المختص في علم اجتماع الجريمة مراد سليم:

مدمن الألعاب يتحول إلى سجين عاجز عن الخروج

مدمن الألعاب يتحول إلى سجين عاجز عن الخروج
  • القراءات: 584
رشيدة بلال رشيدة بلال

يرى المختص في علم الاجتماع والجريمة الأستاذ مراد سليم، أن إدمان الشباب على الألعاب الإلكترونية التي أصبح الولوج إليها يتطلب دفع مبالغ مالية معيّنة أو ما يسمى بـ "الشحن" مثل الإدمان على المخدرات، يبدأ بدافع الفضول، والرغبة في اكتشاف اللعبة، إلى التعود عليها، وعدم القدرة على مفارقتها؛ فبعدما كان المدمن يمضي بعض الوقت، تحوّل إلى شبه سجين لهذه اللعبة، التي تحوله من مجرد لاعب منتظم، إلى مدمن حقيقي، مشيرا إلى أن الرغبة في تجاوز التحديات والانتقال من مرحلة إلى أخرى، جعلها تشكل خطرا حقيقيا على المدمن عليها، خاصة بعدما تم إدراج الذكاء الاصطناعي، الذي أعطاها بعدا آخر.

وأضاف مراد سليم أن الذكاء الاصطناعي جعل ممن يلعب هذه اللعبة، يبلغ درجة من الانسجام والتلذذ في اللعب؛ مما جعله يدفع المال بدون اكتراث لما يقوم به، مشيرا إلى أن مثل هذه الألعاب تشكل أكبر خطر على جيل التكنولوجيا، وتحديدا المراهقين؛ لأنها تنمي الرغبة في ممارسة العنف، وإظهار الذات. وكل هذه الأمور تمكنه منها الألعاب، التي تفتح له المجال واسعا من أجل التعبير عنها، والتي قد يعجز عن التعبير عنها بالعالم الحقيقي.

ومن جهة أخرى، أكد المتحدث أن خطورة هذه الألعاب لم تعد مقتصرة فقط على  مجرد الإدمان والضرر الشخصي، وإنما تعدته إلى الضرر المادي؛ إذ يجد المراهق المدمن على اللعبة، نفسه عاجزا عن مواصلة اللعب لعدم توفر المال؛  الأمر الذي يدفعه إلى التفكير في السبل السريعة لتأمينه؛ من خلال ممارسة العنف داخل المنزل، أو اللجوء إلى السرقة، أو حتى التورط في بيع المؤثرات العقلية لتأمين المال؛ فقط من أجل أن يتمكن من إتمام اللعب، الذي يكون بلا نهاية؛ يقول: "وبالتالي فإن هذه الألعاب يمكن تأكيد أنها تنمّي عنصر الجريمة والانحراف"، مشيرا في السياق، ألى أن آليات الحماية الوحيدة والأولى التي يمكن المراهنة عليها خاصة بالنسبة لفئة المراهقين، تتمثل في تفعيل دور الأولياء قبل بلوغ المراهقين مرحلة الإدمان، خاصة إذا علمنا أن أغلب الأولياء يسارعون إلى اقتناء الأجهزة الذكية لأبنائهم؛ الأمر الذي عجّل وسهل ولوج الأبناء إلى مثل هذه الألعاب، ومنه سرعة الإدمان عليها، مؤكدا أن الهدف من هذه الألعاب  هو ربحي اقتصادي، وبالتالي "لا بد من رفع درجة الوعي لحماية الشباب من خطر الإدمان، الذي يُعد التهديد الكبير، الذي يحوّل من يلعب إلى لعبة في حد ذاته؛ يجري التحكم فيه كيفما تشاء اللعبة!".