وأضافت أنّ مصالح الحماية المدنية بمختلف شواطئ الولاية، تــواصل الحملات التحسيسية والتوعـوية في أوساط المصطافين، مع محاكاة مختلف الشرائح العمرية لتحسيسهم بضرورة الالتزام واتباع نصائح وإرشادات الحماية المدنية، وهذا في ظل الارتفاع الملحوظ لحوادث الغرق التي تشهدها شواطئ الجزائر في الآونة الأخيرة دون أن تستثنى منها شواطئ ولاية تلمسان.

حوادث غرق بالجملة

في هذا السياق، تنقلت مصالح الحماية المدنية إلى شاطئ تافسوت الذي يبعد عن ولاية تلمسان بــ49 كلم، ويتميّز بتضاريس صخرية ما يدفع بالمصطافين للتنقل إليها لممارسة الارتماءات من أعالي الصخور، لما يجدون فيها من متعة دون التفكير بمدى خطورة الوضع والأخطار المحدقة بهم، حيث وزّعت مطويات تحوي نقاطا توعوية هادفة من الواجب اتباعها خلال موسم الاصطياف للحفاظ على سلامتهم وأرواحهم، كما تخلّل هذه الحملة التحسيسية، تنظيم مناورة تطبيقية بعين المكان تحاكي حادث غرق ما استوجب تدخل عناصر الحماية المتواجدين 24/24 سـاعة بمركز حراسة الشواطئ، لإنقاذ الغريق وتقديم الإسعافات اللازمة له ونـقــله للقطاع الصحي إذا تطلب الأمر.

وأكّدت المتحدّثة في السياق أنّ العديد من حوادث الغرق، سجّلت بالأماكن غير المحروسة والصخرية، حيث تدخّل في هذا الصدد مركز حراسة الشواطئ لمرسى بن مهيدي بالمكان المسمى "المرسى البيضاء" وهي منطقة معزولة عن شاطئ مرسى بن مهيدي، يصعب الوصول إليها برا لصعوبة التضاريس لإسعاف شخص أصيب بالتواء في الكاحل وانـتـفاخ في الرجل، وتم تثبيته ونــقــله بواسطة زورق نصف صلب إلى المركز، قبل تحويله إلى القطاع الصحي بمرسى بن مهيدي لإكمال العلاج. كما تدخّل مركز حراسة الشواطئ بآقلا التابع لدائرة هنين، لإسعاف شخص تعرض لإصابات متعدّدة في الرأس جراء القفز والارتماءات من الصخور المحاذية للشاطئ، حيث ارتطم رأسه بالصخور المتواجدة في أعماق البحر، إلى جانب هذا انتشلت مصالح حراس شاطئ عين عجـرود والمركز المتقدّم مرسى بن مهيدي، بدعم من المركز المتقــدّم بوكانون والوحدة الرئيسية ووحدة الغزوات بغطّاسيها، بمعــية الدرك الوطني وخـفـر السواحل جثة طفل (10 سنـوات) ينحدر من مدينة مغنية مفقود في شاطئ عـين عجرود من حوالي 200 متر من شاطئ البـحــر، حوّلت جثته إلى القطاع الصحي بمرسى بن مهــيدي.