لتظل ذكرى جميلة يحتفظ بها المدعوون
علب الحلوى .. من الكرتون إلى تحف خشبية راقية
- 1882
رشيدة بلال
ينظر البعض من المقبلين على إقامة عرس إلى بعض مستلزمات العرس على أنها تدخل في باب التبذير كونها ترمى بمجرد أن تسلم للمدعوين رغم أن أصحابها يدفعون فيها مبالغ مالية كبيرة، ونقصد في هذا الإطار علب الحلوى من أجل هذا تميل بعض الأسر إلى اختيار العلب العادية للحد من النفقات، غير أن بعض العائلات الأخرى الثرية أو حتى الميسورة تميل إلى اقتناء أغلى العلب ولا تكترث للثمن ولا تهتم بمصير هذه الأخيرة لأن حلوى العرس لا توضع إلا في علب راقية وبين هذا وذلك اقترح المصممون بدائل تجعل علب الحلوى تحفة قابلة للاسترجاع وذكرى جميلة .
حاول صالحي مسؤول بشركة مختصة في كل ما يتعلق بمواد التغليف، التقته "المساء" بصالون الزواج الذي أقيم مؤخرا بالعاصمة بعد أن اختص في تصميم علب حلوى الأعراس منذ قرابة الشهرين، الموازنة بين القدرة الشرائية للمواطنين المقبلين على تنظيم أعراسهم وبين نوعية العلب التي تعدها المؤسسة، وقال "جمعنا بين النوعية الجيدة والسعر المعقول، إذ نستورد المادة الأولية الممثلة في الكرتون ونتكفل بتصميم العلب لنقدم للمستهلك نوعية جيدة"، مضيفا أن القول بأن علب حلوى الأعراس تدخل في باب التبذير مردود عليه لأن حلوى الأعراس لا تقدم إلا في العلب، وبالتالي هي ضرورة لابد منها وتقليد تعودت عليه العائلات ويبقى الفرق بين علبة وأخرى في التصميم مسألة ذوق وقدرة شرائية، فهنالك من يميل إلى شراء العلب الفاخرة رغم أن مصيرها سلة المهملات وهنالك من يميل إلى التقشف لأن المبدأ عنده علبة تحوي الحلويات وفقط.
من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أن مجتمعنا لا يملك ثقافة الرسكلة، لأن هذه العلبة يمكن استغلالها بعد استعمالها، غير أن الثقافة الرائجة تشير إلى أن الأغلبية تفكر بمنطق واحد وهو أن العرس حدث وهو مرة واحدة في العمر ويرغبون في تسجيل حضورهم لدى المدعوين الذين يهتمون كثيرا بهذه التفاصيل، من أجل هذا نجدهم يتطلعون إلى اقتناء آخر ما تجود به سوق العلب من تصاميم ولا يكترثون للأثمان من باب المفاخرة والتظاهر.
من جهتها، اهتدت شركة رهوانجي كارت، وهي مؤسسة رائدة في كل ما يتعلق بعلب الحلويات وبطاقات الدعوات إلى التفكير في تصميم جديد لعلب حلوى الأعراس، تضع حدا لرمي هذه الأخيرة بعد استعمالها، وتحويلها إلى ذكرى جميلة يحتفظ بها المدعوين لتذكرهم في كل مرة بعرس قريبهم.. وحول التصميم الجديد، حدثنا أبوبكر، ممثل تجاري بالمؤسسة قائلا: "توجهنا كمؤسسة مهتمة بكل ما يتعلق بلوازم العرس من بطاقات الدعوى وعلب الحلويات إلى ابتكار تصميم حديث دخل السوق الجزائرية في الآونة الأخيرة والممثل في إعداد علب حلوى خشبية، وهي الفكرة التي لقيت ترحيبا كبيرا من الذين ترددوا علينا لإقامة أعراسهم، مضيفا أنه من مميزات هذه العلب أنها تشبه العلب الأثرية ويجري تطريزها من مختصين سوريين ونتكفل نحن بتشكيلها.. وتختلف التصاميم حسب رغبة الزبائن سواء من حيث التطريز أو الألوان أو الحجم، تتراوح أسعارها ما بين 3000 إلى 4000 دج طبعا تبعا للتصميم، مشيرا إلى "أن هذه الفكرة صعّبت على المدعوين رمي هذه العلب لجمالها ودقة تصميمها وبذلك نكون قد حققنا الهدف من تحويلها إلى علب خشبية ليحتفظ بها المدعوون ويمكنهم استغلالها أوالتزيين بها بحكم أنها تشبه القطع التراثية وبهذه الطريقة لا يشعر أصحاب العرس أنهم أنفقوا أموالهم لتلقى مصيرها في سلة النفايات.