عميد كلية العلوم السياسية والإعلام أحمد حمدي:

لا يمكن التضحية بالحقيقة وأخلاقيات المهنة لكسب المال

لا يمكن التضحية بالحقيقة وأخلاقيات المهنة لكسب المال
  • القراءات: 955
ز. س ز. س

يرى عميد كلية العلوم السياسية والإعلام بالجزائر الأستاذ أحمد حمدي، أن الصحافة الجزائرية لا تزال صحافة "هواة" وليست صحافة "احتراف"، حيث لا تزال ـ حسبه ـ "بعيدة عن الاحترافية وأخلاقيات المهنة"، نتيجة لظروف متعددة، أهمها عدم وضوح القوانين التي تحكم القطاع، "خاصة القطاع الخاص الذي لا يحترم قانون الإعلام ولا قانون السمعي البصري"، الأمر الذي نتج عنه "انحراف" وولد "صحافة صفراء"، في وقت يعاني فيه القطاع العمومي من التحفظات وسياسة الرقابة المفروضة والتي ولّدت بدورها الجمود ونقص في الدينامكية بهذا القطاع.

وفي رده عن موضوعنا المتعلق بالإعلامي بين أخلاقيات المهنة وتفاعلات الحراك، أوضح الأستاذ حمدي بأن أغلب الأخطاء التي تقع فيها الصحافة الجزائرية، "هي التوجه لإبداء الرأي وليس لنقل الخبر، وهذا ما لحظناه منذ بداية الحراك الشعبي"، مؤكدا أن الصحفي مطالب بالفصل بين التعليق ونقل الخبر الذي يبقى مبدأ مقدسا يجب الحفاظ عليه في كل وسيلة إعلامية للابتعاد عن تقديم الرأي الشخصي والتحريض والتأثير على توجيه الرأي العام.

وأضاف أن الخبر يجب أن يكون صحيحا بالتأكد منه قبل نشره على الأقل من 3 مصادر، وتقديمه بشكل كامل بتجنب القذف وتشويه الحقيقة، مشيرا إلى أن بعض الصحف وخاصة القنوات التلفزيونية في تعاملها مع الحراك الشعبي، تريد البحث عن السبق الصحفي وتتسرع في نشر أخبار بدون التأكد من مصادرها، وأحيانا تكون هذه الأخبار منقولة من الفايسبوك، ليتضح فيما بعد أنها خاطئة ومجرد إشاعات.

ولفت في هذا الصدد إلى أن هذه القنوات والوسائل الإعلامية لا تكلف نفسها فيما بعد حتى نشر أو بث تصويب تعتذر فيه للجمهور وتوضح من خلاله بأن ذلك الخبر كان غير صحيح. كما لا تضمن حق الرد والتوضيح، وهذا ما يعد تشويها للسبق الصحفي ولمصداقية هذه الوسائل التي تبحث عن أهداف تجارية وليس عن تقديم خدمة عمومية.

في نفس السياق، يرى الدكتور حمدي بأن الإعلامي لا يجب أن يضحي بالحقيقة ويحجبها عن الجمهور أو يشوهها، بالقيام بوضع أخلاقيات مهنة الصحافة جانبا من أجل كسب المال، لأن هذا يعد تعديا على حق المواطن في الإعلام، وهو ما يسمى أيضا بـ"أمراض الصحافة" التي تأتي نتيجة لنقص التكوين والفعالية.

وخلص محدثنا إلى أن الوقت حان لتنظيم مهنة الصحافة في الجزائر، بمتابعتها من خلال الرسكلة وإخضاع الصحفيين للتكوين كل 5 سنوات. كما هو معمول به في بعض الدول لبلوغ درجة الاحترافية والتحكم في طريقة تقديم المادة الإعلامية، لاسيما في أوقات الكوارث والأزمات السياسية.