كشف عنه صالون ‘باتيماتيك’ 2016
"مايْد إن بلادي" يكتسب ثقة الزبون السنة تلو الأخرى

- 1045

أكد مهنيون شاركوا في الطبعة الـ19 للصالون الدولي لمواد وتقنيات البناء "باتيماتيك" في حديث إلى "المساء"، بأن المنتوج الوطني افتك مكانة هامة له لدى المستهلك، بفضل عدة عوامل يأتي السعر التنافسي في المقدمة، تليه الجودة، وهما عاملان سمحا بكسب ثقة ووفاء الزبائن، علما أن شركات جزائرية كثيرة استطاعت افتكاك علامات الجودة ‘ايزو’، وهو عامل ثالث عزز هذه الثقة. أما بالنسبة للمواطن فإن المُصنّع الوطني عليه العمل على تحسين نوعية منتوجه أكثر فأكثر. تمكنت مؤسسات جزائرية على اختلاف تخصصاتها، من كسب ثقة الزبون الجزائري الذي أصبح -حسبها- متطلبا جدا، لاسيما في مجال البناء والتزيين الداخلي للشقق والمنازل، إذ يقول السيد محمد عبد الكريم مسؤول البيع في شركة "موساوي لصناعة السياج الحديدي والعشب الاصطناعي"؛ إن المواطن اليوم أصبح مهتما كثيرا بالرفاهية، ومن ذلك الطلب على تسييج المباني الفردية وتزيينها بأرضية من العشب الاصطناعي وغيرها من التحف الديكورية المصنوعة من الفولاذ، وهو ما توفره الشركة التي كانت إلى سنوات قريبة تستورد المعدات من إيطاليا، "ولكننا اليوم استطعنا صنع كل أنواع السِياج ذي الواجهات الجميلة بما يخدم أذواق الجميع، ومنتوجنا يطابق المعايير الدولية ولعل هذا ما جعلنا نربح ثقة الزبائن الذين بدأوا مؤخرا يتخلون عن ذهنية (مايد إن)، بمعنى الإقبال على كل منتوج مستورد فقط لأنه مستورد، وهذا طبعا مرده جودة المنتوج الوطني وسعره التنافسي".
الجودة والسعر.. وجهان لمنتوج بلادي
من جهته، أكد السيد أحمد بوشريط مكلف بالنوعية في أحد فروع مجمع "حسناوي" للبناء والخرسانة، أن المنافسة الكبيرة التي تعرفها السوق الوطنية في جميع المجالات جعلت المُصنعّين على اختلافهم يراهنون على عاملي الجودة والسعر لكسب ثقة الزبون، "وهذا الذي تحقق لنا في المجمّع، مع العمل على توطيد هذه الثقة أكثر فأكثر، خاصة بعد افتكاكه لشهادة الجودة "ايزو 9001 /2008"، يقول المتحدث، موضحا أنه للإبقاء على هذه الثقة فإن المجمع يجري تحقيقات ضمن أبواب مفتوحة على مدار السنة من أجل تحقيق رضا الزبون أكثر فأكثر. هذه الغاية تبدو للمتحدث سهلة التحقيق، "يكفي فقط الحفاظ على الجودة التي تتصف بها منتوجاتنا التي نؤكد أنها كلها جزائرية مائة بالمائة، سواء مواد البناء أو الخرسانة، علما أننا تمكنا ـ يضيف السيد أحمد- في مطلع السنة الجارية من حيازة ‘وسم البسمة’ للجودة الوطنية، ورسالتي التي أوجهها للمواطنين اليوم هي أن يثقوا في منتوج بلدهم لأن المستثمر المحلي يسعى جاهدا ليكون في مستوى تطلعات الجميع، إرضاء لأذواق الجميع".
