متابعو صناع المحتوى أطفال ومراهقون أيضا ..

محتويات فارغة وتافهة تشغل التلميذ والطالب

محتويات فارغة وتافهة تشغل التلميذ والطالب
  • القراءات: 905
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

تعج مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها بمتابعين من مراهقين وأطفال، وحتى كبار السن، ممن تستهويهم القصص والحكايات وحتى اليوميات، التي يعرضها المؤثرون، على اختلاف المحتويات، فمنها الهادف البناء، على غرار تلك الخاصة بالثقافية، العلمية، التربوية والثقافية وحتى السياحية التي يطمح أصحابها لتقديم محتوى، يمكن الاعتماد عليه سواء في التحصيل العلمي لفائدة الطلبة أو الحياة العامة، لكن المؤسف، أن هناك مؤثرين استطاعوا الانتشار، رغم فراغ المحتوى أو حتى احتوائه على ما يخدش الحياء، على غرار مناقشة الأمور الجنسية بطريقة فظة أو غير مدروسة، مما يهدم الفهم الصحيح للحياة الجنسية لدى الطفل أو المراهق، علاوة على تشتيت فكره وإرهاقه نفسيا.  

يكفي أن يقرأ الفرد التعليقات التي تترك لدى صناع المحتوى، ليعرف الشريحة التي تتابع ذلك المحتوى، إذ نجد قمة البراءة في التعليق أو كلام غير مسؤول، يشير إلى صغر سن صاحبه، والغريب أن هناك صفحات تافهة جدا لا تقود لأي طريق ولا تنفع ولا تغني من جوع، بل المتابع لها يلاحظ أنها تسلب من الفرد وقته، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعد النجاح الذي حققته "الخالة هدى" من تيبازة، في وقت قياسي، والتي استطاعت أن تنال متابعة قوية من كامل ربوع الوطن، من خلال عرض يومياتها البسيطة من صلاة الفجر وقراءة القرآن، إلى شرب فنجان القهوة وإطعام الدجاج من فصيلة البراهمة والديكة، إلى تحضير الغذاء وحتى تجهيز نفسها للذهاب إلى الحمام وصبغ شعرها بالحناء. الخالة هدى أشارت في لقاء صحفي، إلى أنها اختارت هذا المسار، لتحصل على المال، وزيارة بيت الله الحرام وشوقها الكبير له، لأنها لا تملك المال.

بالمقابل، وخلال الأيام القليلة الماضية، دخلت صفحة جديدة اسمها "يوميات الحاج هود"، وهي لشاب جامعي، يقلد الخالة هدى، في طريقة الأداء والحديث، لكن من جهته، يعرض يومياته في الذهاب إلى الجامعة بالسيارة وشربه للقهوة والشاي من الموزع، مع طلة على المدرج، دون أن ينسى الختام بكلمتها الشهيرة "نحبكم أولادي وبناتي".

الغريب أن هناك صفحة يعالج محتواها الأمور الجنسية، والعلاقات غير الشرعية وكذا الجنس، مقابل المال، إلا أن الطامة الكبرى، أن من يفتتح الحديث عن محتواها، طفل صغير في السن في حدود العشر سنوات أو 12 سنة على أكبر تقدير، يتحدث ويناقش بأسلوب فض، لا يمكننا في هذا المقام ذكر ما يقول، أو الطريقة التي يفتتح بها السيناريو، ليأتي بعدها دور الكبار الذين يقومون بدورهم بتمثيل المشاهد بطريقة مقززة، على غرار اصطياد الفريسة من قبل المومس، الخمر والجنس ومضيعة المال وكذا الزنا بالإخوة، من قبل بائعات الهوى وهنا يطرح السؤال: محتوى على هذه الشاكلة يعد معول دمار لنفوس الأطفال والمراهقين، الذين يحصلون على معلومات خاطئة حيال التركيبة الاجتماعية والعلاقات العاطفية وكيفية التعامل مع المرأة.. فكلها أمور ستعود سلبا على مستقبل المتلقي الذي لا يجد بالمقابل من يقدم له توضيحا حول هذه الأمور، لأنها تعد من الطابوهات والحديث فيها عيبا، لكن للأسف، العيب الحقيقي هو تمكن أصحاب المحتوى المسموم من العقول بفعل المحتوى الفارغ والفاسد.

الكثير من الصفحات الفارغة التي تأتي الواحدة تلوى الأخرى عقب عملية البحث، تلقى اهتماما من قبل المراهقين، ومتابعة قوية ويومية محيرة، رغم أنها لا توفر سوى الضحك مع مضيعة الوقت مع تعليقات تافهة وأخرى تحمل عبارات نابية في غياب تام عن المراقبة الأبوية، وصفحات تعنى بالأكل في المطاعم والفنادق الفخمة، تعرض أطباقا مثيرة للشهية، وأخرى تعرض الأسفار والخرجات مع الأصدقاء، في صورة تجعل المادة أساس أي حركة، مما يدخل المشاهد في شوق للتعرف على تلك الأماكن أو الذهاب إليها.