مختصون يعرضون...
علاج اضطرابات عسر الكلام

- القراءات: 462

الكلام من أهم وسائل الاتصال النفسي، يعبّر به الشخص الطبيعي عن شخصيته بطلاقة ووضوح. أما الفرد المضطرب فيكون تعبيره الكلامي عادة، معبرا عن اضطراب شخصيته. وتظهر اضطرابات الكلام عند بعض الأطفال أثناء نموهم ابتداء من عام ونصف عام تقريبا، وهذا أمر طبيعي وعادي، ثم تختفي عادة مع النمو. أما إذا استمرت وظهرت في شكل مرض، فهنا لا بد من التدخل العلاجي.
تظهر اضطرابات عسر الكلام عند بعض الأطفال خلال نموهم ابتداء من السنة الأولى من عمرهم، وتختفي مع النمو. لكن إذا استمرت وظهرت في شكل مرضي، فهنا لا بد من التدخل العلاجي، لا سيما إذا كانت مرتبطة بأمراض نفسية؛ مثل التوتر العصبي، والقلق، والخوف، والصدمات الانفعالية، وضعف الثقة، والحرمان العاطفي، فهنا يكون تدخّل المختصين والوالدين ضروريا.
وقدّم المختصون مجموعة من النصائح للتعامل مع الحالة وفق المطوية التي أعدّوها بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية الاستشفائية برج الكيفان بدرقانة؛ إذ ينصحون بالعلاج النفسي للتقليل من الارتباك والخجل، مع علاج الطفل القلق الذي يعاني من الحرمان العاطفي؛ من خلال تشجيعه على الكلام والنطق السليم، وإفهامه أهمية العملية الكلامية في نموه وتقدمه في المجتمع، وتشجيعه على بذل الجهد في العلاج، وتقوية روحه المعنوية والنفسية، وإعادة الاتزان الانفعالي، وعلاج الخرس الهستيري، وتشجيع النشاط العقلي والجسمي مع الاهتمام بعلاج حالات الضعف العقلي. وفي ما يخص الوالدين، فإن من واجبهم عدم إجبار الطفل الأيسر على الكتابة باليمين، وتجنب معاقبته أو إحباطه أو إظهار القلق تجاه مشكلته هذه، مع مساعدته على تحقيق الأمن الداخلي حتى يكتسب الطلاقة في الكلام، للابتعاد عن التصحيح الدائم لكلامه حتى وإن كان للعلاج وإعطائه الوقت الكافي للتعبير عن نفسه.
أما حيال العلاج الطبي، فقد تمت الإشارة إلى تصحيح النواحي التكوينية والجسمية في الجهاز العصبي، وجهاز الكلام والجهاز السمعي، وأحيانا العلاج الجراحي؛ كترقيع وسد فجوة سقف الحلق في الخمخمة، وكذلك علاج الأمراض النفسية المصاحبة لاضطراب الكلام. كما يمكن أن يستفيد الطفل من العلاج الكلامي، لتعلم الكلام من جديد، والتدرج في الكلمات والمواقف من السهلة إلى الصعبة، وتدريب اللسان والشفتين والحلق، وكذلك تمرينات البلع والمضغ لتقوية الجهاز الكلامي، وتمرينات التنفس، والتروي في الكلام، والتي يقوم بها أخصائي النطق.