بنيدة نورية مراح:
لم نستثمر في النجاح، ونفتقر للاحتكاك
- 1559
ع. اسماعيل
ترى البطلة الأولمبية السابقة الجزائرية، بنيدة نورية مراح أن صنع الأبطال في رياضة ألعاب القوى لا يأتي بالصدفة، لكن بالجدية في العمل سواء من طرف المدرب أو الرياضي. كما تعتقد صاحبة الميدالية الذهبية لمسافة 1500م في أولمبياد سيدني 2000 أن الوصول إلى النجومية العالمية في ألعاب القوى وفي مختلف اختصاصاتها يتطلب المثابرة في العمل لفترة طويلة، مضيفة أن تقريبا كل الاختصاصات في رياضة ألعاب القوى في الجزائر تراجع مستواها وحددت الأسباب بالقول "أولا نفتقر للإحتكاك مع المستوى العالمي، فالمنافسات في الخارج قلت بكثير ولم نعد ننظم هنا في الجزائر منافسات دولية، فضلا عن أن المتربصات في الخارج لفائدة رياضيي ألعاب القوى ليست موجودة، وهذه العوامل كانت في السابق تساعد الممارسين في ألعاب القوى على تطوير إمكانياتهم البدنية والتقنية".
لكن بالنسبة لبنيدة مراح، فإن الممارس لهذه الرياضة عادة ما يتعين عليه التضحية كثيرا إذا ما أراد تحقيق الأهداف التي رسمها لنفسه، وأعطت مثالا على نفسها بالقول "أنا شخصيا نجحت في تحقيق البعض من أهدافي بفضل التضحيات الكبيرة التي قمت بها، كنت أتدرب بمفردي تارة وتارة أخرى بمساعدة زوجي الذي كان مدربي الشخصي، ولم أستفد سوى من تربص واحد في الخارج دام لبعضة أيام فقط قبل مشاركتي في أولمبياد سيدني سنة 2000، لقد ذهبت إلى أبعد حد في ما يتعلق بالمجهودات التي بذلتها، وطبقت على نفسي المقولة الشهيرة "لما نريد سنصل إلى الهدف" قبل مشاركتي في الألعاب الأولمبية بسيدني، مما ساعدني ذلك على الحصول على الميدالية الذهبية التي فزت بها في سباق 1500م، وأقولها بصراحة لقد ضحيت ونجحت من أجل تشريف بلدي قبل كل شيء وأحمد الله على أنني وفقت في هذا المسعى". كما أكدت البطلة الأولمبية أن ألعاب القوى الجزائرية لم تستثمر في الشباب خلال فترة نجاح كل من نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة الذين كانا من المفروض - تضيف محدثتنا - أن يشكلا قاطرة هذه الرياضة في تلك الفترة. لكن بالنسبة لبنيدة نورية مراح، تجمعت عدة أسباب في تراجع رياضة ألعاب القوى، ليس فقط في سباقات الجري، بل في اختصاصات أخرى كانت الجزائر ممثلة فيها على المستوى الدولي كالقفز الطويل والقفز العالي والعشاري ورمي الجلة والمطرقة ورمي الرمح.. و من بينها هجرة بعض التقنيين إلى الخارج وتوقف البعض الآخر عن تكوين الرياضيين في هذا الفرع، كل واحد في اختصاصه.
وتعتقد محدثتنا أن رياضة ألعاب القوى الجزائرية ليست الوحيدة في العالم التي تعرف مثل هذا التقاعس والتراجع في المستوى. وذكرت نورية بالصعوبات التي تواجهها هذه الرياضة بمختلف اختصاصاتها في بلدان إفريقية وحتى أوروبية لم تعد قادرة على إنجاب أبطال عالميين على غرار كينيا وإثيوبيا في إفريقيا وبلدان شرق أوروبا. إلاّ أن محدثتنا لم تقطع الأمل في عودة رياضة ألعاب القوى بمختلف اختصاصاتها إلى الواجهة، حيث قالت إن هناك الكثير من الفئات الشبانية تحاول العمل بكثير من الجدية ولا تنتظر سوى صقل موهبتها من طرف مدربين أكفاء، فقدت الجزائر البعض منهم بسبب هجرتهم إلى خارج الوطن. ونوهت محدثتنا بالمجهودات التي تبذلها اللجنة الأولمبية الجزائرية من أجل إعداد وفد رياضي جزائري في المستوى المطلوب لكي يشرف الجزائر في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية 2016.