وبفضل عامل المثابرة لسنوات طويلة، استطاع المنتوج الوطني كسب ثقة الزبون الجزائري، إضافة إلى العمل على تحدي تحسين النوعية، هكذا قال منصف ممثل شركة ‘أي.اف.ام’ لصناعة الفاخورة، واعتبر أن المنافسة حاليا تجعل المُصنّع يلتزم أكثر فأكثر بالجودة وهو بالضبط ما تعتمد عليه الشركة لاكتساب مزيد من الثقة، يقول: "أعتقد أن عقلية (مايد إن) بدأت تزول في السنوات الأخيرة تاركة مكانها لـ(مايد إن بلادي) والسبب أن المنتوج الوطني بالفعل يضاهي في جودته وجماليته نظيره المستورد، ناهيك عن عامل السعر المعقول مقارنة بهذا الأخير". وإذا جمع أي منتوجٍ بين الجودة والسعر التنافسي، فإن الطلب قد يفوق العرض بكثير حتى وإن فاق الإنتاج اليومي 30 ألف قطعة، نتحدث هنا عن شركة "الممتازة" لصناعة كل أنواع القرميد، هذا الأخير الذي أصبح يستهوي الجزائريين الباحثين عن نوع من الجمالية الفنية لمبانيهم، يقول السيد اسماعيل بوزغاية، مساعد مدير "الممتازة"، ويضيف أن كفاءات الشركة جزائرية بامتياز والمواد الأولية أيضا جزائرية مائة بالمائة، والنتيجة تزايد الطلب بكثير عن العرض، حتى بلغ الإنتاج 30 ألف قطعة يومية من القرميد بكل أنواعه وألوانه، وهذا أكبر دليل على ثقة الزبون في منتوج وطنه، خاصة أن سعر 70 دينار للقطعة الواحدة أحسن بكثير من 120 دينار للمستورد منها.
اختيار المستورد للمفاخرة لا غير.. فالمحلي نوعي بامتياز
بالرغم من أن المنتوج الوطني يغطي كل المجالات دون استثناء بنوعيته المؤكدة وسعره التنافسي، إلا أن انفتاح السوق الوطنية جعل متعاملين كثيرين يغرقون السوق المحلية بمواد مستوردة في كل المجالات، وهو ما اعتبره السيد عبد الوهاب دويسي، مسؤول تجاري بشركة ‘غرالكوم’ لصناعة آلات صنع الآجر، ذا نتائج سلبية على المنتوج المحلي بسبب ذهنية المستورد المُحبب من طرف المواطن، حتى وإن كان مخيرا في السعر، مما يستوجب حماية المنتوج الوطني بميكانيزمات معينة. في السياق، يؤكد السيد زكريا توازي المدير التجاري لنفس الشركة بالقول: "أعتقد أن الجزائريين لديهم عقدة من ‘منتوج بلادي’، والمسألة لا تتعلق بالجودة لأننا نعمل وفق معايير دولية معترف بها وليس بسبب السعر المطبّق، وإنما بسبب الخيلاء أو العجرفة فقط.. أي يكفي المفاخرة بأن أحدهم اشترى منتوج (مايْد إنْ)، وأسوّق لكم مثالا هنا بماكنة صنع الآجر محلية الصنع نسوقها بـ160 مليون سنتيم، ونظيرتها المستوردة تسوق بـ400 مليون سنتيم، ورغم الفرق الشاسع بين السعرين، تعرف هذه الأخيرة إقبالا كبيرا رغم جودة ما نصنع وبنفس زمن الصلاحية!"
مقابل هذا، يقترح زكريا توازي على السلطات المعنية إجراء تحقيقات معمقة حول كل المنتوجات المصنعة في الوطن بالجودة المطلوبة، حتى لا يتم تقليص حجم استيرادها من طرف بعض المتعاملين، أو فرض ضرائب أكبر عند استيرادها بهدف حماية وترقية المنتوج الوطني، بالنسبة للمواطنين ممن تحدثوا إلينا في الموضوع، تتراوح مواقفهم بين مشجع للمنتوج الوطني وفاقد الثقة فيه، مثل مواطن التقته "المساء" في الجناح ‘أ’ الذي كان في أكثريته خاصا بالمشاركين الأجانب، حيث قال بأنه لا يثق مطلقا في المنتوج المحلي، خاصة بالنسبة للبلاط والفاخورة والديكور المنزلي "لأن المنتجين يبحثون فقط عن الربح السريع دون الاهتمام بالجودة المطلوبة، أنا أفضل المستورد من هذه المواد حتى أرتب منزلي مثلما أحب وبمنتوجات يطول عمرها". والرأي المخالف تماما جاءنا على لسان مواطن آخر في نفس الجناح، أكد لنا ثقته التامة في المنتوج الوطني، خاصة ما تعلق بمواد البناء والتزيين المنزلي، وكذا معدات الكهرباء والإنارة، مؤكدا أنه اقتنى من تلك المنتوجات وأثبتت جودتها، ليضيف لها عامل السعر الذي يخدم الميزانية.